شاركت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، بالمؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، والمُنظم تحت شعار "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية"، والذي تُنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
الكنيسة: ندعم قيم التعايش السلمي
وأوفد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، المستشار بيشوي باسل، المستشار القانوني لقداسته، والمنسق العام للمكتب الفني الباباوي، للحضور نيابة عنه، والذي قال في كلمة الكنيسة الرسمية بالمؤتمر: إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عبر تاريخها تسعى بكل إمكاناتها، إلى دعم قيم التعايش السلمي، وكافة الجهود الرامية إلى زيادة التقارب، والتواصل بين أبناء الشعب المصري العظيم.
وأضاف: كما أنها تدعو عبر منابرها إلى رفض التزيد والمغالاة كنهج ثابت، وخط وطريق لم ولن تحيد عنه أبدًا، وعلى هذا فإنها تُربي أبنائها على فهم الآخر واحترام الاختلاف، وفي هذا الإطار قدمت مصر، نموذجًا حيًا في التعايش مع الآخر، حيث عاش المسلم والمسيحي في بيت واحد، وتشاركا العمل، وتقاسما الهموم، وعاشا النجاح، وتلاقيا في حب الوطن، وتبنيا معا قضايا الأمة العربية، وقضية الدولة الفلسطينية، ولم يُعرف أبدًا لدى المسيحيين المصريين ما يُسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، لا في أحاديثهم ولا على منابر كنائسهم، ولا في ثقافتهم بشكل عام منذ القرن السابع، وقت دخول الإسلام مصر، وحتى وقتنا هذا.
وتابع: وهنا نود أن نؤكد على أن النموذج التعايشي بين المسلمين والمسيحيين في مصر يُعد دليلًا وبرهانًا ضد المزايدين والمتاجرين بمصطلح الإسلاموفوبيا، والذي نؤكد أنه مصطلح يُترجم “فكرة”، يُخبئ مروجوها وراءها مصالح معروف أهدافها، تأتي ضمن الصراعات بين الثقافات والتيارات والتكتلات في تلك المجتمعات التي تظهر فيها مثل هذه الأصوات الشاذة.
وِاشار إلى أن هذا بجانب أن العديد من المجتمعات والدول، شهدت اعتداءات لا دين لها، وصلت إلى حد إزهاق أرواح المئات، وتشريد الألاف دون أن يكون للدين علاقة بتلك الأفعال الوحشية، ما يجعلنا نؤكد أن مثل هذه الأفعال تتنافي تمامًا من أي دين أو قيم أو مبادئ.