عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًا بمقر مجلس الوزراء، استعرض خلاله بعض الملفات الاقتصادية.
وفي مستهل حديثه، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن مجلس الوزراء استعرض اليوم عددًا من الموضوعات التي تندرج تحت إطار جهود الدولة لدفع عجلة الاقتصاد خلال المرحلة الحالية.
وأفرد رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي، جانبًا للحديث عن برنامج الطروحات، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن هناك اجتماعات تتم على مدار اليوم بخصوصها بالتنسيق مع الجهات المعنية، كما سيتم عقد اجتماعات أخرى خلال الأسبوع المقبل بحضور الوزراء المعنيين والبنك المركزي، وذلك للإعلان عن الخطة التفصيلية بالكامل للطروحات عقب اجتماع مجلس الوزراء القادم، التي ستكون على مدار عام كامل تطرح فيه الشركات، موضحًا أن عدد هذه الشركات لن يقل عن 20 شركة وعلى الأغلب ستكون أكثر من هذا الرقم، وسوف تكون هذه الشركات كطرح أولي، أي لأول مرة تطرح؛ لتوسيع قاعدة مشاركة المواطنين في ملكية هذه المؤسسات العامة، وأيضًا للطرح لمستثمرين رئيسيين، بحيث يتم دخولهم؛ بغرض إعادة هيكلة الشركات والتوسع في خطوط إنتاج جديدة، ومن ثم زيادة في رأس المال، كون الهدف من الطرح للمستثمر الاستراتيجي هو زيادة رأس المال الخاص بالشركة القائمة، وبالتالي إضافة فرص عمل، ومن ثم توسعة عملية الإنتاج.
وأضاف أنه بالتالي فإن الـ20 شركة المطروحة لأول مرة، سوف تكون عبارة عن مزيج من الطروحات في البورصة أو لمستثمر استراتيجي، لكن الهدف الأساسي هو المشاركة الأكثر للمواطنين وللقطاع الخاص في عملية التنمية، والمشاركة في إدارة وتملك جزء من المؤسسات العامة المملوكة للدولة، وهو هدف استراتيجي تم الإعلان عنه من خلال وثيقة سياسة ملكية الدولة، ولفت رئيس الوزراء إلى حرص الحكومة على الاتجاه نحو تنفيذ هذه الخطة، وكذا الإعلان عن الخطة التفصيلية بأسماء الشركات والكيانات التي سيتم طرحها عقب مجلس الوزراء القادم.
وخلال تعقيبه على عدد من الأسئلة الصحفية عقب المؤتمر، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن برنامج الطروحات الذي تنفذه الدولة يخضع لترتيبات كثيرة جدًا، خاصة بالنسبة للشركات التي يتم طرحها لأول مرة، وذلك من منطلق الحرص على ضرورة وضع مواصفات محددة، وهو ما يتم العمل على استكماله حاليًا.
كما أشار مدبولي إلى أن عددًا من الشركات التي سيتم طرحها ستكون جاهزة خلال فترة تصل إلى ثلاثة أشهر، وبعضها سيحتاج فترة تصل إلى خمسة أشهر، والبعض بنهاية العام، وذلك طبقًا لظروف كل شركة، إلا أن الشركات التي سيتم الإعلان عن أسمائها في مدى زمني عام ستكون قد طرحت.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء أن هذا الطرح سيكون بنسب متفاوتة طبقًا لطبيعة كل شركة ونشاطها، وسيتم إعلان النسبة التي سيتم طرح كل شركة بها، لافتًا إلى أن جزءًا من الشركات سيطرح في البورصة للمواطنين، وجزء سيتم طرحه لمستثمرين استراتيجيين، حيث سيكون هدفهم التوسع في أعمال شركاتهم وزيادة رأس مالها.
وعلى جانب آخر، وردًا على أحد الأسئلة شدد الدكتور مصطفى مدبولي، على أن "برنامج الطروحات" هو برنامج وطني بالكامل، تم إعلانه قبل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والخطة التي يتم إعلانها في إطار هذا البرنامج هي خطة وطنية أيضًا، وضعتها الحكومة المصرية، وتم عرضها على صندوق النقد الدولي أثناء التفاوض معه، كجزء من خطط وبرامج الدولة خلال الفترة القادمة.
واستكمل مدبولي توضيح هذا الملف بالإشارة إلى أن فكرة "برنامج الطروحات" بدأت بتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للحكومة بتنظيم مؤتمر اقتصادي عالمي، وذلك في أثناء حفل إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان الماضي، مشيرًا إلى أنه تم عقد المؤتمر في شهر مايو الماضي، بالتزامن مع إعلان الحكومة عن وثيقة سياسة ملكية الدولة، مضيفًا أن الدولة في سبيل تنفيذها لهذه الوثيقة قامت بالإعلان عن قطاعات محددة تشجع وجود القطاع الخاص فيها، وتحديد أدوات للتخارج، ومنها الطرح في البورصة، أو الدخول في الإدارة والتشغيل.
كما لفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة تدرك بشكل واضح حجم الفجوة الدولارية، مشيرًا إلى الجهود والتحركات المبذولة في هذا الإطار، ومنها الإعلان عن خطة ترشيد الإنفاق، وكذا التوسع في دعم الاستثمار الخارجي المباشر، إلى جانب مجموعة من الإجراءات والأدوات الأخرى، التي تتضمن موضوع الطروحات كجزء مساهم في التعامل مع هذه الفجوة الدولارية.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه طبقًا لما يتم حصره من بيانات ومعلومات، فإن المستثمر الأجنبي يضخ نسبة لا تقل عن 80% من أمواله في الاستثمار في التوسع في حجم أعمال المشروعات القائمة، قائلًا:" يهم المستثمر الاجنبي نجاح الكيان الذى يقوم بالاستثمار فيه، ويتطلع لنموه واتساع نشاطه، تحقيقًا لمزيد من الأرباح"، مؤكدًا أن هذه طبيعة أي استثمار أجنبي على مستوى العالم، أنه طالما كانت الظروف والمناخ الاستثماري مواتيًا، فإنه يكون حريصًا على الاستثمار والبقاء في هذه الدولة التي يقوم بالاستثمار فيها، مضيفًا أن هذا ما نلحظه من تواجد عدد من القطاعات الإنتاجية والصناعية العالمية المتواجدة في مصر، ومستمرة حتى الآن بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، ومصر جزء من هذا العالم".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الجزء الأكبر من العائد من الاستثمارات الأجنبية، تتم إعادة استثماره مرة أخرى داخل مصر، كما أنه من حق أي مستثمر التعامل بحرية في العائد المحقق من استثماره في المشروعات بمصر، من خلال ضخ تلك الأموال في مشروعات أخرى سواء في مصر أو خارجها، وكذا الحرية أيضًا في خروج نسبة من العائد المحقق، مؤكدًا أن الأهم في هذا الصدد هو ما تم وضعه من استثمارات في مصر، التي تصل إلى مئات الملايين، أو مليارات من الدولارات لتنفيذ المشروعات على أرض مصر.