اختتم طلاب الصف الثالث الثانوي "العلمى، والأدبي، ومدارس المتفوقين"، أمس، امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني، للعام الدراسي الحالي 2022 /2023.

وقال مصدر مسئول بديوان عام وزارة التربية والتعليم، إن غرفة العمليات المركزية يومياً كانت ترصد عدد حالات غش إلكتروني من الطلاب، فى محاولة منهم للحصول على إجابات عن أسئلة الامتحانات، على الرغم أنها اختبارات دور ثان.

وشدد المصدر على أن الطلاب الذين يتم كشفهم أثناء محاولات الغش، يتم التحفظ على أجهزة الهواتف المستخدمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم، وتطبيق القرار الوزاري رقم (34) لسنة 2018 بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان، والحرمان منه، والقانون رقم (205) لسنة 2020 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات.

الغش ظاهرة سلبية شديدة التشعب

من جانبه قال، الخبير التربوي عاصم حجازي إن الغش ظاهرة سلبية شديدة التشعب وبقدر تشعبها وارتباطها بأكثر من جانب فهي تحتاج إلى مواجهة شاملة تغطي جميع الجوانب المرتبطة بها والتي تشمل الثقافة والتربية الأخلاقية والدينية والتنشئة الأسرية.

وشدد حجازي لـ"الدستور" على أن ترك وزارة التربية والتعليم وحدها لمواجهة هذه الظاهرة وإلقاء المسؤولية كاملة على النظام التعليمي وترك الوزارة وحيدة في الميدان لن يجدي نفعاً ولن يؤتي ثماره المرجوة بالقضاء على هذه الظاهرة والتي تتطلب للقضاء عليها تضافر جميع الجهود واتباع مجموعة من الإجراءات تتعاون فيها اكثر من جهة.

خطوات القضاء على ظاهرة الغش الإلكتروني 

وعدد الخبير التربوي بعض الإجراءات التي قد تساعد في القضاء على تلك الظاهرة:

1 - إجراء تعديلات تشريعية تقضي بتغليظ العقوبات على كل من المعلم والطالب وولي الأمر الذي يشارك بأي شكل في تسهيل أعمال الغش أو الشروع فيه, ومنح المزيد من الصلاحيات للمسؤولين لاتخاذ إجراءات سريعة لمكافحة الغش حسبما تقتضي الظروف.

2 - تبني حملة قومية لمكافحة الغش تتضمن قوافل توعوية تجوب القرى والأحياء والمدن تضم بين أعضائها رجال الدين الإسلامي والمسيحي وقادة الفكر وتربويين ورجال أعمال وخبراء وشخصيات عامة للتوعية بمخاطر الغش وأضراره على المجتمع والفرد.

3 - إعداد أعمال فنية تضم مختلف أنواع الفنون تتضمن رسائل للتنفير من الغش ومكافحته.

4 - العمل على توفير مناخ تعليمي جاذب للطلاب والمعلمين داخل المدارس ويتحقق ذلك من خلال مزيد من الاهتمام بالأنشطة والهوايات ومزيد من التحفيز والتشجيع لكل من المعلم والطالب ويعطي مساحة أكبر للبعد الإنساني، ويتضمن محتوى شيق وممتع يتم عرضه بطريقة جذابة تحتوى على قدر مناسب من الإثارة والتشويق.

5- تحديث طرق التقويم والاهتمام بالتقويم التكويني أو المستمر والاعتماد على أكثر من محك للتقويم وليس الاختبارات التحصيلية فقط.

6- نشر ثقافة العمل الحر والتي تتطلب بالضرورة امتلاك مهارات حقيقية يجب تعلمها واتقانها وليس اجتيازها بالغش وهو ما يعطي للطالب ثقة كبيرة في نفسه ويفتح أمامه أبوابا كثيرة للنجاح تجعله يفكر في التعلم واكتساب المهارات أكثر من التفكير في الغش.

7- ربط موضوعات التعلم بحياة الطالب والاهتمام بالتطبيق والممارسة.

8- زيادة الاهتمام بالجرعة الدينية التي تقدم في المدارس وتطوير مناهج التربية الدينية وإعطائها مساحة أكبر لأهمية هذا الجانب في تكوين اتجاهات رافضة للغش.

9- إشراك الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين في أنشطة مختلفة ومتعددة داخل المدارس لمكافحة الغش، فإن الممارسة والتكرار والانغماس في مثل هذه الأنشطة يعمل أيضا على تكوين اتجاهات رافضة للغش ويجعل الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور أقل ميلا نحو ممارسة هذا السلوك وأكثر رفضا له.

10 - فتح قنوات للتواصل بشأن الغش للتبليغ عن الحالات والإدلاء بمعلومات وتبصير الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بهذه الطرق ويمكن مثلا الاستعانة بخط ساخن أثناء انعقاد الامتحانات يتم الإبلاغ عن أي حالة غش بالاتصال عليه، بالإضافة إلى تطوير أجهزة المراقبة داخل اللجان وفي محيط المدارس أثناء انعقاد الامتحانات.