
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن خطة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم جزء كبير من الضفة الغربية المحتلة، أو كلها، رسميًا من شأنها أن تشعل الرأي العام في جميع أنحاء العالم العربي، لاسيما وأن هذا الضم، يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه انتهاك للقانون الدولي، كما أنه يهدد جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط في السلام بين إسرائيل والعديد من جيرانها، ولكنه سيمنح نتنياهو دفعة مع الناخبين الإسرائيليين
الإمارات تتدخل لرفض ضم الضفة الغربية لإسرائيل
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الأمر الآن يزداد صعوبة لاسيما مع إطلاق الإمارات رسالة تحذيرية، حيث صرّح مسئول إماراتي رفيع المستوى لوسائل إعلام إسرائيلية ودولية إن الضم سيكون "خطًا أحمر" بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، وسيؤدي إلى "إلغاء فكرة التكامل الإقليمي".
وأعقب الإماراتيون المقابلات النادرة والمنسقة للمبعوثة الخاصة لانا نسيبة بسلسلة من التحذيرات السرية، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
وبحلول يوم الخميس، أفاد الناس بأن مسألة الضم قد أُزيلت من جدول الأعمال الرسمي لمشاورات رفيعة المستوى بين نتنياهو وعدد من كبار الوزراء قبل ساعات من بدئها.
وأقر مسئول إسرائيلي بأن التحذير الصادر عن الإمارات، إحدى أكثر الدول العربية دعمًا لدمج إسرائيل واقتصادها في الشرق الأوسط، فاجأ حكومة نتنياهو، وقال المسئول الإسرائيلي: "سبق أن أعربت الإمارات عن مخاوفها بشأن الضم من خلال قنوات أخرى، لكن البيان جاء مفاجئًا. إنه أمر غير معتاد".
معضلة أمام نتنياهو
وقالت الصحيفة إنه ليس من الواضح ما إذا كانت التحذيرات ستثني نتنياهو عن الضم، لكنها تُبرز معضلة، حيث يتم حث رئيس الوزراء الإسرائيلي من حلفائه المحليين، بمن فيهم شركاء الائتلاف الذين يدعمون حكومته، على التحرك فورًا لضم الأراضي، نظرًا للعدد المتزايد من الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا وكندا وفرنسا، التي تعهدت بالاعتراف قريبًا بدولة فلسطينية.
تعرقل التطبيع
ويقول المحللون إن أي خطوة إسرائيلية لضم الضفة الغربية من شأنها أن تنتهك القانون الدولي، وتهدد اتفاقيات إبراهيم، وهي الاتفاقية التي وقعها نتنياهو عام 2020 مع الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى لإقامة علاقات دبلوماسية؛ وتقوض آفاق إسرائيل في تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، عملاق الاقتصاد الإسرائيلي.
كما قد تضر بعلاقة نتنياهو مع ترامب، الذي احتفل بالاتفاقات باعتبارها إنجازًا بارزًا في السياسة الخارجية، ويأمل في تمهيد الطريق لاتفاق مماثل يُحدد الإرث بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وصرح اثنان من الأشخاص الثلاثة بأن المسئولين الإماراتيين أعلنوا هذا الأسبوع عن إحباطهم من عدم استجابة نتنياهو لتوسلاتهم الخاصة، وأن المسئولين الأمريكيين، بمن فيهم مايك هاكابي، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، بدا أنهم يحذون حذو نتنياهو بدلًا من التصريح بوضوح بموقف الولايات المتحدة.
ووقّع الإماراتيون اتفاقيات إبراهيم تحديدًا لدرء تهديد نتنياهو بضم الضفة الغربية. ويعتقد المسئولون الإماراتيون الآن أن الولايات المتحدة وإسرائيل تأخذان مخاوفهما على محمل الجد.
دعم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية
وقالت "واشنطن بوست" إنه لطالما كانت السياسة الأمريكية منذ عام 1993 هي دعم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، التي يقطنها حوالي 3 ملايين فلسطيني. لكن خلال ولايتي ترامب، غالبًا ما بدا المسئولون الأمريكيون أكثر تقبلًا للموقف الإسرائيلي.
وسبق وصرح هاكابي لصحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي بأن ضم إسرائيل الضفة الغربية سيكون "قرارهم"، وأضاف هاكابي أن إسرائيل- التي احتلت الضفة الغربية منذ عام 1967- تشعر بأنها بحاجة إلى ضم أجزاء من الأراضي رسميًا لتعزيز الأمن على حدودها الشرقية، وتجنب تكرار الهجمات القاتلة التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023. وهذا موقف طالما جادل به نتنياهو.