سلطت صحف عبرية الضوء على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل، التى بدأت مساء أمس حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، معتبرة أنها رسالة حادة لإسرائيل والولايات المتحدة، مفادها بأن طهران قادرة على الوصول إلى قلب إسرائيل.
وأكدت الصحف العبرية أنه رغم عدم تسبب هذه الهجمات فى خسائر مادية، لكنها حققت نجاحات معنوية لإيران، فى مقابل خسائر اقتصادية ومعنوية لإسرائيل، واصفة الهجوم بـ«المعقد»، لمشاركة حلفاء إيران به، فى اليمن ولبنان والعراق
وذكرت صحيفة «معاريف» أن الهجوم الإيرانى كان بمثابة رسالة حادة لإسرائيل، مفادها بأن الرد على الهجمات التى استهدفت القنصلية الإيرانية فى دمشق سيكون قويًا للغاية.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه لأول مرة فى التاريخ بدأت إيران مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وأطلقت نحو ١٠٠ صاروخ باليستى باتجاه تل أبيب، جرى اعتراض الغالبية العظمى منها، معتبرة أن «الهجمات كانت بمثابة رسالة ليس أكثر، حول قدرة إيران على الوصول إلى إسرائيل».
وأكدت أن إسرائيل بالتعاون مع حلفائها الغربيين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، نجحت فى التصدى للغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية، وإسقاطها خارج حدودها.
وأشارت إلى أن التليفزيون الإيرانى نشر صورًا ومقاطع فيديو، وقال إنها لـ«الهجوم الإيرانى على إسرائيل»، لكن بعد ذلك اتضح أنها صور وفيديوهات قديمة لحريق فى تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
وسلطت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الضوء على خروج آلاف الإيرانيين إلى شوارع بلادهم، فى وقت مبكر من أمس الأحد، لإظهار دعم الهجوم غير المسبوق بطائرات بدون طيار وصواريخ، ضد العدو اللدود إسرائيل.
وأضافت أن المتظاهرين المؤيدين للحكومة الإيرانية هتفوا، فى ساحة «فلسطين» بالعاصمة طهران: «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمريكا»، بعد وقت قصير من إعلان «الحرس الثورى» عن إطلاق عملية «الوعد الصادق».
وأشارت إلى الكشف عن لوحة جدارية تقول: «الصفعة القادمة أشد قسوة»، فى ساحة «فلسطين»، إلى جانب لافتة ضخمة باللغة العبرية تدعو الإسرائيليين إلى «الاحتماء»، فضلًا عن تلويح المتظاهرين بالأعلام الوطنية الإيرانية والفلسطينية، إلى جانب لافتات كتب عليها «نصر الله قريب».
وعلقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنه «بعد أسبوعين من التهديدات، اكتفت إيران بإثارة الذعر فى إسرائيل، ويبدو أن الإيرانيين خائفون أيضًا من الأحداث، ويريد بعضهم تجنب حرب شاملة، لكن يطالب آخرون برد مناسب أقوى من الهجمات السابقة».
وأشارت إلى أن «سكان إيران تابعوا التراشق بين إسرائيل وبلادهم، ويرغب بعضهم فى تجنب حرب ويطالبون بالهدوء، فيما يطالب آخرون برد مناسب على هجوم دمشق، أقوى من الهجمات السابقة».
واعتبرت صحيفة «إسرائيل هيوم» أن «إيران تمارس حربًا نفسية واقتصادية على إسرائيل، فإلى جانب إطلاق أكثر من ٣٠٠ صاروخ وطائرة مُسيرة، استولت على سفينة شحن مملوكة لعائلة إسرائيلية، بالقرب من مضيق هرمز، لإرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية، بأنها تسيطر على الممر الملاحى فى الخليج العربى، ولن تتردد فى استغلاله».
وأضافت الصحيفة العبرية أن «إيران هددت الولايات المتحدة أيضًا، عبر وسطائها فى سويسرا، بأن أى مشاركة لواشنطن فى الضربات المتوقع أن تنفذها إسرائيل، ستُلحق الضرر بكل قواعدها فى الشرق الأوسط».
وواصلت: «فى الوقت الحالى، واستنادًا إلى الرسائل المنشورة نيابة عن الولايات المتحدة، والتى تدعو إلى عدم الرد، قد تشعر إيران بالرضا، بعدما أظهرت قوتها، من خلال إطلاق العشرات من الصواريخ الباليستية ومئات الطائرات بدون طيار على إسرائيل، مع سقوط شظايا على قاعدة نيفاتيم الجوية»، معتبرة أنه «يتعين على إسرائيل الرد على الهجمات الإيرانية، من خلال اقتحام مدينة رفح الفلسطينية، والقضاء على حركة حماس».
وأضافت الصحيفة الاقتصادية العبرية «بعد الهجمات الإيرانية، تدرك الولايات المتحدة جيدًا أن مثل هذا التصعيد يجب أن يتوقف، عن طريق الدبلوماسية وليس الحرب»، لافتة إلى أنه «على مدار ٤٠ عامًا تجنبت إسرائيل وإيران أى مواجهات مباشرة، وكانتا تكتفيان بالحرب بالوكالة، واستمرتا بالتظاهر بأنه لا نية على الإطلاق لأى صراع مباشر».
وواصلت: «لكن منذ ليلة السبت تغيرت هذه المعادلة أو انتهت، بعدما أظهرت الهجمات الإيرانية أنه يمكن تجاوز الخطوط الحمراء، وشن هجمات مباشرة، وكشفت إيران عن امتلاكها أسلحة قادرة على الوصول إلى إسرائيل، وأنها يمكنها تغيير ميزان القوى فى الشرق الأوسط».