نشرت صفحة إيماننا الأرثوذكسي القويم، المتخصصة في خدمة أبناء كنيسة الروم الأرثوذكس الناطقين باللغة العربية في الشرق الأوسط، أيقونة السيدة العذراء "الكأس الفارغة".
قصة الأيقونة
وبحسب ما ورد في كتاب (قانون البراكليسي إلى والدة الإله الكلية القداسة) والمترجم بواسطة الباحثة والمترجمة الرومية أندرولا كونستنتينيدو: فترجع قصة الأيقونة إلى أنه في عام 1878 في منطقة إفرايموفسكي بمقاطعة تولا. كان هناك جندي متقاعد اسمه استفانوس يعذبه شغفه على شرب الخمر. وكان يهدر كل أمواله على الشرب إلى أن وصل إلى حالة يرثى لها. وأصيبت ساقاه بالشلل بسبب كثرة الشرب، لكنه استمر في الشرب.
وذات ليلة رأى هذا الرجل البائس حلمًا غير عادي. حيث وقف أمامه قديس مهيب وقال له: "اذهب إلى مدينة سربوغوف إلى دير السيدة العذراء المباركة، وهناك ستجد الأيقونة التي تسمى (الكأس الفارغة)، صلي أمامها وستنال الشفاء في الجسد والروح".
ولكن نظرًا لعدم وجود قوة في ساقيه، ولا توجد وسيلة تحت تصرفه، قرر عدم الشروع في مثل هذه الرحلة الطويلة، فجاء إليه القديس مرة أخرى، ولكن المدمن على الخمر لم يطع ما أمر به، وجاء إليه القديس مرة ثالثة وأمره بكل صرامة بالطاعة، وهكذا بدأ مدمن الخمر رحلته على ركبتيه.
وفي إحدى الليالي توقف لقضاء الليل في إحدى المقاطعات، وهناك قامت سيدة عجوز لطيفة بفرك قدميه لتخفيف ألمه، ثم جعلته يستلقي في مكان قريب من فرنٍ ساخنٍ للتدفئة، وفي المساء شعر الرجل بإحساس لطيف في قدميه، وعندما استيقظ كانت ساقاه ضعيفتين ولكنه على الأقل أصبح الآن قادرًا على الوقوف عليهما، وفي الليلة التالية شعر بتحسن أكثر، وهكذا وبمساعدة عكازين تمكن من الوصول إلى سربوغوف.
وبعد دخوله دير الراهبات فلاديتسين، أخبرهن عن أحلامه وطلب أن يصلين من أجله. لكن لم يعرف أحد هناك أيقونة للسيدة العذراء مريم بذلك الاسم. ثم فكر أحدهم أن هذه الأيقونة قد تكون تلك التي تصور السيدة العذراء مع الكأس! وكانت تلك الأيقونة موضوعة بالفعل في الممر المؤدي من الهيكل إلى الخزانة. وعندما رأى الجميع النقش المكتوب على ظهر الأيقونة أصابتهم الدهشة جميعًا، إذ كان مكتوب "الكأس الفارغة".
وكان هناك أيقونة للقديس برلعام تلميذ القديس المتروبوليت ألكسيوس، وهما كانا مؤسسي الدير، وعندها تعرف الرجل على الفور على القديس الذي ظهر له في أحلامه، وعند عودته من سربوغوف، عاد ذلك الرجل بصحة جيدة تمامًا، ولكن الأهم من ذلك أنه لم يعد يلجأ إلى عادة الشرب الضارة فيما بعد.
وسرعان ما غادرت هذه المعجزة أسوار الدير وانتشر الخبر. وبدأ العديد من المؤمنين بالقدوم إلى أيقونة سربوغوف المُكتشفة حديثًا، ليس فقط من نفس المقاطعة، ولكن أيضًا من أماكن بعيدة. وجاء الأشخاص الذين يعانون من هوى السكر، أو المدمنين على التدخين والمواد المهلوسة (المخدرات) وحتى أقاربهم جاءوا لكي يصلوا أمام أيقونة السيدة العذراء مريم للشفاء من هذه الإدمانات، بينما وصل آخرون إليها لكي يشكروها على تحريرهم من هذه الإدمانات والأهواء.