خطر جديد.. أزمة غذاء طاحنة تهدد أوروبا بسبب الغاز الروسي
21.11.2022 09:03
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
خطر جديد.. أزمة غذاء طاحنة تهدد أوروبا بسبب الغاز الروسي
حجم الخط
صدى البلد

حذرت مجلة "أويل برايس" البريطانية، من أن أزمة الطاقة في أوروبا الناتجة عن وقف إمدادات الغاز الروسي يمكن أن تتحول إلى أزمة غذاء بسبب إغلاق مصانع الأسمدة.

وأشارت إلى أن تضخم أسعار الطاقة الجامح، تتسبب في إحداث فوضى في النشاط الصناعي الأوروبي، إذ يتحمل المستهلكون الكبار العبء الرئيسي، فيما يتم إغلاق مصاهر الألمنيوم والصلب بسبب تكاليف الطاقة.

وأكدت أن منتجي المواد الكيميائية بدأوا في التحول إلى أمريكا لتلبية الطلب المحلي، إلا أن ذلك لم يحل مشاكل القارة المتفاقمة.

وقالت إن هناك مشكلة أكبر من كل هذه المشاكل بالنسبة للصناعات الخاصة، إذ يقوم صانعو الأسمدة بإغلاق مصانعهم فيما انخفضت واردات الأسمدة لأن أكبر مورديها لأوروبا هما روسيا وبيلاروسيا، وكلاهما يخضعان لعقوبات في الوقت الحالي".

وأشارت إلى أن البلدين انتقما من العقوبات بقطع صادرات الأسمدة إلى أوروبا، مشيرة إلى أن روسيا تمثل 4% من المعروض العالمي من نترات الأمونيا وأيضًا 18% من إمدادات البوتاس أي الأملاح المحتوية على البوتاسيوم والتي تعد أحد التدرجات الرئيسية للأسمدة، إضافة إلى 14% من صادرات الفوسفات.

وتعد بيلاروس مصدرًا رئيسيًا للأسمدة، لا سيما البوتاس، لكنها تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي منذ عام 2021 بسبب قضايا تتعلق بحقوق الإنسان بحسب المجلة التي أوضحت أنه بعكس روسيا تتعرض صناعة الأسمدة في بيلاروس لعقوبات أوروبية قاسية ما "تسبب بأضرار لهذا القطاع في أوروبا وأمنها الغذائي".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "يارا الدولية" النرويجية، المتخصصة في الأسمدة: "كانت سلاسل القيمة متكاملة بشكل لا يصدق، وعندما تنظر إلى الخريطة - حيث توجد أوروبا، وأين توجد روسيا، وأين توجد مواقع الموارد الطبيعية - فقد تم إنشاء هذه السلاسل على مدى عقود، وحتى خلال أقسى فترات الحرب الباردة، استمرت هذه المنتجات في التدفق و كانت الأعمال جارية كالمعتاد، وقد تغير كل ذلك بشكل جذري في غضون أيام قليلة".

وأشارت المجلة إلى أنه كما هو الحال مع الغاز، بدأ الاتحاد الأوروبي في البحث عن إمدادات أسمدة بديلة وأن المغرب هو أحد الخيارات، إذ يوفر هذا البلد بالفعل حوالي 40% من الفوسفات في أوروبا، وهذا الرقم يمكن أن يزيد بشكل كبير.

وأوضحت المجلة، أن آسيا الوسطى هي خيار آخر وخاصة أوزبكستان التي تصدر الأسمدة في الغالب إلى آسيا وبعض دول الشرق الأوسط في الوقت الحالي، ولكن هذا قد يتغير بعد الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى، والذي يعقد الآن في أوزبكستان.

وقالت المجلة: "لذلك فإنه من ناحية تدهور إنتاج الأسمدة المحلي بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، ومن ناحية أخرى، أثارت العقوبات استجابة من روسيا ربما لم تكن متوقعة، على الرغم من أنه كان ينبغي أن تكون كذلك، إذ تم تقليص الصادرات، ما ترك أوروبا التي تعتمد على الاستيراد عرضة للصدمات الغذائية وكشف التبعية الخطيرة في هذا المجال".

 

وأضافت: "لا يبدو أن هناك حلًا فوريًا للمشكلة، وقد لا يكون هناك حل في المستقبل القريب، وحتى إذا وجدت أوروبا بدائل كافية لجميع واردات الأسمدة الروسية والبيلاروسية، فإن فاتورتها ستتضخم بطريقة مشابهة لفاتورة الغاز عندما تحولت من خط أنابيب الغاز الروسي إلى الغاز الطبيعي المسال، وهذا سيغذي التضخم بشكل كبير".

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.