قال موقع "انسيرج انتليجنس" إن منفذي هجوم الدهس والطعن في لندن السبت الماضي، والمدعوين خورام شازاد بات ورشيد رضوان ويوسف زغبة، كانوا أعضاءً في تنظيم (المهاجرون) الذي يخضع لمراقبة جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5) منذ عقود، وهو التنظيم ذاته المتورط في تجنيد مواطنين بريطانيين للانضمام إلى الجماعات الجهادية في سوريا والعراق.
وبحسب صحيفة "تيليجراف"، فقد انضم رضوان إلى الميليشيا الليبية (لواء الأمة) إبان الانتفاضة الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، الذي انتقلت بعض وحداته للمشاركة في الحرب الأهلية السورية بالتعاون مع تنظيم القاعدة ضد نظام بشار الأسد.
وينقل الموقع عن محلل السياسة الخارجية البريطانية مارك كورتيس أن "لواء الأمة تشكل على يد أحد مساعدي عبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الليبية المقاتلة، فرع تنظيم القاعدة في ليبيا الذي تلقى دعمًا كبيرًا من قطر، والذي تولى القيادة العسكرية للمجلس الانتقالي في طرابلس المدعوم من الناتو في 2011 قبل سقوط نظام القذافي.
أما الإيطالي من أصل مغربي يوسف زغبة، فقد أوقفته الاستخبارات الإيطالية في مطار بولونيا في مارس 2016، بينما كان يحاول السفر إلى تركيا ليتسلل منها إلى سوريا، وأبلغت الاستخبارات الإيطالية جهازي الاستخبارات البريطانيين، الداخلي (إم آي 5) والخارجي (إم آي 6)، بهوية وتحركات زغبة، وبالرغم من إدراج اسمه على قوائم الترقب في مطارات الاتحاد الأوروبي، فإنه تمكن من دخول بريطانيا دون مشاكل.
وينقل الموقع عن عدد من أبناء الجالية الإسلامية في بريطانيا ممن كانوا يعرفون منفذي هجوم جسر لندن أن هؤلاء الأخيرون لم يكونوا يخفون تأييدهم الصريح لتنظيم داعش، بل وكانوا يدعون صراحة لتأييد التنظيم ويجندون الأتباع للانضمام إليه في سوريا والعراق.
ويوضح الموقع أنه بين عامي 2011 و2013، اتبعت الاستخبارات البريطانية سياسة (الباب المفتوح) للسماح للبريطانيين بالسفر والقتال في سوريا وليبيا، بل إن عددًا ممن عادوا من سوريا وليبيا ذكروا أن أجهزة الأمن البريطانية سهلت سفرهم إلى هناك، وكان الغرض من سياسة الباب المفتوح هو تعزيز نفوذ بريطانيا داخل جماعات المعارضة الليبية والسورية، ولكن بدلًا من أن يذهب الدعم البريطاني إلى جماعات معارضة علمانية، ذهب إلى تنظيمات متطرفة بما فيها القاعدة وداعش.