"فطير الملاك" أو "قُرص العذراء" عند الأقباط .. من أين جاءت هذه العادة القديمة؟
05.08.2017 13:58
تقاريركم الصحفيه Your Reports
المصري اليوم
حجم الخط
المصري اليوم

على قدم وساق تتنافس السيدات في صنعها، إنها قرص العذراء أو فطير الملاك كما يُطلق عليه، مئات القطع من القُرص توزع يوميا بالكنائس وعلى الفقراء في البيوت، وعابرى السبيل الذين يأتون من محافظاتهم البعيدة يوميا إلى الكنائس التي تحمل اسم العدرا، للاحتفال بعيد صعود جسد السيدة العذراء مريم، والذى تحتفل به الكنائس كل عام في 7 أغسطس ولمدة 15 يوما.

 

محبة الأقباط للعذراء التي زارت مصر وباركتها وتركت آثارًا لها، فضلا عن ذكرها بالقرآن الكريم، جعلا لاحتفالها مذاقه الخاص لدى المسلمين والمسيحيين، الذين يسعون لأخذ البركة بأعمال خيرية خلال أيام الاحتفال السنوية، ومن هذه الأعمال توزيع القُرص التي أُطلق عليها فيما بعد قُرص العدرا أو فطير الملاك، نسبة إلى عيد الملاك ميخائيل، الذي يتبع فيه الأقباط العادات نفسها في توزيع القُرص.

 

تعددت الروايات حول أصل القصة، إلا أن الهدف واحد، وهو عمل الخير والتبرك من العذراء مريم، واختلف عدد من الكهنة حول أصل هذا الموروث، إلا أن أحدهم ذكر أن هذه العادة ترجع إلى معجزة النبى إيليا المذكورة في الكتاب المقدس بالعهد القديم، حيث ذهب إلى امرأة أرملة وفقيرة لكى تطعمه ولكنه لم يجد عندها طعاما إلا القليل من الدقيق والزيت، وقال: جَرة الدقيق لا تفرغ وقارورة الزيت لا تنقص إلى يوم يرسل الرب مطرا على وجه الأرض، وصنعت المرأة خبزا أو قُرصا، وأطعمت كل أهل البيت، وذكر آخر أنها ترجع إلى تذكار الملاك ميخائيل، الذي تحتفل به الكنيسة يوم 21 نوفمبر من كل عام، وتُوزع باسمه الصدقات.

 

فيما ذكر مرقس جرجس، فنان تشكيلى، أن هذه العادة مأخوذة من الصعيد، حيث كان يُطلق على هذه القُرص اسم حنونة، ولجأ لها أهالى الصعيد لإطعام المصلين في صوم العذراء في الكنائس، بعد أن وجدوا مريدى الأديرة والكنائس يأتون من محافظات بعيدة.

 

أم مينا تصنع المئات من القُرص سنويا في صيام العدرا لتوزيعها على الفقراء، وتَميُّزها في صناعة هذه القُرص جعل الأهالى يلجأون لها في عملها، وتقول أم مينا: كنت بعمل الأول من عندى كـ(نذر)، وبعدين الناس بدأت تطلب إنى أعمل لها، في صيام (العدرا) باشتغل بأكتر من 4 شولة دقيق، والشوال حوالى 50 كيلو.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.