شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، عبر الوسائل الافتراضية، في القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات تجمع “البريكس”، التي انعقدت بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الرئيس الدوري للتجمع، لبحث المستجدات الدولية الراهنة، وتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء في مواجهة التحديات المتسارعة التي تواجه العالم، خاصة الدول النامية.
وخلال كلمته، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره الرئيس البرازيلي على دعوته لعقد القمة، مؤكدًا أن المشهد الدولي يشهد ازدواجية في المعايير وانتهاكًا لأحكام القانون الدولي، الأمر الذي يقوض السلم والأمن الدوليين ويضعف فاعلية العمل المشترك.
وأكد الرئيس أن ذلك يستدعي إصلاحًا عاجلًا لمؤسسات العمل الدولي، على رأسها مجلس الأمن، مشددًا على ضرورة إلغاء حق النقض "الفيتو" الذي أصبح أداة تعطل دوره في حفظ الأمن والسلم العالميين.
وأشار الرئيس إلى أن تداعيات الوضع الدولي انعكست سلبًا على النمو الاقتصادي وحركة التجارة الدولية، وزادت من أعباء الدول النامية، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين دول بريكس في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة والابتكار، وتوسيع التعاون المالي باستخدام العملات المحلية، فضلًا عن تكثيف التنسيق لإصلاح النظام المالي العالمي وتخفيف أعباء الديون.
في سياق متصل، تطرق الرئيس السيسي إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدًا رفض مصر القاطع محاولات تهجير الفلسطينيين أو فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة، ومشددًا على تمسك مصر بحل الدولتين كخيار عادل ودائم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما استعرض الرئيس جهود مصر المتواصلة لوقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى خطة مصر الشاملة لإعادة إعمار القطاع، التي حظيت بتأييد عربي ودولي واسع، وإلى عزم القاهرة استضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار فور التوصل إلى اتفاق للتهدئة.
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد أن القمة تمثل فرصة لتعزيز العمل الجماعي بين دول بريكس، بما يرسخ السلم والاستقرار، ويحقق التنمية المستدامة لشعوب العالم في ظل نظام دولي أكثر عدالة وتوازنًا