من المقرر أن يسحب الجيش الأمريكي العشرات من قوات العمليات الخاصة من تشاد في الأيام المقبلة، مما يمثل ثاني انتكاسة كبيرة للجهود الأمنية ومكافحة الإرهاب الأمريكية في غرب ووسط أفريقيا في الآونة الأخيرة. ويأتي هذا القرار في أعقاب خطوة مماثلة لسحب أكثر من 1000 جندي أمريكي من النيجر.
وفقا لنيويورك تايمز، تأتي عمليات الانسحاب استجابة لمطالب الحكومات الأفريقية بإعادة التفاوض بشأن الشروط التي يعمل بموجبها الأفراد العسكريون الأمريكيون في بلدانهم، حيث تسعى تشاد والنيجر إلى الحصول على شروط أكثر ملاءمة لمصالحهما.
جاء قرار تشاد بسحب المستشارين العسكريين الأمريكيين بسبب رسالة من الحكومة التشادية اعتبرتها الولايات المتحدة بمثابة تهديد لإنهاء اتفاقية أمنية مهمة. وفي حين أن الرسالة لم تأمر الجيش الأمريكي بشكل مباشر بمغادرة تشاد، إلا أنها خصت بالذكر فرقة عمل للعمليات الخاصة تعمل من قاعدة عسكرية تشادية، والتي تعمل كمركز حيوي لتنسيق التدريب العسكري الأمريكي وتقديم المشورة للمهام في المنطقة.
ويُنظر إلى الانسحاب من تشاد على أنه قد يكون مؤقتا، في انتظار نتيجة المفاوضات الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق جديد. وعلى عكس المغادرة من النيجر، هناك أمل في أن يعود المستشارون العسكريون الأمريكيون إلى تشاد إذا أمكن التوصل إلى اتفاق جديد بشأن وضع القوات.
وكانت تشاد شريكًا أمنيًا رئيسيًا للولايات المتحدة، لا سيما في الجهود المبذولة لمكافحة جماعات مثل بوكو حرام في حوض بحيرة تشاد. وبينما تحتفظ فرنسا بوجود عسكري أكبر في تشاد باعتبارها قوة استعمارية سابقة، اعتمدت الولايات المتحدة أيضًا على البلاد للتعاون الأمني.
بشكل عام، يمثل انسحاب الأفراد العسكريين الأمريكيين من تشاد تطورًا مهمًا في سياسة الأمن الأمريكية ومكافحة الإرهاب في إفريقيا، مما يعكس الديناميكيات المتغيرة والأولويات المتطورة للحكومات الإفريقية في شراكاتها الأمنية.