تفاقمت حدة الأزمة بين إسرائيل وحزب الله لتهدد بصراع واسع النطاق بعد قرابة 9 أشهر من الحرب الإسرئيلية المشتعلة في قطاع غزة، ليتصاعد الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتأمين الحدود الشمالية، فتضعه في مأزق جديد يتمثل في فتح جبهة صراع جديدة قد تكون أشد شراسة من تلك المشتعلة في قطاع غزة.
الحدود تشتعل.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل؟
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتيناهو، اليوم الأربعاء، خلال قيامه بجولة عند الحدود الشمالية مع لبنان، إن إسرائيل مستعدة "لتحرك قوي جدًا" على الجبهة الشمالية.
وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الأزمة بدأت بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث استهدف حزب الله شمال إسرائيل بعدة صواريخ.
فيما كشفت تقارير عبرية، أن حكومة الاحتلال ستبحث، زيادة عدد جنود الاحتياط إلى 350 ألفا بسبب هجمات حزب الله وتوتر الأوضاع في شمال إسرائيل.
ويقول حزب الله، إن هجماته هي دعم للفلسطينيين، وأنها لن تتوقف حتى توقف إسرائيل حربها في غزة، وبسبب ترددها في فتح جبهة ثانية، ردت إسرائيل في البداية على حزب الله بهجمات انتقامية، في محاولة لمعايرة تصرفاتها لتجنب إشعال حرب واسعة النطاق.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تبادل الضربات المحدود بين حزب الله وإسرائيل في بداية الحرب، فقط تصاعد الأمر بشكل كبير خلال الأيام الماضية، لترتفع حدة الأعمال العدائية بقوة، بعد أن زاد حزب الله من هجماته بطائرات بدون طيار وصواريخ، وأصاب منشآت عسكرية إسرائيلية مهمة، وكثفت إسرائيل أيضًا هجماتها، واستهدفت مواقع حزب الله في عمق وادي البقاع بجنوب لبنان، بالإضافة إلى كبار المسؤولين العسكريين في الجماعة.
وتابعت أنه بدون وقف إطلاق النار في غزة واتفاق لاحق مع حزب الله يلبي متطلبات إسرائيل، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن الهجوم أمر لا مفر منه.
وقال بيني جانتس، الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، إن إسرائيل ستعيد السكان إلى شمال إسرائيل بحلول الأول من سبتمبر - عند استئناف المدارس - إما "من خلال صفقة مع حزب الله أو من خلال التصعيد".
مسيرات وصواريخ حزب الله تشعل شمال إسرائيل
وأضافت الصحيفة، أن ضربات حزب الله تسببت في حرائق ضخمة في شمال الإسرائيل، بسبب الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار، منذ يوم الأحد الماضي، واحتوى الاحتلال الحرائق في الغابات بنسبة كبيرة بحلول صباح يوم الثلاثاء الماضي، ولكن الأمر تسبب في وقوع إصابات بشرية.
وقال إيتامار بن جفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف: "إنهم يحترقون هنا، نحن بحاجة إلى حرق جميع معاقل حزب الله وتدميرها".
وأضافت الصحيفة، أنه في ظل تصاعد الصراع، تعمل الولايات المتحدة وفرنسا على وضع الخطوط العريضة لحل دبلوماسي للصراع، من خلال رحلات مكوكية بين إسرائيل ولبنان منذ أشهر.
وتهدف المحادثات إلى نقل قوات حزب الله لمسافة تزيد عن ستة أميال شمال إسرائيل، عبر نهر الليطاني، ويمكن أن يؤدي تدفق الجيش اللبناني أو القوات الدولية إلى المنطقة إلى طرد مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية، وفقًا لدبلوماسيين مطلعين على الأمر، وسوف تتفاوض إسرائيل ولبنان أيضًا بشأن النزاعات الحدودية القائمة مسبقًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن سحب القوات من شأنه أن يبقي حزب الله خارج نطاق الصواريخ المضادة للدبابات للمجتمعات الإسرائيلية ويمنع التهديد المتمثل في أن حزب الله قد ينفذ تهديده الذي طال أمده بغزو شمال إسرائيل واحتلاله.
ويقول العديد من الإسرائيليين من شمال إسرائيل إن وقف إطلاق النار ليس كافياً لإعادتهم إلى منازلهم.
وقال جيورا زالتز، رئيس المنطقة الإقليمية الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان، إن التهديدين الرئيسيين اللذين يخشاهما ناخبوه هما غزو على غرار حماس لأراضيهم من قبل قوات الرضوان النخبوية التابعة لحزب الله والصواريخ المحمولة على الكتف التي لا تستطيع إسرائيل اعتراضها بسهولة، ويتطلب التخفيف من مخاوفهم دفع قوات حزب الله وأسلحته عدة أميال إلى داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما قال زالتز إنه يتطلب إما حلاً دبلوماسياً قابلاً للتنفيذ أو عملاً عسكرياً.
حزب الله يتمسك بوقف حرب غزة
ويقول حزب الله، وهو أيضًا حزب سياسي قوي في لبنان، إنه لن يوافق على أي اتفاق دبلوماسي مع إسرائيل حتى تتوقف الحرب في غزة.
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من الدفعة الجديدة التي بذلها الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة للوصول إلى هناك، وتقول إسرائيل إنها ستواصل القتال في غزة عند مستوى ما حتى نهاية العام.
وقال حسن فضل الله، عضو الكتلة النيابية لحزب الله، إن الرسالة الرئيسية وراء عمليات حزب الله هي أن الجماعة مستعدة لحرب واسعة النطاق مع إسرائيل وستقاتل دون أي قواعد أو حدود.
وأضاف: "لقد طالبنا بوقف إطلاق النار في غزة ولا ننوي توسيع الحرب، لكن إذا قرر نتنياهو توسيع الحرب، فلن يكون الأمر مجرد نزهة في الحديقة"، في إشارة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويقول العديد من الإسرائيليين من الجزء الشمالي من البلاد إنهم لا يثقون في التزام حزب الله بأي اتفاق، ويريدون بدلاً من ذلك أن تقوم إسرائيل بإزالة القرى اللبنانية القريبة من الحدود، حيث يعيش مقاتلو حزب الله ويمكن أن يعودوا تحت ستار المدنيين، وإلا، كما يقولون، فإن الكثيرين لن يعودوا إلى منازلهم.