كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن الوضع في قطاع غزة على مدار الثلاثة أشهر الماضية أصبح فوضويًا للغاية، حتى أن الكثير من البيانات كانت بمثابة إحصائيات صادمة تكشف عن حجم الدمار الذي أصاب القطاع.
إحصائيات مدمرة.. ماذا فعلت حرب إسرائيل الوحشية في قطاع غزة
وبحسب الصحيفة، كان الوضع في غزة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية فوضوياً للغاية لدرجة أن الكثير من البيانات المتاحة تأتي مصحوبة بنوع من العلامات النجمية، قد تكون غير كاملة أو قديمة أو مأخوذة من مصدر يُزعم أنه غير موثوق.
وتابعت أنه حتى فيما يتعلق بالنقطة الأكثر إثارة للجدل، أرقام الضحايا من وزارة الصحة في غزة، هناك القليل من الانتقادات المعقولة للنطاق الواسع لما يتم عرضه، وفي كثير من الحالات، من المرجح أن تكون الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة المستقلة وغيرها عند الحد الأدنى من النطاق المحتمل، لذا فمن المعقول أن ننظر إلى الصورة التي تقدمها هذه المصادر باعتبارها رواية متحفظة للوضع، بدلا من الاستنتاج بأن الواقع قد حجبه ضباب الحرب بشكل ميؤوس منه.
وأضافت أنه المرجح أن تكون حالات الوفاة أعلى كثيرًا من ما تم الإعلان عنه والذي يبلغ 22835 ألف فلسطيني حتى أمس الأحد بالإضافة إلى إصابة 58416 ألف آخرين، ويُقدر أن 70% من الوفيات والإصابات من النساء والأطفال، وتفيد التقارير بأن قرابة 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، ومن المرجح أن يكون معظمهم لفظ أنفاسه الأخيرة تحت الأنقاض.
وتابعت أن إسرائيل حاولت التشكيك في عدد الضحايا الفلسطينيين، وادعاء بأن معظمهم من مقاتلي حركة حماس، لكن وفقًا للبيانات السابقة التي أعلنت عنها وزارة الصحة في غزة عن عدد الضحايا والإحصاء الذي قامت به الأمم المتحدة، فإن إحصائيات وزارة الصحو دائمًا أقرب للواقع وأقل.
أضافت أن عدد الضحايا في غزة يمثل 1% من سكان القطاع، أي أن القطاع يشهد مقتل 250 شخص يوميًا، وهو معدل أسرع بكثير من الصراعات الأخيرة المماثلة على نطاق واسع.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في الرقة قتل 20 مدنيا يوميا خلال هجوم استمر أربعة أشهر، في حين أن معركة الموصل التي استمرت 9 أشهر بين القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة وتنظيم داعش أسفرت عن مقتل أقل من 40 مدنيا يوميا.
أوضحت الصحيفة أن البريطانية، أن بسبب حجم الأزمة، من الصعب الحفاظ على أرقام دقيقة. ولكن بحلول نهاية العام، أشارت تقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) إلى أن 1.9 مليون شخص نزحوا داخلياً بسبب الحرب في غزة - أي ما يقرب من 85% من السكان.
أُجبر العديد منهم على الانتقال عدة مرات مع تحول تركيز حملة جيش الدفاع الإسرائيلي، ويلجأ حوالي 1.4 مليون شخص إلى مرافق الأونروا، ويقيم معظم الباقين مع الأصدقاء أو العائلة أو الغرباء، أو ينامون في العراء، ويعيش الآن نحو مليون شخص (نصف سكان غزة) في مستوطنة رفح الحدودية الجنوبية وما حولها، بينما كان يعيش هناك حوالي 280 ألف شخص قبل بدء الحرب، وتشير تقديرات مجلس العلاقات الخارجية إلى أنه بحلول أوائل ديسمبر، لم يُسمح إلا لنحو 1100 شخص بمغادرة غزة عبر معبر رفح إلى مصر.
وتقدر أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، التي استشهد بها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن حوالي 65,000 وحدة سكنية قد دمرت أو أصبحت غير صالحة للسكن، وتضرر 290 ألف منزل آخر، وهذا يعني أن نصف مليون شخص ليس لديهم منزل يعودون إليه.
ويشير تحليل بيانات الأقمار الصناعية التي استشهدت بها وكالة أسوشيتد برس إلى أن حوالي ثلثي المباني في شمال غزة قد تم تدميرها، ونحو ربعها في منطقة جنوب خان يونس وفي جميع أنحاء المنطقة، تم تدمير نحو 33٪ من المباني، وقالت وكالة أسوشييتد برس إن معدل الدمار كان أسوأ من تدمير حلب في سوريا أو القصف الروسي على ماريوبول.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الإحصائيات الصادمة انعكاس لكثافة حملة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووحشية هذه الحرب، وتشير البيانات الصادرة عن مجموعة Airwars التي تتابع الصراعات إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق نفذ 15 ألف ضربة بين عامي 2014 و2017؛ ونفذ الجيش الإسرائيلي 22 ألف ضربة في غزة في أقل من 3 أشهر.
وتابعت أنه وفي حين أن 500 ألف شخص ليس لديهم منزل يعودون إليه، فإن العديد من الأشخاص سيظلون مشردين بسبب حجم الدمار الذي لحق بالمرافق العامة الحيوية في غزة، وتقول منظمة الصحة العالمية (WHO) إن 23 من أصل 36 مستشفى أصبحت غير صالحة للعمل تمامًا بحلول 3 يناير، مع انخفاض العدد السابق البالغ 3500 سرير إلى 1400 بحلول 10 ديسمبر وسط احتياجات متزايدة بشكل كبير.
كما تعرض نظام التعليم في غزة أيضًا لأضرار بالغة، فقد دمرت 104 مدارس أو تعرضت لأضرار جسيمة، وفي المجمل، تضرر حوالي 70% من المباني المدرسية – والمباني التي لا تزال قائمة تُستخدم إلى حد كبير لإيواء النازحين داخلياً.
من ناحية أخرى، بلغ إنتاج المياه 7% من إمدادات ما قبل الحرب في الثلاثين من ديسمبر، ولا يوجد سوى دورة مياة واحدة لكل 4500 شخص ومرحاض واحد لكل 220 شخص، وهذه الظروف تجعل انتشار المرض مشكلة ملحة للغاية.
قال عارف حسين كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي إن المجاعة ستحدث في غضون 6 أشهر ما لم تتغير الظروف، مضيفًا: "لقد شهدت جميع أنواع الصراعات وجميع أنواع الأزماتفي العالم خلال السنوات الأخيرة، وبالنسبة لي، هذا أمر غير مسبوق"، وتابع أن هناك نحو 700 ألف شخص في العالم يواجهون حالياً جوعاً كارثياً؛ 577 ألف منهم في غزة.