
مأساة جديدة يعيشها المصريون بسبب الهجرة غير الشرعية بعد وفاة ما لا يقل عن 13 ضحية غرقًا في مياه البحر المتوسط جهة السلوم حيث كانوا في طريقهم إلى ليبيا، بعد أن أُجبروا على الصعود إلى مركب الموت بقوة السلاح على غير ما اتفق عليه.
وسلم مستشفى مطروح العام الأسبوع الماضي جثامين 7 ضحايا إلى ذويهم ليتم نقلهم إلى محافظاتهم المختلفة، فبعد إخراج الجثث نقلت إلى ثلاجة الموتى بمستشفى مطروح العام ولم ينقلوا إلى مستشفى السلوم. ووُزعت الجثث بواقع 4 من محافظة سوهاج وجثة من البحيرة و2 من محافظة الفيوم.
وبالأمس اُستخرجت 6 جثث من البحر قبالة السلوم، بواقع 4 من محافظة الفيوم، وجثة من محافظة البحيرة وأخرى من محافظة مطروح.
أحد الناجين لـ«الوطن»: صعدت «مركب الموت» بعد تهديدنا بالسلاح
«مبنمش الليل وممتش جسديًا لكني مت نفسيا».. هكذا تحدث «رمضان» أحد الناجين من المأساة، لـ«الوطن» عن ما لحق به بعد تعرضه لتجربة من أسوأ ما يمكن أن يقابله كما تحدث هو، وقال الناجي: «الهجرة غير الشرعية كان قرارًا خاطئًا لكن ما حدث أننا كنا ننوي الوصول إلى ليبيا بالتسلل عبر الصحراء برًا، لكن كانت المفاجأة أنه بعد وصولنا إلى السلوم وتخطي منطقة الوديان قرب الحدود مع ليبيا، أتى لنا المهربون بمركب وطلبوا منا الصعود عليه، حيث سيتم نقلنا إلى ليبيا عبر البحر، وهذا على غير اتفاقنا».
وأضاف «رمضان»: «رفضت بشدة الصعود إلى المركب لأنه كان بغير اتفاقنا، والأمر الثاني أن العدد الإجمالي لما سيحمله المركب سيكون نحو 55 فردا بينما المركب الذي أتى إلينا لم يكن يتحمل حتى 10 أفراد، إلا أنه أمام رفضي ورفض آخرين رفع علينا أحد المهربين ويبدو من لهجته أنه ليبي سلاح ناري وقام بشد أجزاءه في تهديد صريح بالقتل، الأمر الذي دفعنا جميعا عن عدم قناعة مجبرين لركوب المركب».كنا مختطفون على «مركب الموت»وقال «رمضان»: «هذا الأمر يعني أننا كنا مختطفين، وهؤلاء المهربون لا يهمهم إلا المال، وبعد أن ركبنا المركب لم يمض نحو 3 دقائق تقريبًا حتى بدأ المركب ونحن على بعد نحو 2 كم من البر يتقلب يمينًا ويسارًا، وشعرنا جميعًا أن المركب سيغرق وهو ما حدث بالفعل وانقلب المركب بنا».«كنت أسبح وأنا أردد الشهادتين».. هكذا تابع «رمضان» حديثه: «رأيت أصحابي يموتون أمامي منهم شاب صغير كان معي عمره 16 سنة وآخر عمره 14 سنة، قفزت في تجاه معاكس لاتجاه انقلاب المركب للابتعاد عن زحام من سقطوا منه وأخذت أسبح وأردد الشهادتين لا أرى إلا السماء والبحر حتى أكرمني الله ووصلت إلى البر لكن بعدما رأيت الموت بعيني».
مصدر بالهلال الأحمر الليبي: حوادث الهجرة غير الشرعية تتكرر بصور مختلفةفي هذا السياق، قال مصدر بالهلال الأحمر الليبي إن عمليات الهجرة غير الشرعية التي تأتي إلى ليبيا واحدة من أسوأ الظواهر التي تفاقمت خلال السنوات الماضية، بطبيعة الحال في ظل حالة الفراغ الأمني التي تشهدها البلاد لنحو 10 سنوات.وأضاف، طالبًا عدم ذكر اسمه: «بات العثور على جثث مهاجرين غير شرعيين أمرا معتادا، إما غرقا أو بعضهم يموتوا في الصحراء، أو بعضهم يموتوا بالتعذيب من قبل المهربين».وقال المصدر: «هناك جهود كبيرة مبذولة ونصائح للتوعية بخطورة هذه المغامرة التي تعرض حياة المهاجرين للخطر لكن تبدو الاستجابة ضعيفة».