بعد عام من التمرد الفاشل.. روسيا تشدد قبضتها على وحدات فاجنر بأفريقيا
26.06.2024 15:11
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
بعد عام من التمرد الفاشل.. روسيا تشدد قبضتها على وحدات فاجنر بأفريقيا
حجم الخط
صدى البلد

بعد مرور عام على التمرد الفاشل الذي قاده يفغيني بريجوزين قائد مجموعة فاجنر ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عززت روسيا سيطرتها على عمليات مجموعة فاجنر في أفريقيا.

وقُتل بريجوزين، الذي كان يقود هذه المجموعة شبه العسكرية ذات يوم، في حادث تحطم طائرة بعد تمرده. 

ومنذ ذلك الحين، أعاد الكرملين توزيع أصول فاجنر، ودمجها في الفيلق الأفريقي المنشأ حديثًا، وهو قوة شبه عسكرية تابعة لوزارة الدفاع الروسية.

انتشار الفيلق الأفريقي

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بدأ فيلق أفريقيا، الذي يضم عددًا كبيرًا من عملاء فاجنر السابقين، في الانتشار بجميع أنحاء أفريقيا.

وفي أواخر عام 2023، وصل بضع مئات من المدربين إلى بوركينا فاسو، تلاها انتشار في النيجر في أبريل 2024. وهؤلاء المدربون مسؤولون الآن عن التدريب العسكري، وهو الدور الذي كانت تضطلع به سابقًا القوات الأمريكية والأوروبية. ومنذ ذلك الحين، سحبت الولايات المتحدة حوالي 1000 عسكري من النيجر.

تعزيز الشرعية والدعم العسكري

وأشارت الصحيفة إلى أن الارتباط المباشر للفيلق الأفريقي مع الحكومة الروسية يضفي عليه شرعية أكبر في نظر الحكومات الأفريقية. وقد سهّل هذا التصور، كما أشار سيرجي إليدينوف، المحلل الأمني، توفير روسيا للأسلحة والدعم العسكري لدول مثل بوركينا فاسو والنيجر، التي تتصارع مع حركات التمرد الجهادية.

الفيلق الأفريقي في ليبيا

كما تولى الفيلق الأفريقي أيضًا عمليات فاجنر في ليبيا، وهي مركز لوجستي استراتيجي للأنشطة العسكرية الروسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وتعمل عملية إعادة التنظيم هذه على تعزيز الوجود شبه العسكري الروسي في القارة، حيث يعمل الفيلق الأفريقي كمظلة لمختلف الشركات العسكرية الخاصة، بما في ذلك كيان جديد يسمى "بير" في بوركينا فاسو.

أهداف روسيا الاستراتيجية في أفريقيا

وأفادت الصحيفة بأن أهداف روسيا في أفريقيا واضحة وهي: النفوذ الجيوسياسي والوصول إلى الموارد الطبيعية. ووقع الكرملين اتفاقيات تعاون عسكري مع 43 دولة أفريقية منذ عام 2015، ليصبح أكبر مورد للأسلحة للقارة. وتشارك الشركات الروسية بشكل كبير في استغلال الموارد الأفريقية، بما في ذلك مناجم الذهب في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان، وصادرات الماس من أنغولا وزيمبابوي، واستخراج البوكسيت في غينيا.

النفوذ المتزايد وسط التراجع الغربي

ويشعر المسؤولون الغربيون بقلق متزايد إزاء النفوذ الروسي المتزايد في أفريقيا. حذر الجنرال مايكل إي لانجلي، رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، الكونجرس في مارس من أن روسيا تهدف إلى السيطرة على أفريقيا الوسطى ومنطقة الساحل. إن السرد الروسي المتمثل في دعم عالم متعدد الأقطاب يتردد صداه لدى العديد من الزعماء الأفارقة، الذين يسعون إلى تعزيز سيادتهم والحد من اعتمادهم على الغرب.

وجهات النظر المحلية والخلافات

وفي غرب أفريقيا، يحفز الزعماء الذين يسعون إلى توثيق العلاقات مع روسيا الوعد بتقديم الدعم العسكري ضد المتمردين الإسلاميين. وفي حين أن بعض الناشطين المحليين، مثل بوريما ويدراوغو من بوركينا فاسو، ينظرون إلى هذه الشراكة بشكل إيجابي، فإن آخرين يعبرون عن قلقهم إزاء انتهاكات حقوق الإنسان. 

واتُهم مرتزقة فاجنر بارتكاب عمليات قتل جماعي وتعذيب واغتصاب في دول مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. ويسلط سوميلا لاه، وهو محلل أمني مقيم في مالي، الضوء على الاستياء المتزايد بين سكان الريف الذين يعانون من هذه الانتهاكات.

بينما تعمل روسيا على تعزيز عملياتها شبه العسكرية في أفريقيا من خلال الفيلق الأفريقي، تواجه القارة مشهدًا جيوسياسيًا متزايد التعقيد. وبينما يرحب بعض القادة الأفارقة بالدعم الروسي، فإن انتهاكات حقوق الإنسان والتداعيات الجيوسياسية المرتبطة بها تثير مخاوف كبيرة.

وسوف يعتمد مستقبل نفوذ روسيا في أفريقيا على قدرتها على التغلب على هذه التحديات مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.