البابا تواضروس: “الأراضي المقدسة” لا نقصد بها فلسطين فقط بل مصر أيضًا
02.10.2018 11:09
اخبار الكنيسه في المهجر Church News in Immigration Land
وطني
البابا تواضروس: “الأراضي المقدسة” لا نقصد بها فلسطين فقط بل مصر أيضًا
حجم الخط
وطني

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ كلمة خلال احْتِفال الجالية المصرية بقداسته في القنصليم المصرية بنيويورك قائلاً:

“أنا سعيد للغاية بزيارة مقر القنصلية العامة لبلادنا الحبيبة مصر وسعيد بمعالي الدكتور هشام النقيب بدعوته واستقباله وترحيبه لنا وبأعضاء القنصلية وأيضًا سيادة الدكتور محمد أدريس، والحقيقة أنا باحرص فى كل زيارة لأي دولة؛ بزيارة القنصلية المصرية المتواجدة بها، طبعًا بقالي هنا حوالي ثلاثة أسابيع ولكن مصر وحشتني جدًا ومش عارف أنتم أزاي بتقعدوا هنا سنين؟ ربنا يقويكم، مصر التي نفتخر بها بالحقيقة وليس هذ الأمر مجرد دباغة للكلام أو ضرورة الحديث في مثل هذه المناسبات؛ مصر وطن عظيم في حضارته وفى تاريخه وفى جغرافيته وفى نسيجه وله خصوصيته واللي يحب يعرف الكلام ده يقرأ كتاب دكتور جمال حمدان عن شخصية مصر.

 

عايز اذكر لحضراتكم مثال يدل على إن المصريين في كل تاريخهم عبر العصور عاشوا حول نهر النيل؛ هو بالحقيقية أبونا “our father” والارض التي نأكل منها”our Mother” ولهذا السبب كل المصريين في علاقة قوية بنهر النيل؛ وعايز أقولكم شيء مهم فضل مصر على العالم كله لا يمكن حصره واذكر مثال انا خريج كلية الصيدلة واكثر شيء بندرسه هو الكيمياء”Chemistry” هل تعلمون أيها الأحباء ان كلمة كيمياء منشئها اسم من مصر وأسم مصر القديم كان “كيمي” وتعود كلمتي chem، kmt المصريتين ومعناهما الأرض السوداء، ومن هذه الأرض نشأ علم الكيمياء وهذا فضل من التاريخ المصري القديم والحضارة الغنية على كل العالم وقيسوا على هذه أمثله كثيرة جدًا واذكر لحضرتكم ، ان مصر هي التي علمت العالم كله فن الأعمدة في العهد الفرعوني مصر بنت المسلات وفكرة المسلة فكرة مهمة جدًا كان المصري القديم يزرع الارض ومن كانوا يعملوا في زراعة الأرض يضعوا المسلة على طرف حوض الزرع على شكل هرم صغير او يدهنوا المسلة بالدهب؛ وعندما تسطع الشمس في المسلة تبقي مضيئة وعندما تغيب الشمس ينتهي يوم العمل لذلك أطلقوا عليها “عين العمل ” فكانت المسلة دعوة للعمل علشان كده مصر نشرت المسلات في كل العالم، وعندما بدئت المسيحية في مصر علي يد القديس مارمرقس الرسول فى منتصف القرن الأول الميلادي كانت أرض مصر تباركت بزيارة العائلة المقدسة ومكثت في مصر لمدة ثلاثة سنوات وستة أشهر وعشرة أيام وعندما نقول الأراضي المقدسة لا نقصد بها فلسطين فقط بل مصر أيضًا وعندما أتي القديس مارمرقس وهو أحد تلاميذ السيد المسيح الى مصر نشر المسيحية وأستشهد في مدينة الإسكندرية علشان كده بيقولوا بابا الاسكندرية برغم من ان معظم الوقت في القاهرة لكن الاسكندرية المدينة التقليدية في التاريخ الكنسي.

والمسلة التي كانت في العهد الفرعوني تحولت الى المنارة اللي في الكنيسة يعني لما تشوفوا منارات الكنيسة هذا الفن خرج من المصريين ولما بدأ الإسلام في مصر في القرن السابع الميلادي هذه المسلة تحولت الى مأذنة المساجد، وعندما بدئت في السعودية لم تكن لها مأذنة بل كانت مجرد دور او دورين فقط وهذه الفكرة بدئت في مصر، أذًا مصر هي التي علمت العالم كله فن الأعمدة “المسلة” المنارة والمأذنة؛

واليوم حينما تتواجد في مصر تجد أن المنارات تتعانق مع المآذن بتعبير روحي قوي يعبر عن الرباط الروحي القوي لكل المصريين ونهر النيل ربطنا وجمعنا والأرض التي نأكل منها والتاريخ جمعنا معًا ولذلك الرباط القوي الذى جمعنا في مصر يرجع الى أهم قيمة وهى “الوحدة الوطنية” التي تجمعنا معًا وهي ليست كلام وليست مجرد تاريخ بل الوحدة الوطنية ممكن أن نحولها ونقول عنها المحبة الوطنية ، هي المحبة التي تجمعنا جميعًا وتعطينا هذا الامتداد الذى نتشرف به على اننا نبتنا على أرض مصر ونتمتع بالانتماء لهذا الوطن الغالي ، والتاريخ يحكي ذلك أن مصر منذ 2000سنة قبل الميلاد كانت في قمة العالم واول حكومة مركزية في العالم كانت في مصر واول تكوين جيش عسري بدء في مصر حتى نظم الري فالفضل المصري علينا كمصريين وعلى العالم كله ممكن ان نتحدث به كثيرًا ، وفى الآونة الاخيرة تعرضت بلادنا لبعض المتاعب؛ لكن نشكر الله مصر الان بتتعافى وتتقدم؛ وأكثر صفة بـ ألاحظها موجودة في القيادة السياسية المصرية؛ المتمثلة في الحكومة وفي البرلمان المصري هي صفة ” الجدية” وهذه الصفة تُعطي انطباع بالسير في الطريق الصحيح .

أنا سعيد بأن أتقابل معكم ونجتمع في هذه الجلسة الجميلة ، والمحبة التي بيننا مستمرة ومتميزة وقوية ، ودائمًا يتحدث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي و يقول نحن جميعنا مصريين “كلنا واحد” ونحن نذكر له بالخير انه يزور الكاتدرائية في مساء كل عيد ميلاد يوم 6 يناير من كل سنة؛ ونذكر للحكومة المصرية قرارات كثيرة تساعد في إتمام هذه المساواة التي نص عليها الدستور المصري، وأنا أشعر ان فعليًا مصر بتتقدم خطوة بخطوة بالمشروعات العملاقة، ومؤخرًا عقدنا مؤتمر دولي لشبابنا من كل ايبارشيتنا بالعالم كله وكان شعاره ” Back to roots” عودة للجذور؛ وكان من أهداف هذا الملتقى ان ينبهروا شبابنا بمصر ويروا التاريخ والحضارة ويروا المشروعات العملاقة مثل قناة السويس؛ والهدف الآخر هو أن يعيشوا في أصل الكنيسة القبطية المصرية والهدفين قد تحققوا بالفعل وقد شارك في هذا الملتقى عدد من شبابنا في نيويورك ومن فلوريدا.

انا بشكركم جميعًا وبشكر الدكتور هشام النقيب؛ وبشكر كل الحضور وأتمنى زيارتكم لنا في مصر؛ وأهلًا وسهلًا بكم في مصر.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.