قال الباحت مينا عبد السيد، المتخصص في التاريخ الكنسي، في تصريح خاص للدستور، إن الزلزال الذى ضرب تركيا وسوريا، أعاد للذهن قصة حدثت عام 1705، بطلها أيقونة للسيدة العذراء مريم، في جزيرة كيريت، عندما ضرب الجزيرة زلزال عنيف، وكان هناك محلا قام صاحبه برسوم صورة السيدة العذراء مريم على جداره، ويشعل قنديلا أمامها كل ليلة.
وفي ليلة وقوع الزلزال، كان أثنان من العمال قد ناما أسفل الأيقونة، فهرع صاحب المحل ليفتحه وينقذهما ، فوجد أن المحل تهدم، ولم منه سوى الحائط المرسوم عليه الأيقونة، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳرفعون ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ، ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺻﻮﺕ ﺍﻟصبيين، وﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﺟﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻭﺳﺄﻟﻮﻫﻤﺎ: ﻛﻴﻒ ﺑﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺎ: "ﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺰﻟﺰاﻟ، ﻭﻗﻔﻨﺎ أمام أيقونة ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻨﺎ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺼﻠﻲ أﻣﺘﺪ ﻣﻦ ﺍلأيقونة ﺳﺘﺮ ﻓﻈﻠﻠﻨﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻷﺧﺸﺎﺏ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺘﺮ، ﻓﻠﻢ ﺗﺼﺒﻨﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍلأيقونة ﺗﻘﻮﻝ: "ﻻ ﺗﺨﺎﻓﺎ".
اﺷﺘﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ إﻳﺮﻭﻧﻴﻤﻮﺱ، ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﺃﻣﺮ ببناء ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ هدم ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ أيقونة ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ.