
على الرغم من أهمية التعليم المباشر خلال الكليات العملية إلا أن عدداً من أساتذة الجامعات اتفقوا على أهمية تطبيق نظام التعليم الجديد "الهجين" خلال العام الدراسي المقبل، نظرًا للظروف الحالية بانتشار فيروس كورونا "كوفيد - 19"، وهو النظام الذي يجمع بين التعليم عن بعد والتعليم وجهًا لوجه، مع تقسيم الطلاب إلى مجموعات، بالإضافة إلى تقليل عدد أيام حضور الكليات إلى 3 أيام أسبوعيًا.
11311762231597498993
"السعيد": يحل على المدى البعيد أزمة كثافة الطلاب الموجودين داخل الجامعة يوميًا
الدكتور محمود السعيد، عميد كلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة، أوضح أن النظام الجديد في التعليم الجامعي والذي يُطلق عليه "الهجين" لأنه يجمع بين التعليم عن بُعد والتعليم وجهًا لوجه، مناسب للغاية في ظل الظروف التي يُواجهها الجميع خلال الفترة الحالية بسبب انتشار فيروس كورونا، ومن أجل المساعدة في عدم انتشاره بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وأنه سيظل الحل الوحيد والمناسب طالما لم يصل أحد إلى حل جذري للفيروس ولم يُكتشف لقاح للمرض.
وأكد "السعيد" أن النظام الجديد يحل على المدى البعيد أزمة الكثافة والأعداد الكبيرة من الطلاب الموجودين داخل الجامعة يوميًا، وهي الأزمة التي كان يُعاني منها خلال الأعوام السابقة، قائلا: "على الرغم من أن كلية سياسة واقتصاد من الكليات الصغيرة إلا إننا كنا بنأجر في السنوات الأخيرة قاعات تانية داخل الجامعة عشان نقدر نقدم العملية التعليمية على أفضل وجه، أومال الكليات اللي فيها أعداد كبيرة من الطلاب بتعمل ايه"، مشيرً إلى أن الأعداد الكبيرة من الطلاب يُفقد خلالها عنصر التفاعل بين الطالب والأستاذ الجامعي.
2148131701597498899
"عبدالهادي": لا غنى عن التعليم وجهًا لوجه في الكليات العملية
فيما أوضح الدكتور السعيد عبدالهادي، عميد كلية طب جامعة المنصورة السابق، أنه لا غنى نهائيًا عن التعليم وجهًا لوجه بين الطالب والأستاذ الجامعي وتحديدًا في الكليات العملية أمثال الطب والأسنان والهندسة، ولكن بسبب جائحة فيروس كورونا كان من الضروري اللجوء إلى النظام الجديد الذي يجمع بين التعليم وجها لوجه والتعليم عن بُعد تفاديًا لتعرض الطلاب أو هيئة التدريس للإصابة بالفيروس، وأن العالم بأكمله يُحاول التكيف مع الظروف الحالية.
وأكد "عبدالهادي" أن هناك بعض الجامعات خارج مصر طبقت نظام التعلم عن بُعد، ولكنه نجح بشكل أكبر في العلوم الإنسانية وجانب التدريس النظري، لكن خلال الكليات العملية لم يُثبت نجاحه بشكل كبير، لأن الجزء العملي يظل مهم وضروري للغاية من التفاعل والاختلاط المباشر بين الطالب والأستاذ، متابعًا: "مهما الطالب قرأ ودرس الجانب النظري من خلال التعلم عن بُعد، إلا أنه محتاج لأستاذ كبير يتعلم منه وجها لوجه، وعلى سبيل المثال في مجال الطب ممكن الطالب يقعد 10 ساعات يدرس إجراء عملية الزائدة ولما ينزل ينفذها على الواقع يغلط في العملية نفسها".
وأشار "عميد طب المنصورة السابق" إلى أنه إذا وصلت أعداد مصابي كورونا في مصر إلى صفر، سيكون أول من يُنادي بعودة الدراسة بالكامل في الجامعات لأنه لا غنى عنها، مضيفًا: "نسبة استغلال التعلم عن بُعد في الكليات العملية ما بين 20 إلى 30%، ويظل الجزء المتبقي من المنهج يحتاج إلى الاحتكاك المباشر".