
من الثامنة صباحًا حضر عشرات من "أبناء مبارك" أمام بوابة مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس. بلافتات تحمل صورته وكلمات الوداع وأعلام مصر، جاءوا برغبة واحدة هي توديع الراحل، غير أنه مع حلول العاشرة والنصف صباحًا تبدل الحال. تقلصت المساحة التي يقفون فيها، أبعدتهم قوات الأمن عن بوابة المسجد بعدة أمتار، بات مشهد البوابة بعيدًا، فيما وضعت الحواجز لمنعهم من التقدم.
ارتباك حل على الحاضرين، همهمات واقتراحات بفكرة الرحيل عن المكان إذا لم يتسنَ لهم رؤية الجنازة، اكتسى الجمع باللون الأسود فيما تميز محمد البيطار بجلباب يعلوه كساء بني اللون، ذو لافتة وشعار متعلق بمبارك، وقف الرجل السبعيني في انتظار الجنازة قادمًا من محافظة الدقهلية "مشيت من بيتي الساعة واحدة الصبح عشان أعرف آجي".
تملك الضيق من ملامح البيطار كونه لا يعلم حاليًا مصير الجنارة "أنا جاي وطمعان أني أصلي عليه في الآخر.. موقفينا ومبيقولولناش معلومة"، فيما يشير إلى أنه يحترم النظام "بس يحترموا مجيتنا برضو ويدخلونا".
كانت سهام محمد داخل محل حلوى حين سمعت بالخبر "أخويا كلمني قاللي مبارك مات". ألغت صاحبة الخمسين عامًا قائمة مشترياتها "جاتلي صدمة روحت البيت فضلت أعيط".
لم تكن السيدة الخمسينية على عهد بالمظاهرات إلا مع فبراير من عام 2011، وبدأت مسيرتها مع مبارك "وروحت وراه المحاكمات كمان".
مساء الأمس ذهبت سهام برفقة العشرات إلى المستشفى حيث يقع جثمان مبارك، فيما جاءت في الثامنة صباحًا لتوديعه "نزلت من بيتنا من بدري سبعة الصبح عشان قالوا هيقفلوا الطريق". كذلك جميع الحضور جاءوا مبكرًا لضمان الوصول.
أمام البوابة الرئيسة تجمع مودعين الراحل، باللافتات وكلمات الوداع، من بينهم سها حجاج التي صممت لافتة خصيصًا من أجل اللحظة، اعتادت السيدة الثلاثينية على تصميم لافتات في كل مرة تنزل لتجمع يخص مبارك "مكنتش أتصور اعمل يافطة موته".
اعتادت سها على شائعات وفاة مبارك "كل مرة بتخض وببقى حاسة إنها إشاعة، بس بخاف عشان صحته مش كويسة"، بالأمس تأكدت بعد عشر دقايق "عرفت إن أبويا مات فعلًا".