بقلم سليمان شفيق
بدأت بعض الاصوات تلقي بتصريحا0ت "مفخخة" في محاولة للهروب من أزمة حق المواطنين الاقباط للصلاة ،بتحميل نيافة الانبا مكاريوس تبعات أزمة قرية الفرن ومن قبلها أزمة كدوان ، وبالطبع يفوح من تلك التصريحات رائحة الصغار الذين يفتعلون تلك الازمات .
القضية لاتحتمل مكايدة ، من يدافع عن "اولادة " يتهم بأثارة الفتنة؟ من يطالب بتطبيق القانون يعد خارجا عنة ؟ هل المطلوب أن نعد المواطنين علي قبول القهر والتمييز ؟ كنت اتوقع من هؤلاء بدلا اتهام من يدافعون عن ابسط واقدس حقوقهم وهو حق العبادة بأثارة الفتنة ، أن يناشدوا المسئولين تطبيق القانون والعدل والمساواة .
القضية ببساطة أنة من خمسين عاما كانت قري المنيا بها كنائس ، ولكل قرية تابع (كفر ،عزبة ، الخ) كان بها حينذاك من أسرتين لخمسة أسرة مسيحية ، في تفاعلات نصف قرن تضخم عدد الاسر الي خمسين ومائة اسرة ، مابين 500 الي الفي مواطن مسيحي ، هؤلاء لعدم وجود كنائس كانوا بالموائمة المجتمعية مع اشقائهم المسلمين كانوا يصلون في قاعة أو منزل ، واستمر الوضع علي هذا السياق ، وبالدراسة يوجد في المنيا حوالي 150 تابع يصلي المسيحيين فيها وفق التراضي المجتمعي ، وكان من يمنعهم او يعتدي عليهم هو الخارج علي القانون ،ولكن بعد صدور قانون بناء الكنائس الاخير أصبح التصريح ببناء كنيسة ضربا من الاستحالة للاتي : اكثر من 90% من اراضي الريف في الصعيد (أملاك دولة او طرح بحر الخ) والقانون الجديد ينص علي :(ويسري فيما لم يرد بشأنة نص خاص في القانون أحكام قانون البناء الصادر بالقانون رقم 119 لسنة 2008)
اي انة يتعذر الحصول علي سند ملكية للارض للبناء كما ينص القانون ، ومن المعروف ان هناك 75% من المسيحيين يعيشون في صعيد مصر ، وكما ذكرنا هناك فقط في المنيا 150 تابع ليس بهم كنائس ، أضافة الي ان الحصول علي ترخيص يحتاج عدة سنوات ، وعلي سبيل المثال لا الحصر هناك 20 طلب لبناء كنيسة في المنيا وابو قرقاص مضي عليهم اكثر من خمسة سنوات ، والمسئولين بعد القانون يتزرعون بأن اللائحة التنفيذية لم تقر، هل تتوقعون من المواطن المسيحي ان يتوقف عن الصلاة حتي تقر اللائحة ؟ !! ام يذهب الي اقرب كنيسة علي بعد عدة كيلو مترات ؟ وهناك مسنين وأطفال ؟!!
وبدون دواعي الحرج في المنيا فقط هناك 18 كنيسة (بيوت صلاة مغلقة) أمنية ؟!!
وهناك ايضا ما يسمي بالنظام الاجتماعي الاقوي من النظام القانوني ، حتي بعد الحصول علي التصريح القانوني مثلما حدث في (قري العور والجلاء بمركز سمالوط بالمنيا) تعذر بناء الكنيسة الا بعد موائمة مجتمعية وحلول عرفية مع المتشددين تحت سمع وبصر الاجهزة المحلية ، ومثلا الان في قرية اللوفي ومنذ عام يحاول محافظ المنيا اللواء عصام البديوي أقناع المتشددين بالقرية ببناء كنيسة الذين يصرون علي بنائها خارج القرية .
واشعر بالحرج وانا اضرب مثالا اخير : في 6 يناير الماضي زار الرئيس السيسي الكاتدرائية بالعباسية وتبرع لبناء كنيسة ومسجد في العاصمة الجديدة ووصف الكنيسة بأنها بيت من بيوت الله ، وعلي بعد 200 كيلو كان الامن في المنيا يغلق كنيسة قرية الاسماعيلية وفي الشتاء كان المسيحيين يصلون في خيمة أضافة الي عدة أماكن اخري ؟!!
بالطبع اصدق الرئيس تمام ولكن تري لماذا لا يقتدي المرؤسين بسيادة الرئيس؟
احترم واقدر تضحيات رجال الامن ، ولكني اتساءل هل المنزل الصغيرالمغلق اسهل في حمايتة أم الصلاة في الشارع ؟
لماذا لايدرك المسئوليين الامنيين ان هناك تربص خارجي ، وهناك من يريدون تدويل هذا الملف ، والولايات المتحدة الامريكية تتربص وتنتظر فعل نؤكد لها بتصرفات غير محسوبة العواقب ما تربوا الية ؟
تلك هي القضية ، ولا املك سوي ان اوجة التحية لنيافة الانبا مكاريوس ، واكرر ما كتبتة كثيرا :" اللهم احمي السيسي من بعض مرؤسسية اما اعدائة فهو كفيل بهم" ، حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها .