قال الدكتور محمد يوسف، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق، مستشار الزراعة العضوية بجامعة الدول العربية، إن قطاع الزراعة شهد طفرة كبيرة غير مسبوقة خلال العشر سنوات الماضية، موضحًا: «الدولة تمكنت، بتوجيهات من القيادة السياسية، من تحويل المحن إلى منح، وتحويل الأزمات إلى فرص استثمارية هائلة والعبور بقطاع الزراعة إلى بر الأمان، رغم كل المعوقات والصعوبات والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، خاصة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والوضع الأمنى الراهن بالسودان وقطاع غزة والتضخم العالمى وأزمة الدولار الأمريكى».
وأضاف أن القيادة السياسية استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وتحقيق معدلات عالية من الصادرات الزراعية المصرية للخارج، وأولت اهتمامًا كبيرًا بزراعة القطن، من خلال تقديم الدعم الفنى والمادى للمزارعين فى مختلف محافظات الجمهورية وتشجيع الفلاحين على زراعته، بهدف عودة القطن المصرى لمكانته وللمنافسة العالمية، لافتًا إلى العمل على إجراء تطوير شامل فى قطاع المحالج والمغازل والمصانع للارتقاء بهذه الصناعة فى ظل الجمهورية الجديدة، لينافس القطن المصرى، سواء الخام أو المصنع، عالميًا
ذكر الخبير محمد يوسف أن القيادة السياسية بذلت جهدًا كبيرًا فى تطوير قطاع الزراعة وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، خاصة الاهتمام بزراعة القطن طويل التيلة، وأيضًا زراعة الأقطان الملونة وتطوير وافتتاح وتشغيل ثلاثة محالج بأحدث تكنولوجيا عالمية بتكلفة تصل إلى أكثر من ٣٨٠ مليون جنيه فى نهاية العام الماضى، الأمر الذى جعل محالج القطن جاهزة لاستيعاب القطن الناتج من المساحات الجديدة.
ولفت إلى أن المساحة الإجمالية المستهدف زراعتها هذا العام ٢٠٢٤ هى ٢٥٥.٦ ألف فدان، والمستهدف زراعتها بالوجه البحرى ٢٢٩ ألف فدان، بينما مساحات وأماكن أصناف الوجه القبلى المستهدف زراعتها هى ٢٦ ألفًا و٦٠٠ فدان تقريبًا، موزعة بين الصنف «جيزة ٩٥» والمزروع بمحافظات أسيوط وسوهاج والفيوم والمنيا وبنى سويف والوادى الجديد بمساحة ٢٦ ألفًا و٥٠٠ فدان، إضافة إلى الصنف الجديد «جيزة ٩٨» والمستهدف زراعته بمحافظة سوهاج ولأول مرة، بمساحة ١٠٠ فدان بمركز دار السلام.
ونوه بأن هناك ما يقرب من ٥٠ صنفًا من القطن تزرع على مستوى العالم، من بينها ٤ أنواع فقط تعطى شعرًا وتصلح للغزل أو الحلج، ومن ضمن الأربعة أنواع يوجد نوع يعرف باسم «القطن المصرى»، تعظيمًا وتشريفًا لمصر بوجود نوع من القطن يسمى باسمها، ويتميز بالمتانة العالية والنعومة. وبيّن أن المستهدف مستقبليًا وصول المساحة الإجمالية لزراعات القطن المصرى إلى ٥٠٠ ألف فدان لأول مرة منذ ١٥ سنة، و«هذه المساحة تمثل نحو ضعف المساحة المزروعة فى المواسم السابقة»، مشيرًا إلى أن القطن الذى يُزرع فى مصر طويل التيلة وفائق الطول، ولم يُزرع سوى ١٠٠ فدان قطن قصير التيلة، كأول تجربة أولية تحت إشراف معهد بحوث القطن بوزارة الزراعة للعام الماضى، والمتوقع زيادة المساحة الإجمالية هذا العام.
وأضاف أن متوسط السعر المتوقع للقنطار ما بين ٦ آلاف و٧ آلاف جنيه، مؤكدًا أن ارتفاع سعر قنطار القطن العام السابق يرجع لعدة أسباب، منها اتباع الحلقات التسويقية طبقًا للشركات التابعة للهيئة القابضة، إضافة إلى تسويق قنطار القطن بسعر مناسب ما حقق هامش ربح للمزارع، سواء بالوجه البحرى أو القبلى.
وقال إن معهد بحوث القطن وضع خطة قومية للنهوض بزراعة القطن طويل التيلة، لتلبية حاجة المزارع والسوق المحلية والدولية، لافتًا إلى أن دور معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية هو الحفاظ على أصناف القطن طويلة التيلة فائقة الطول والمتانة والنعومة.
وأشاد بدور القيادة السياسية فى إدراج زراعات القطن طويل التيلة فى مبادرة «حياة كريمة» لخدمة المزارعين، والعمل على توفير التقاوى المعتمدة الجيدة، التى تواجه التغيرات المناخية والآفات والأمراض النباتية، فضلًا عن أنها سريعة النضج، الذى يؤدى لزيادة إنتاجية الفدان، بما ينعكس على الاقتصاد القومى ويوفر العملة الصعبة.
وذكر أن هناك ١٧ محافظة على مستوى الجمهورية تزرع القطن، ومن المتوقع وصول المساحات المزروعة الفترة المقبلة إلى نصف مليون فدان، مشددًا على أن «مصر لديها سمعة طيبة فى إنتاج الأقطان الملونة، التى تزرع بشكل تعاقدى، ويوجد ٣ طرز وراثية من الأقطان الملونة تزرع بالتعاون مع الشركات العالمية العارضة للأزياء».
وأوضح أن من مميزات الأقطان الملونة أن ألوانها طبيعية ثابتة لا تتغير بفعل الظروف المناخية، وأيضًا تتحمل الإجهاد البيئى ومقاومة للحشرات والأمراض النباتية، لافتًا إلى أن هناك ألوانًا متعددة للقطن، منها الكريمى الغامق والأخضر المزرق والبنى الفاتح والبنى الداكن.
ونوه بأن الأقطان الملونة آمنة جدًا للبشرة والجلد الحساس، والقطن المصرى يعطى أعلى نسبة غزل فى العالم، وهى «١٢٠ و٨٠»، بينما نسبة الغزل على مستوى العالم هى «٣٠ و٦٠»، ولفت إلى أن الأقطان الملونة لا تحتاج إلى الأصباغ الصناعية، ولذلك فهى توفر ٦٠٪ من تكاليف الإنتاج أو المنسوجات، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن لعام ٢٠٢٣، لدينا سبع محافظات تتصدر زراعة القطن طويل التيلة، وهى: كفرالشيخ «١٠٣.٥ ألف فدان» والدقهلية «٥٦.٣ ألف فدان» والشرقية «٥٥.١ ألف فدان» والبحيرة «٢٠ ألف فدان» والفيوم «١٤.٦ ألف فدان» والغربية «١٤.٣ ألف فدان» وبنى سويف «٨ آلاف فدان».
ونصح المزارعين والمرشدين بالجمعيات الزراعية باتباع السياسة الصنفية طبقًا للمراكز داخل المحافظات، حتى تتحقق أعلى إنتاجية من الفدان تصل لأكثر من ١٦ قنطارًا للفدان، وقال: «الأصناف جيزة ٨٦/٩٤/٩٦/٩٧ لا يجب زراعتها فى الوجه القبلى ولا يجوز زراعتها بجميع المحافظات، حتى نحقق الهدف الأساسى من تطبيق السياسة الصنفية، وذلك طبقًا للقرار الوزارى الخاص بالسياسة الصنفية بمحافظة الإسكندرية»، موضحًا: «الصنف جيزة ٨٦ يجب أن يزرع فى البحيرة والنوبارية طبقًا للسياسة الصنفية، والصنف جيزة ٩٦ يفضل أن يزرع فى محافظة كفرالشيخ، والصنف جيزة ٩٤ يزرع فى كفرالشيخ والغربية، ولا يزرع فى المحلة والشرقية وبورسعيد والإسماعيلية والدقهلية، والصنف جيزة ٩٧ من الأصناف الحديثة، ويزرع فى المنوفية والقليوبية والغربية، عدا المحلة، والصنف جيزة ٩٥ يفضل أن يزرع فى الوجه القبلى كاملًا».