أكد تقرير أمريكي، أن أوكرانيا بدأت فعليا استخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي بعد الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي جو بايدن والدول الأوربية.
وقالت شبكة "CNBC" الأمريكية إن مسؤول أوكراني ألمح يوم الاثنين إلى أن كييف ضربت نظامًا صاروخيًا داخل روسيا باستخدام أسلحة غربية، بعد أيام فقط من موافقة العديد من حلفاء أوكرانيا، بما في ذلك الولايات المتحدة، على الاستخدام المحدود لها.
وأوضحت الشبكة أن هذا القرار جاء بعد أشهر من الضغط لتجاهل التهديدات من الكرملين ورفع القيود، والتي قالت أوكرانيا إنها أعاقت جهودها الدفاعية، حتى مع تكرار مسؤولي الرئيس فلاديمير بوتين لتحذيراتهم، أشارت أوكرانيا إلى أنها ربما ضربت عمق روسيا بأسلحة غربية، مما ترك المراقبين يتساءلون عما قد يعنيه ذلك للحرب الأوسع.
ونشرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريششوك يوم الاثنين عبر تطبيق تيليجرام صورة لشاحنة عسكرية محترقة قائلة " "إن صاروخ روسي من طراز S-300 يحترق على الأراضي الروسية، مشيرة إلى أن هذه هي الضربة الأولى بعد الإذن باستخدام الأسلحة الغربية على أراضي العدو، لكن تم حذف المنشور لاحقا.
ووفق الشبكة الأمريكية لم تقدم فيريشتشوك أي تفاصيل حول مكان إصابة النظام الصاروخي المزعوم في الأراضي الروسية أو متى، كما لم تحدد ما إذا كانت الأسلحة المستخدمة في الضربة قد تم توفيرها من قبل الولايات المتحدة.
وقالت الشبكة إن بعض المدونين العسكريين الروس المؤثرين نشروا أيضا يوم الاثنين صور متداولة عبر الإنترنت لنظام S-300 الروسي الذي يُزعم أنه أصيب في منطقة حدود بيلغورود وقد تطابقت إحدى الصور مع صورة فيريشتشوك.
كما أشار معهد دراسة الحرب في تقريره اليومي إلى أن القوات الأوكرانية ضربت بطارية دفاع جوي روسية من طراز إس-300/400 في منطقة بيلغورود"، وكان على الأرجح من خلال نظام صواريخ مدفعية عالية الحركة هيمارس الأمريكية (HIMARS) يوم السبت أو الأحد.
وأضافت الشبكة أنه لم يكن هناك رد فعل فوري من الكرملين على إدعاء فيريششوك، لكن “بوتين” حذر الأسبوع الماضي من أن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تلعب بالنار وتخاطر "بالصراع العالمي" بالسماح لأوكرانيا باستهداف الداخل الروسي.
هل ترد روسيا بالنووي على استخدام الأسلحة الغربية في أوكرانيا؟
ومنذ ذلك الحين، ردد عدد من المسؤولين الروس هذه التحذيرات، بما في ذلك التهديد بالانتقام النووي.
وقال مايكل كلارك، الأستاذ الزائر لدراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، لشبكة "NBC" الأمريكية "إن روسيا ملزمة بإظهار قدرتها على القيام بذلك الآن كما ان نظام إس-300 هدف عسكري مشروع"، مشيرا إلى أن موسكو من المرجح أن تحاول إيجاد بعض الطرق غير العسكرية الأخرى للانتقام من دول حلف الناتو، بما في ذلك التخريب.
وأضاف: "لا يزال الرد النووي مجرد ذريعة، رغم أنهم سيستمرون في الحديث عنه لتخويف الجميع".
وقال مسؤولون أمريكيون لشبكة "NBC" إن تخفيف بايدن للقيود لا ينطبق إلا على بعض الأسلحة الأمريكية وفي منطقة خاركيف فقط.
كان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أعلن يوم الاثنين أن الإدارة ستعقد "محادثات" مع كييف بشأن تخفيف القيود بشكل أكبر، بعد أن اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن التحول في السياسة الأمريكية لا يزال غير كافٍ.
وقال ميكولا بيليسكوف، زميل الأبحاث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، وهي مجموعة بحثية حكومية، إن الضربات ضد الأهداف العسكرية على الأراضي الروسية، مثل تلك التي أعلنت عنها فيريششوك، ستجعل دفاعات أوكرانيا "أكثر استباقية ومرونة"، مما يساعد على استقرار الخطوط الأمامية.
وتابع بيليسكوف: "الكرملين يخادع عندما يهدد بالأسلحة النووية"، مضيفًا أن كسر المحظور النووي ردًا على مثل هذه الضربات سيكون من الصعب على الكرملين بيعه لجمهور دولي أوسع.
وتابع "نأمل أن يصبح هذا حافزًا إضافيًا لإزالة القيود المفروضة على استخدام منظومات صواريخ ATACMS، وهو ما سيكون مفيدًا للغاية في الضربات على المطارات الروسية في المناطق الحدودية".