الخلاف مع فكر الأب متى ينتهى؟ حينما يتآلف الكل حول الروحانية القبطية الأرثوذكسية والعلم اللاهوتى،
وللتقرب من قضية منع كتب متى المسكين من المشاركة فى معرض الكتاب، كان لـالبوابة نيوز حوار مع الأب باسليوس المقارى، أحد تلاميذ المسكين، الذى قال إن مشاركة مكتبة دير أبو مقار خلال معرض الكتاب القبطى عام 2013، جاءت بناءً على خطاب من البابا تواضروس الثانى، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس وصف كتب الأب متى المسكين، بقوله: هذه كتب نافعة جدًا ولا بد من اقتنائها.
وأضاف، عندما حاولنا الاشتراك العام الماضى فوجئنا برفض عدد من الكتب، وهو الأمر الذى جعلنا نرفض الاشتراك فى المعرض، لافتًا إلى عدم علم البابا بسبب عدم مشاركتنا فى المعرض.
وأشار إلى أن البابا شنودة الراحل أشرف على الدير وزاره عدة مرات، ولم يتطرق أو يصدر قرارًا بمنع كتب الأب متى المسكين، وكان دائما يقول: إنه يناقش فكرًا. وشدد على أن الوحيد الذى لديه سلطة منع كتب أبو مقار هو شخص البابا، مؤكدًا انه لا يوجد حظر إطلاقًا، ونحن ننشر الكتب منذ عام 1962، ولم يصدر أى قرار كنسى قانونى بتوقيع قداسة البابا (سواء البابا شنودة الثالث أو البابا تواضروس الثانى) بخصوص ما يذكرونه أنه حظْر..
نص الحوار:
كام مرة شاركت كتب متى المسكين فى المعرض؟ وهل تلاميذه طلبوا المشاركة بمؤلفاته وتم رفضها؟
- حدث أن وصل إلينا خطاب بالبريد بعد رسامة قداسة البابا تواضروس الثانى، يدعونا إلى الاشتراك فى المعرض، فلبَّينا الطلب، وجاء قداسة البابا تواضروس وافتتح المعرض.
وعند دخول البابا إلى جناح كتابات دير القديس أنبا مقار، مدَّ يده إلى الكتب المعروضة وكان يمسك بكل كتاب (المجلَّدات الكبيرة)، ويعلِّق عليها قائلًا: هذه كتب نافعة جدًا ولا بد من اقتنائها، وفى العام التالى، أبلغنا البعض من موقع المقر البابوى بأن هناك إعلانًا عن المعرض، وطلبوا منا البدء فى إجراءات الاشتراك مثل العام السابق. ولما أرسلنا مَنْ يطلب الاستمارة لملئها كالمعتاد، رفض الشخص المختص إعطاء الاستمارة قائلًا: إن هناك كتبًا ممنوعة عرضها. وحينما بلغنى الخبر شكرت الله، ولم نشترك فى المعرض.
وهناك ملاحظة مهمة، هى أن البابا تواضروس الثالث فى ذلك الوقت، كان مسافرًا فى الخارج أثناء افتتاح المعرض، وهكذا تم منع كتب الأب متى المسكين فى غياب البابا تواضروس الثالث، ودون أخذ مشورته، وكأن الكنيسة بلا أب ولا رئيس! وقد بلغنا من شهود عيان أنه حينما عاد قداسة البابا من سفره، وطلبوا من قداسته افتتاح المعرض، ولما لاحظ أن جناح دير القديس أنبا مقار مُغلقًا، تساءل عن ما سبب الغلْق: أى أنه لم يكن يعرف عما حدث!
لم يصدر أى قرار كنسى بحظر كتب المسكين
كيف يستطيع تلاميذه أن ينشروا فكر متى المسكين، رغم حالة الحظر الموضوعة على مؤلفاته؟
لا يوجد حظر إطلاقًا، ونحن ننشر الكتب منذ عام 1962، ولم يصدر أى قرار كنسى قانونى بتوقيع قداسة البابا (سواء البابا شنودة الثالث أو البابا تواضروس الثانى) بخصوص ما يذكرونه أنه حظْر.
ولكن هل تم تواصل مع البابا فى هذا الشأن؟
- قداسة البابا لم يبلِّغنا أن هناك حظرًا؛ لأنه هو الوحيد الذى يملك الصلاحية لإصدار هذا القرار، وهو لم يُصدره، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة لقداسة البابا شنودة الثالث نيَّح الله نفسه.
ومما يجب ذكره: أنه حدث بينما كان قداسة البابا شنودة الثالث يشرف على دير القديس أنبا مقار فى الثلاث سنوات الأخيرة قبل انتقاله، وذلك بعد انتقال كل من الأب القمص متى المسكين، ثم نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير، وطلبنا من قداسته الإشراف على الدير، فكان يزور الدير شهريًا ويجلس معنا، وقد تصادف أن تقابل معى قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث فى إحدى زياراته الدورية هذه؛ حيث تحادث معى وجهًا لوجه فى أحد شئون المطبعة (وكان خاصا بأجور العمال)، ولكنه لم يتطرَّق أبدًا إلى كتابات الأب القمص متى المسكين إطلاقًا ولا أمرنا بمنع طبعها أو توزيعها، علما بأنه قبل نياحته وحينما كان ينقد بعض كتابات قدس أبونا القمص متى المسكين، كان يقول ردًّا على السائلين إنه يناقش فكرًا، فمن هذا الذى يدَّعى من ذات نفسه (وهو ليس بابا بطريرك) أنه يملك فى الكنيسة سلطان إصدار أى حظر لكتب الأب القمص متى المسكين، غير قداسة البابا سواء البابا شنودة الثالث قبل نياحته أو البابا تواضروس الثانى حفظ الله حياته؟!
ولكن ما سبب عدم وجود قسم مخصص لدير أبو مقار؟
- هذا السؤال لا يُوجَّه لى ولكن يُوجَّه إلى الذين انتحلوا لأنفسهم -ونحن لا نعرف مَنْ هم- سلطان حظر الكتب.
كل كتابات الأب متى المسكين شاركت فى سمالوط.
منذ عامين تم عرض كتب الأب متى المسكين فى معرض الكتاب بسمالوط.. فما كواليس مشاركتكم فى المعرض؟
- تفضَّل نيافة مطران سمالوط بواسطة سكرتيره الخاص الذى اتصل بى تليفونيًا، وأبلغنى رسالة شخصية من نيافة المطران، بطلبه اشتراك دير القديس أنبا مقار فى معرض للكتب باشتراك كل كتابات الأب القمص متى المسكين فى سمالوط. وقال لى: كل الكتابات بلا اسثناء بلا اسثناء بلا اسثناء! (هكذا 3 مرات)، وبهذه الجملة المكرَّرة اشتركنا فى المعرض.
يجب ان يرقى الكل إلى دراسة تراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
من وجهة نظرك متى يختفى الخلاف الفكرى بين الأب الراحل متى المسكين والبعض من الأكليروس والعلمانيين؟
- حينما يرقى الكل إلى دراسة تراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما درسه الأب القمص متى المسكين، من المخطوطات القديمة والكتب الطقسية مثل القداسات والأبصلمودية وكافة الكتب الكنسية، وبدراسة سير وتعليم آباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (مثل: البابا أثناسيوس الرسولى والبابا كيرلس الكبير، وغيرهم من آباء كل الكنائس الأرثوذكسية)، وبالإضافة إلى الدراسات الأكاديمية التى تخص الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة المسيحية وقواعد اللغة اليونانية القديمة والأبحاث اللاهوتية على مدى التاريخ، وغيرها من الأبحاث، كما درسها الأب القمص متى المسكين ليس بالقراءة والفهم العقلى فقط، بل وأيضًا بحياة الصلاة والتأمل واستشفاف الحق الإلهى من الله، وتفهُّم سير وحياة الآباء القديسين بالفهم الصحيح ما ظهر فى حياته كما رأيناها نحن بأنفسنا ونشهد بهذا سواء ونحن فى بيت التكريس لخدمة الكرازة بحلوان، أو ونحن رهبان فى دير القديس أنبا مقار.
عندما يتآلف الكل حول الروحانية المسيحية والعلم اللاهوتى سيختفى الخلاف الفكرى
وكل هذا من واقع الإلهام الإلهى المقدس الذى اختبره وعاشه الأب القمص متى المسكين على مدى 87 عامًا (أى بما فيها حياته منذ صغره كما ورد فى مذكراته وكتاب السيرة التفصيلية لحياته)، وبالخبرات الروحية التى اجتازها الأب متى المسكين على مدى حياته وذكرها لنا وتسجلت كتابة، وكما ورد فى سيرة حياته التفصيلية، وأيضًا بالدراسات الأكاديمية (الماجستير والدكتوراه) فى كل أنحاء العالم، وقام بها علماء من جنسيات وأجناس مختلفة، وأيضًا بشهادة العلماء اللاهوتيين من كل العالم والكنائس المختلفة الذين اجتمعوا فى الدير الإيطالى فى مدينة بوزيه عام 2016، فى مؤتمر لاهوتى علمى عالمى وقدَّموا دراساتهم عن الأب القمص متى المسكين وكتاباته وفلسفة علمه اللاهوتيين، وحياته الروحانية وكل نواحى حياته الأخرى.
وحينما يتآلف الكل حول الروحانية المسيحية القبطية الأرثوذكسية والعلم اللاهوتى الروحانى والعقائدى القبطى والأرثوذكسى، ومع كل هذا، حول الحياة المسيحية الروحانية القبطية الأرثوذكسية المعيشة، حينما يتآلف الكل بقوة الروح القدس العامل الفعَّال فى النفوس، حينئذ، ليس فقط يختفى الخلاف الفكرى، بل سينال الكل من الله الوحدة الروحانية والعقلية والنفسية بالروح القدس لنكون حقًا كنيسة واحدة وقلبًا واحدًا ومصيرًا مقدَّسًا واحدًا فى الحياة الأبدية.