خوفًا من "انخساف طهران".. إيران تدرس نقل عاصمتها إلى "الجنة المفقودة"
18.02.2025 05:37
اهم اخبار العالم World News
الدستور
خوفًا من
حجم الخط
الدستور

تجدد الحديث في إيران عن إمكانية نقل العاصمة من طهران إلى منطقة مكران الساحلية، في محاولة لحل أزمات متعددة تواجه العاصمة الحالية، مثل التكدس السكاني، التلوث، وشح الموارد المائية، إضافة إلى مشكلة انخساف الأرض بسبب العوامل الطبيعية والبشرية.

على الرغم من أن فكرة تغيير العاصمة الإيرانية ليست جديدة، إذ طُرحت عدة مرات منذ 1979، فإنها لم تُنفذ بسبب التكلفة الباهظة والتعقيدات اللوجستية، لكن الرئيس مسعود بزشكيان أعاد إحياء الفكرة، مشيرًا إلى أن استمرار المشاكل الحالية في طهران يجعل من نقل العاصمة ضرورة، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف). 

وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة موهاجراني، في يناير الماضي، إن مكران تُدرس بجدية كخيار محتمل، لكنها لم تحدد جدولًا زمنيًا لتنفيذ القرار.

مكران.. "الجنة المفقودة" 

تقع مكران على ساحل خليج عمان، وتمتد عبر محافظة سيستان وبلوشستان وجزء من هرمزغان، ورغم أنها لا تزال منطقة غير متطورة نسبيًا، إلا أن وزير الخارجية، عباس عراقجي، وصفها بـ"الجنة المفقودة"، مؤكدًا أنها قد تصبح المركز الاقتصادي المستقبلي لإيران والمنطقة.

كما يرى الرئيس بزشكيان أن نقل العاصمة جنوبًا سيعزز التنمية الاقتصادية ويخفف الضغط عن طهران، التي تعاني من نقص المياه، والاختناقات المرورية، والتلوث البيئي.

ورغم الدعم الحكومي للفكرة، يرفضها كثير من الخبراء والمواطنين، فطهران، التي كانت العاصمة منذ عام 1786، تُعد مركزًا سياسيًا وثقافيًا وإداريًا رئيسيًا، ويعتقد البعض أن نقلها قد يضر بهويتها التاريخية.

ويرى بعض المعارضين أن مكران غير مؤهلة من الناحية الاستراتيجية، إذ تقع على ساحل خليج عمان، ما يجعلها أكثر عرضة للأخطار الأمنية والمناخية.

وفي المقابل، تتميز طهران بموقعها الجغرافي المناسب والأمن المستقر، وهو ما يجعلها عاصمة آمنة في أوقات الطوارئ أو النزاعات.

عاصمة إيران الجديدة.. والتكلفة الباهظة

أحد أكبر العوائق أمام تنفيذ المشروع هو التكلفة الباهظة، ووفقًا لوزير الداخلية السابق، أحمد وحيدي، فإن نقل العاصمة قد يتطلب 100 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم لدولة تواجه عقوبات دولية وأزمة اقتصادية، كما أن التغيرات المناخية في مكران، مثل ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار، تجعل المنطقة بيئيًا غير مستقرة، وفقًا لتصريحات الخبراء البيئيين.

ويرى المؤيدون أن نقل العاصمة خطوة ضرورية لحل مشاكل طهران، ويعتقد المعارضون أن تحسين البنية التحتية للعاصمة الحالية قد يكون حلًا أقل كلفة وأكثر فاعلية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.