نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلا معلوماتيا بشأن وسائل التواصل الاجتماعي وأدوارها المتنامية على مستوى العالم، حيث تناول التحليل الاستخدام العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي، ومظاهر تأثيرات هذه الوسائل، ومعدلات استخدامها عالميا.
ووفقًا لمسح تم إجراؤه عالميًّا لمستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين (16-64) عامًا عن المنصات الاجتماعية المفضلة لديهم، صنف معظم الأشخاص تطبيقات WhatsApp وFacebook وInstagram على أنّها منصات التواصل الاجتماعي المفضلة لديهم، وفي إطار ذلك تصدرت منصة واتساب بنسبة 21.7%، تليها فيس بوك بنسبة 21.5%، ثم إنستجرام (19.3%)، واستحوذت جميع المنصات الاجتماعية الأخرى على نسبة 37.5% المتبقية مثل «تويتر، تيك توك، وماسينجر فيس بوك».
وسائل التواصل ودورها في تغيير مسار الاتصالات
وأشار التحليل إلى أنّ العالم شهد تحولات كبرى طالت وما زالت كل مجالات الحياة الفكرية والبيئية والمادية والحياتية، وأصبحت عملية التواصل الاجتماعي من وسائل الاتصال الرئيسية التي غيّرت مسار الاتصالات بفعل التكنولوجيا الحديثة، فأصبح من السهل الحصول على المعلومات بشكل سريع ومنظم من خلال الهواتف الشخصية، وفي جميع مناحي الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، والسياسية، فضلًا عن الأعمال التجارية، والألعاب ووسائل الترفيه كما أصبحت أيضًا قنوات للتعارف.
وأكد مركز المعلومات بحسب بيان، أنّه وفقًا لأحدث إحصاءات صادرة عن قسم بحوث Statista، بلغ معدل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي نحو 54% عالميًّا، وبلغ معدل الانتشار في منطقة أوروبا الغربية 79%، لتتصدر بذلك ترتيب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عالميًّا وفقًا للمنطقة، بينما سجلت منطقتا وسط أفريقيا، وشرق أفريقيا نسبتي 10%، و8% على التوالي.
ووفقًا لأحدث تقرير «معيار التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي 2022» الصادر عن (Influencer Marketing Hub)، أشار المركز إلى أنّ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بلغ نحو 4.48 مليارات مستخدم نشط حتى يوليو 2021، أي فيما يعادل 56.8% من سكان العالم، بمعدل نمو يبلغ 13.1%؛ مدفوعًا بتداعيات كوفيد -19، وعمليات الإغلاق على مستوى العالم.
كورونا غيّر طرق التواصل بين البشر
وتابع أنّ الأفراد قضوا معظم العامين الماضيين متباعدين عن الأصدقاء والأقارب، والعمل، كما أصبح التعليم عن بُعد، ونتيجة لذلك اضطروا إلى تغيير كيفية تواصلهم مع بعضهم مقارنة بما كانوا عليه قبل كوفيد-19، وأدى ذلك إلى نمو التسويق الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي Social Media Digital Marketing وهو تسويق مبتكر تم الترويج له من قبل العديد من الشركات وغيرها من المجموعات الخاصة بالأفراد للتسويق خلال الإنترنت.
48.6% يستخدمون مواقع التواصل من أجل العائلة.. و36.3% لوقت الفراغ
وأشار موقع Influencer Marketing Hub، إلى مسح أجراه موقع Global Web Index، وجاء فيه أنّ السبب الأكثر شيوعًا وراء استخدام الأفراد لوسائل التواصل الاجتماعي حتى الآن في الربع الأول من عام 2021، الاتصال مع الأصدقاء والعائلة بنسبة 48.6%، بينما أشار 36.3% إلى أنّهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لملء وقت الفراغ، و35.2% لقراءة الأخبار، و30.9% يستخدمونها للبحث عن محتوى مضحك أو ترفيهي، و29.3% يستخدمونها لرؤية ما يتم الحديث عنه، و27.5% يبحثون عن مصدر إلهام لأشياء يمكن القيام بها أو شرائها، 26.1% يبحثون عن منتجات للشراء، و24.9% يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بهدف المشاركة ومناقشة الآراء مع الآخرين.
مستخدم الإنترنت يقضي 142 دقيقة يوميا على مواقع التواصل في 2021 مقابل 90 في 2012
وتابع التقرير، أنّ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كان واضحًا في حياتنا الرقمية اليومية على مدار السنوات الماضية، ووفقًا لبيانات Statista، يبلغ متوسط الوقت العالمي الذي يقضيه مستخدم الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي يوميًّا نحو 142 دقيقة في عام 2021، وهو أعلى بكثير مقارنة بـ90 دقيقة المسجلة في عام 2012.
وانخفض نمو متوسط الوقت العالمي الذي يقضيه مستخدم الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي يوميًّا بنحو 3 دقائق خلال النصف الأول من عام 2021، ويمثل هذا أول انخفاض منذ 17 عامًا وهو وقت ظهور فيس بوك.
وفي سياق متصل، أشار تقرير «الرقمية العالمية لعام 2021» (The Digital 2021: Global Overview Report) الصادر عن We Are Social وHootsuite، إلى أنّ متوسط الوقت الذي يقضيه مستخدمو الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين (16 - 64 عامًا) يوميًّا نحو 6 ساعات و54 دقيقة عن طريق الوسائط والأجهزة مجتمعة.
وجاء في المرتبة الثانية بحسب التقرير، مشاهدة البث التلفزيوني والتي تبلغ مدة مشاهدته نحو 3 ساعات و24 دقيقة، ثم تأتي في المرتبة الثالثة قضاء الوقت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يبلغ في المتوسط ساعتين و25 دقيقة يوميًّا، وتليها الأنشطة الأخرى المستندة إلى الإنترنت مثل قراءة الأخبار الصحفية لتبلغ (ساعتين ودقيقتين)، والاستماع إلى الموسيقى (ساعة و31 دقيقة)، والاستماع إلى البث الإذاعي (ساعة واحدة)، والاستماع إلى البث الصوتي Podcasts (54 دقيقة)، ولعب ألعاب الفيديو (1 ساعة و 12 دقيقة).
ووفقًا لأحدث تقرير «معيار التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي 2022»، فإنّ 40.4% من مستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عامًا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض العمل، إضافة إلى أولئك الذين يتابعون جهات اتصال العمل أو رواد الأعمال أو رجال الأعمال.
الذكور يستخدمون مواقع التواصل أكثر من الإناث
وأوضحت الإحصاءات أنّ نسبة الذكور أعلى من الإناث في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للعمل في جميع المستويات العمرية، حيث يستخدم 32.3% من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 33 و64 عامًا الإنترنت للعمل، مقارنة بـ24.8% من الإناث.
وقد يختلف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العمل بين البلدان؛ حيث يبلغ 61.4% بين مواطني جنوب أفريقيا، بينما بلغت النسبة 28.7% في المملكة المتحدة، و28.6% في الولايات المتحدة الأمريكية، أما على النقيض الآخر فبعض الدول لديها استخدام منخفض نسبيًّا لوسائل التواصل الاجتماعي في العمل، حيث يستخدم 16.0% فقط من مواطني كوريا الجنوبية وسائل التواصل الاجتماعي في العمل.
المراهقون والشباب الأكثر تضررا من منصات التواصل الاجتماعي
وأشار تحليل المركز إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي لها العديد من التأثيرات سواء السلبية أو الإيجابية، مشيرا إلى أنّ المراهقين والشباب هم أكبر فئة مستهدفة لوسائل التواصل الاجتماعي، وهم الأكثر تضررًا من هذه المنصات، ومن بين آثارها السلبية عليهم: «وجود تأثيرات نفسية واجتماعية نتيجة الإفراط في استخدام مواقع التواصل مثل زيادة القلق والاكتئاب والرغبة في الانعزال والشعور بالوحدة، وقلة مهارة الاتصال حيث يقودنا الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي إلى انتشار اتجاه يحاول فيه الأفراد تجنب التحدث مع بعضهم، والقضاء على التواصل الفعال وجهًا لوجه، وعدم الثقة أثناء التحدث، وتراجع استخدام اللغة الأم، ووجود فجوة في التواصل بين الأسرة والأقارب».
وأضاف المركز أنّه من المتوقع أن تشهد منصات محددة في المستقبل تقلبات في أعداد المستخدمين، وسيصبح بعضها قديمًا، فإمكانات السوق التي ما تزال غير مفتوحة بالكامل في الاقتصادات النامية قد تعني أنّ وسائل التواصل الاجتماعي ستكون قادرة على العثور على أداة أخرى على الأقل للانتقال إليها قبل الوصول إلى ذروة استخدامها لاحقًا.