صلي أبينا الحبيب والمكرم نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، القداس الإلهي لعيد الميلاد المجيد مساء أمس الخميس، الموافق 6 يناير 2022، في كنيسة السيدة العذراء مريم في أوتاوا بإقليم أونتاريو، وسط مشاركة كبيرة من الشعب، مع مراعاة قواعد الصحة العامة الكندية، بارتداء الماسكات، والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي.
وشارك في خدمة القداس الإلهي أبونا الحبيب والغالي أبونا القمص شنودة بطرس، وأبونا الحبيب والغالي أبونا مرقس عبد المسيح. وتمت مراسم القداس باللغتين العربية والإنجليزية.
֍ يوجد ميلادين: الأبدي والجسد
وتحدث الأنبا بولس خلال عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس بالعربية والإنجليزية: أهنئكم يا اخوتي الأحباء بهذا العيد المجيد، عيد ميلاد مخلصنا الصالح بالجسد، ونحن المسيحيون نؤمن بأنه يوجد ميلادين، الميلاد الأبدي وهو ولادة خارج الزمن، ولادة لا يوجد سبق زمني لها، فحينما نقول في قانون الايمان: نؤمن بإله واحد نور من نور، هي ولادة أبدية، ليست موجودة في الزمن، وهي ولادة فيها المساواة، وليس فيها طرف أكبر من طرف، ولذا فهي نور من نور. وهي ولادة تحدث عنها بولس الرسول في رسالته إلي العبرانيين: أن الله حينما ولد منه الابن، كان له كل السلطة والسلطان، فوق الملائكة وكل الخليقة.
֍ الله .. تنازل .. واتخذ جسدا .. لكي يخلصنا
أضاف: أن الميلاد الثاني، هو ما نحتفل به الآن، هو ميلاد ملكنا ومخلصنا في الجسد، وتحدث عنه في الكاثوليكون بطرس الرسول، ويجب أن هذه الحقيقة لا تفارق أذهاننا، وهي أن الله اتخذ جسدا، وحينما أتي، فقد جاء ليخلصنا، وأن الله صار كعبد ونزل من السماء، واتخذ جسدا لكي يخصلنا كما قال بولس الرسول. الله نزل من السماء، لم يترك السماء، الله موجود على الأرض وفي السماء، وعندما نقول نزل، بمعني أنه تنازل.
هذه الولادة العجيبة كما قال بولس الرسول، أتي لكي يخلصنا، ونجد أيضا في أعمال الرسل أن الولادة أزلية، والولادة في الجسد قد جاءت لتخلص العالم، بموت هذا المخلص وقيامته من بين الأموات، هذه الولادة لها هدف، وهو خلاصنا، بالموت المحي لمخلصنا الصالح، أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له.