تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى أحد الشعانين، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عيد اليوم يقدّم لنا من خلال حالتين مختلفتين جدًّا، ذاك الّذي تشتاق إليه نفوسنا نحن بَني البشر، إنّه "أَجمَلُ بني آدم "، وهو يجذب انتباهنا في كِلتَيّ الحالتين؛ ففي هذه الحالة أو تلك، نحن نرغب فيه ونحبّه، لأنّه في الحالتين هو مخلّص الإنسان.
العظة الاحتفالية في أحد الشعانين
إذا ما نظرنا في نفس الوقت إلى الشعانين وإلى الآلام، نرى الرّب يسوع، من جهة ساميًا وممجّدًا، ومن جهة أخرى مُهانًا ومتألّمًا. ففي الشعانين، ينال الأمجاد الملوكيّة، وفي الآلام نراه معذَّبًا كمجرم. في الشعانين هو محاط بالمجد والشرف، وفي الآلام "لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ". هنا، هو فرح الناس وفخر الشعب؛ وهناك، هو "عارٌ عِندَ البَشَرِ ورَذالةٌ في الشَّعْب" . هنا، يهتفون له: "هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ مَلِكُ إِسرائيل!" وهناك، يصرخون إنّه يستحقّ الموت ويسخرون منه لأنّه قال إنّه ملك إسرائيل. هنا، يركضون نحوه بسعف النخل؛ وهناك، يصفعونه على وجهه بأيديهم ويضربون رأسه بالقصب. هنا، يغرقونه بالمدائح؛ وهناك، يشبعونه من الشتائم. هنا، يتسابقون على فرش طريقه بثياب الآخرين؛ وهناك، يعرّونه من ثيابه الخاصّة. هنا، يستقبلونه في أورشليم كالمَلك العادل والمخلِّص؛ وهناك، يطردونه من أورشليم كمجرم ومحتال. هنا، يمتطي حمارًا، محاطًا بالتكريم؛ وهناك، هو معلّق على خشبة الصليب، ممزَّق بالسياط، ومكبّل بالجراح ومتروك من خاصّته.
فيا أيّها الربّ يسوع، إن ظَهر وجهك ممجّدًا أو مهانًا، فنحن نرى الحكمة تلمع فيه باستمرار. فمن وجهك يشعّ بهاء النور الأبديّ . فليضيء علينا دائمًا "نور وجهك، يا ربّ" في الأحزان كما في الأفراح فأنت فرح الجميع وخلاصهم، أرَأَوكَ راكبًا على الحمار أو معلقًا على خشبة الصليب.