من هو القديس الأنبا مينا أسقف تيمي الأمديد الذي يحيي الأقباط اليوم ذكراه؟
17.11.2022 15:51
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
من هو القديس الأنبا مينا أسقف تيمي الأمديد الذي يحيي الأقباط اليوم ذكراه؟
حجم الخط
الدستور

تُحيي الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تذكار نياحة القديس الأنبا مينا أسقف تيمي الأمديد.

وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه في مثل هذا اليوم تنيح القديس مينا أسقف مدينة تيمي الأمديد بمركز السنبلاوين وكان هذا الأب من أهل سمنود، وكان وحيدا لأبوين يخافان الله ويمارسان أعمال الرهبنة بالصوم والصلاة والنسك حتى شاع صيتهما في البلاد.

وزوجا ولدهما بغير إرادته فأطاع، ولكنه اتفق مع زوجته على أن يحتفظا بتوليتهما، ولبثا هكذا يؤديان عبادات كثيرة كما يؤديها الرهبان، حيث كانا يلبسان مسوحًا من شعر، ويقضيان أغلب ليلهما في الصلاة وتلاوة كلام الله. 

واشتاق هذا القديس إلى الترهب ففاتح زوجته قائلًا: "لا يليق إن نمارس أعمال الرهبان ونحن في العالم"، وإذ وافقته علي ذلك قصد دير الانبا أنطونيوس لبعده عن والديه اللذين كانا يجدان في البحث عنه، فلم يعرفا له مكان ، ومن هناك ذهب مع أنبا خائيل الذي صار فيما بعد البطريرك السادس والأربعين على مدينة الإسكندرية، إلى دير القديس مقاريوس وترهبا هناك، وكان ذلك في زمان الكوكبين المضيئين أبرآم وجاورجه، فتتلمذ لهما الاب مينا وتضلع بعلومهما واقتدي بعبادتهما.

وازداد في العمل الملائكي حتى فاق كثيرين من الأباء في عبادته، وحسده الشيطان علي فرط جهاده ، فضربه في رجليه ضربة أقعدته مطروحا علي الأرض شهرين، وبعد ذلك شفاه السيد المسيح وتغلب علي الشيطان بقوة الله، ثم دعي إلى رتبة الأسقفية، فحضر إليه رسل من قبل البطريرك، ولما عرف الغرض حزن وبكى، وتأسف على فراقه البرية، فأقنعه الأباء أن هذا الأمر من الله.

فأطاع ومضي مع الرسل فرسمه البطريرك أسقفًا على تمي، وأعطاه الرب نعمة شفاء المرضي وموهبة معرفة الغيب، حتى انه كان يعرف ما في ضمير الإنسان، وكان أساقفة البلاد القريبة يأتون إليه ويستشيرونه، كما كانت الجماهير تتقاطر إليه من كل مكان لسماع تعاليمه، وصار أبا لأربعة من بطاركة الإسكندرية، ووضع يده عليهم عند رسامتهم، وهم الأنبا ألكسندروس الثاني، والأنبا قسما، والأنبا ثاؤذورس والأنبا خائيل الأول، ولما أراد السيد المسيح نقله من هذا العالم الفاني أعلمه بذلك.

فدعا شعب كرسيه وأوصاهم إن يثبتوا في الأمانة المستقيمة، وأن يحفظوا الوصايا الإلهية، ثم أسلمهم لراعيهم الحقيقي الرب يسوع المسيح، وانصرف من هذه الدنيا الفانية إلى المسيح الذي أحبه، فناح عليه جميع الشعب، وحزنوا جدا لفقد راعيهم ومدبر نفوسهم وأبوهم بعد الله، ثم شيعوه كما يليق ودفنوه في مكان كان قد عينه لهم من قبل.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.