وحسب ما سرب المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، فقد طرح المستشارون العسكريون لترامب، ثلاثة خيارات لمحاسبة الرئيس السوري، بشار الأسد، ونظامه على الهجوم الكيماوي الذي تقول واشنطن إن طائرات القوات الحكومية شنته على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الثلاثاء الماضي، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين.
وذكر المسؤولون أن الاجتماع عقد في منتجع بفلوريدا قبل لقاء ترامب مع الرئيس الصيني، وحضره مستشار الأمن القومي الأميركي، إتش.آر ماكماستر، ووزير الدفاع جيم ماتيس، اللذان عرضا ثلاثة خيارات سرعان ما تقلصت إلى اثنين: قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشعيرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التي نفذت الهجوم بالغاز السام، وهو ما اعتمد أخيرا.
أما الخيار الثالث الذي استبعد وكان قد طرح على ترامب في لقاء سابق عقد الثلاثاء بعد وقت وجيز على الهجوم الكيماوي، فكان، حسب ما نقلت رويترز عن مسؤول شارك في اللقاء الحاسم، هو الأكثر قوة، ويسمى بضربة "قطع الرأس"، على قصر الأسد الرئاسي الواقع إلى الغرب من وسط دمشق.
بيد أن المعلومات التي قدمها مسؤولو المخابرات ومستشارو ترامب العسكريون في اليوم التالي أي الأربعاء، التي تؤكد أن الاستخبارات رصدت طائرة سوخوي-22 المقاتلة التي نفذت الهجوم الكيماوي وهي ترابط في قاعدة الشعيرات الجوية، دفعت ترامب إلى استبعاد "قطع الرأس" وقصف قواعد جوية عديدة، ليحسم موقفه يوم الخميس.
وفي اجتماع فلوريدا، أبلغهم ترامب بالتركيز على الطائرات العسكرية في الشعيرات، لتطلق بعدها بساعات السفينتان الحربيتان "بورتر" و"روس"ن من شرق المتوسط، 59 صاروخ على القاعدة الجوية، موقعة، وفق بيان لاحق للبنتاغون، أضرارا كبيرة ومدمرة بطائرات حربية عدة للنظام السوري التي كانت مرابضة على أرض المطار.
واللافت أن الخيارات التي طرحت للنقاش، ولاسيما العسكرية وعلى رأسها "قطع الرأس"، كانت معدة قبل أن يتولى ترامب السلطة، إلا أنها بقت مركونة على الرف في عهد سلفة باراك أوباما الذي بات اليوم متهما بانتهاج سياسة متراخية إزاء الأسد، الأمر الذي قد ساهم، وفق ترامب نفسه، في تشجيع النظام السوري على شن الهجوم الكيماوي في 4 أبريل الجاري.