شيري ني ماريا.. الترانيم هي الوسيلة الأكثر بهجة، في احتفالات عيد السيدة العذراء مريم، إذ أن الكنيسة تؤمن أن الترانيم ذبائح يشتمها الله رائحة سرور، وتطلق عليها «ذبائح التسبيح»، لذا فيتأهب مرنمي الكنيسة في أشهر الصيف، لإنتاج أفضل ما لديهم من كلمات وألحان إهداء منهم إلى السيد المسيح ووالدته مريم العذراء في فترة عيدها.

كورال كلمة الله: للتراث القبطي طعم لا يقاوم.. نترنم للعذراء بثلاث لغات

فضلَّ كورال كلمة الله، الذي يضم مرنمي كنائس أطلس والمشروع الأمريكي بإيبارشية حلوان والمعصرة، والذي يقوده لجنة ثلاثية تتكون من القس ارسانيوس جابر، والمرنمتين نانسي جرجس ورفقة سمير، أن يحتفل بعيد السيدة العذراء بإحياء 5 من ألحان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتقال بثلاث لغات العربية واليونانية والقبطية والرومية.

وأشار قادة «كلمة الله»، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إلى أن الكورال يقوم بتسجيل ميدلي يضم 5 من أشهر الألحان الكنسية التي تقال يوميًا في فترة صوم السيدة العذراء، ويضم الميدلي ثلاث قطع رومية الأصل ذات كلمات يونانية شهيرة، وهم الحان (راشي ني) الذي يهب الفرح والسلام للسيدة العذراء، ولحن (سينا اتشو) والذي يتحدث عن عجائب ومعجزات السيدة العذراء، ولحن (ذيفتيه بانتيس) وهو لحن يتحدث عن وجوب تقديم السجود لله تبارك اسمه.

كما يترنم الكورال في الميدلي الجديد، باللغة القبطية، وهي طور من أطوار اللغة المصرية القديمة، وذلك في لحن خين افران، وهو اللحن الختامي لكل طقس مديح او تمجيد لله في شخص أي قديس من قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واخيرا لحنًا باللغة العربية وهو أشهر الحان القداس الإلهي ويحمل شعار (افرحي يا مريم).

أكد قادة الكورال أن هذا الميدلي الذي جاء من توزيع رامي نبيل، وتسجيل ومكساج سامح نبيل، سيكون على رأس عرضهم الفني الأقرب، والذي سيأتي يوم 24 من أغسطس الجاري، والذي سيكون على مسرح الأنبا رويس، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية بالقاهرة.

كورال مار إفرام السرياني: يا بختك يا اللي تتشفَّع بأُم النور

بينما قرر كورال مار إفرام السرياني، التابع لكنيسة السيدة العذراء مريم بحي القصيرين بالزاوية الحمراء، أن يحتفل بعيد السيدة العذراء 2023، بترنيمة جديدة، حملت شعار «يا بختك يا اللي تتشفَّع بأُم النور».

مينا نصر قائد الفريق، قال في تصريح خاص لـ«الدستور»، إن هذه الترنيمة هي الثالثة من ترانيم الفريق، والمُخصصة للحديث عن السيدة العذراء مريم، وذلك بعد نجاح الترنيمتين الأولتين (ولسة يا عدرا بتحني)، و(2 ابريل)، لذا قرر الفريق أن يقدم ترنيمة لتصبح قريبة من قلب محبي السيدة العذراء، فهي تعتمد في كلماتها التي كتبها الشاعر مينا مجدي ودققتها لغويا الدكتورة ماريانا نادر، على السهل الممتنع، حيث أن الكلمات تخرج فعليا من قلوب وحناجر من يترنمها على الرغم من بساطتها مما جعل لها جمهورا يرددها من كافة الأعمار.

كما اعتمد اللحن الذي نسج نوته الموسيقية الملحنة مارفي صموئيل، على البدء بشكل درامي ينسجم معه القلب، ثم ينطلق إلى الأجواء المرحة التي تتناسب مع احتفالات مريم العذراء، وهو ما زاد اكتمال صورته الموسيقية العزف على آلة الكولة الذي قام به محمد عاطف، وكذلك الجيتارات التي عزفها ابرام ممدوح، وجاء الكولة والجيتارات ضمن توزيعا موسيقيا نسجه الموسيقار بولس جرجس.

سجل الأداء الصوتي للمرنمة يوستينا ظريف، مهندس الصوت بيشوي مجدي، وقام بتصوي مشاهد الدير المستخدمة في الفيديو كليب مينا ظريف، ووظفها في المونتاج المونتير ايهاب لطفي، واخيرا صمم غلاف الترنيمة ميللر عزت.

وعن فريق مار إفرام فقال نصر إنه اختار كورال مار إفرام، اسمه نظرًا لأن مارإفرام هو قيثارة الروح القدس، الأمرًا الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخدمة التسبيح الكنسي، هذا بالإضافة إلى أن مار إفرام كان كاتبًا وشاعرًا من أعظم كُتاب المسيحية.

وبدأ الفريق في الظهور في أول حفلاته التي خرجت للنور في عام 2011، تحت شعار "تسبيح للمسيح"، ويُعد الكورال هو نُخبة مُشتقة من مرنمي عدة كورالات مثل كورال تى بارثينوس ماريا الخاص بخدمة المرحلة الابتدائية، كورال مارمينا الخاص بخدمة المرحلة الاعدادية، كورال القديسين الخاص بخدمة المرحلة الثانوية، كورال مُعلم الأجيال الخاص بخدمة المرحلة الجامعية، كورال أمنا العدرا الخاص بخدمة اجتماع الأمهات والسيدات، كورال ابونا بيشوى كامل الخاص بخدمة أسرة البركة.

من أفواه الأطفال هيأت سُبحًا.. ترانيم العذراء من حناجر وقلوب صغيرة

بالعودة إلى ترانيم التراث الكنسي، فقد قرر بيشوي باسل، مستشار المكتب الفني لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الاحتفال بعيد السيدة العذراء بشكل مختلف إذ قرر عمل «ديو» مع نجلته الصغيرة بياتريس او «باتي» كما يعرفها المقربون.

وقال «باسل»: إن ترانيم الصغار لها طعم مختلف كليًا، فأصواتهم تصل إلى قلب الله في غاية السرعة، فيكفي أن السيد المسيح ذكرهم في حديثه للرد على بعض اليهود قائلا «نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا؟»، كما خصص لهم جزء من وقته، إذ أن تلاميذه حينما حاولوا ان يبعدوهم عنه لئلا يعطلوه في مسيرته الخدمية والرعوية قال لهم: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ».

وقرر بيشوي ان يقوم وصغيرته بياتريس التي يعني اسمها «جالبة الفرح»، والبالغة من العمر 4 سنوات، بإحياء أشهر ترانيم التراث للاطفال، وهي ترنيمة «سلامنا اليكي يا ام المعونة»، وقام بتسجيلها مهندس الصوت ابراهيم الطرابيشي، وقام بتصوير الفيديو كليب ماريو سمير، بينما قام بالمونتاج وتصحيح الألوان مينا عماد.

الملحن ماجد صموئيل: لحنت «ويكفيني» حبا في مريم العذراء 

واستكمالا لتقدير الكنيسة لمواهب الأطفال، فقال الملحن ماجد صموئيل، انه شارك في موسم ترانيم السيدة العذراء مريم، بتلحين ترنيمة (ويكفيني) والتي أداها كورال أطفال كنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا رويس للأقباط الأرثوذكس بمنطقة حدائق الأهرام،  إذ أن الترنيمة تصف أمومة ورعاية السيدة العذراء لكل من يناديها، فكل كانت أما ويعتصر قلبها امام منادة كل من يدعوها قائلا: «يا امي».

وأوضح ماجد أنه اعتمد في صناعة اللحن على النقلات السريعة التي تصنع روح حماس ة لدى الاطفال الذي يؤدون الترنيمة اذ انه في كورالات الأطفال تكون الأعداد كبيرة، وليس شرطا ان يكون كل العدد من الصولوهات او ذويي الآذان الموسيقية ، لذا فيجب على الملحن تفصيل جمل تتناسب مع الاطفال حتى وان لم يكونوا لهم الموهبة الموسيقية الكاملة.

كما أشار إلى أنه كان قد شارك مؤخرا بالترنيم في ترنيمة أمنا قديسة أميرة بصحبة المرنمين آمال نادى، ابانوب رشدى، نرمين شوقي، عن السيدة العذراء مريم وهي من كلمات القمص بسنتى هنرى والحان ابانوب رشدى، توزيع موسيقى مايكل شاكر، هندسة صوتية ابانوب رشدى، مونتاج واخراج امال نادى.