«رسالة لشبابنا: أسعي وفكر ولازم تبقي فاهم إن فيه ترتيب لربنا، وده ليه وضع تاني خالص، لكن أسعي»، كانت هذه إحدى رسائل الكاتب الراحل إبراهيم حجازي الذي وافته المنية اليوم متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، للشباب المصري، يحثه فيه على العمل الدؤوب والسعى حتى يحقق أحلامه على أرض مصر التي تتسع للجميع. هذه الرسالة وغيرها لم تكن مجرد عبارات إنشائية بل خلاصة خبرة سنوات للكاتب الكبير، الذى تحول مسار حياته، بعد أن حال التجنيد وقضاء الخدمة العسكرية في صفوف الجيش المصري بينه وبين أن يعملفي وظيفة معيد بالجامعة بعد تخرجه، خلال الفترة التى أعقبت حرب 6 يونيو1967، حينها خضع إبراهيم حجازي لتدريب سريع ثم نُقل إلى مركز تدريب أنشاص، الخاص بالقوات الخاصة، ليكون الكاتب الكبير على موعد مع البطولة في صفوف القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973، وهو ما منحه تجربة حياة ثرية، ومكنه من أن يقدم شرحا وافيا عن نصر أكتوبر الذى كان يصفها بأنها أعظم حدث فى تاريخ الأمة العربية.
محطات في حياة إبراهيم حجازي
تخرج إبراهيم حجازى فى المعهد العالى للتربية الرياضية بالهرم عام 1967، ثم التحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، وفاز بجائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة المكتوبة عام 1985، ونجح فى تأسيس مجلة الأهرام الرياضى فى يناير 1990، وأصبح رئيس تحرير المجلة لمدة 17 عاما، وكان لـ «حجازى» تجربة تلفزيونية متميزة من خلال تقديمه عدة برامج، كان أبرزها البرنامج الشهير «فى دائرة الضوء»، كما كان صاحب اهتمام دائم بالرياضة ويُنسب له الفضل فى تنظيم مؤسسة الأهرام بطولات رياضية فى المناطق الأثرية والسياحية، فضلا عن مقاله بعنوان «خارج دائرة الضوء» فى عدد الجمعة بجريدة الأهرام والذى واظب على كتابته لمدة 22 سنة.
شعبية إبراهيم حجازي
ويحظى الكاتب الصحفى إبراهيم حجازى، بشعبية كبيرة وعلاقات طيبة فى الوسط الرياضى والإعلامى، حيث علم أجيال عديدة من الصحفيين الذين تتلمذوا على يديه، ومؤخرا عُين بقرار جمهوري كعضو في مجلس الشيوخ، حتى وافته المنية اليوم متأثرا بفيروس كوفيد 19.
رؤيته لمستقبل الصحافة
وعن حبه وتعلقه بالصحافة ورؤيته لمستقبلها، كان يقول «حجازي»: «الإعلام فى مختلف صوره، الصحافة المكتوبة أو الإعلام المرئى والمسموع، أصبح له شريك أساسى هو السوشيال ميديا بما لها من تأثير كبير، حيث إنها ظهرت فى الوقت الذى حدث فيه تراجع للصحافة وارتفاع أسعار الورق والطباعة، والصحافة تعانى لأسباب كثيرة، ولا يمكن أن نلقى اللوم فقط على الصحفيين أو المشتغلين بالمهنة لأن ما حدث للصحافة أمور خارجة عن إرادة الصحفيين، والصحافة لن تندثر وقيمتها مستمرة، فهناك أزمة فى القراءة بشكل عام واللغة العربية فى خطر، ولو استمر الحال هكذا خلال 10 أعوام ستكون اللغة العربية تُسمع فقط ولا تُكتب».
وشجع الراحل الكبير على توسيع دائرة ممارسة الرياضة باعتبارها حقاً دستورياً، مؤكدا أن القيادة السياسية حريصة على الاهتمام بصحة الأطفال وتشجيعهم على ممارسة الرياضة بعد أن تلاحظ زيادة الوزن لكثير من الأطفال نتيجة العادات الغذائية الخاطئة.