وصف الصحفي الفلسطيني عامر الفرا، من قطاع غزة، يوم اغتيال 7 صحفيين بينهم أنس الشريف بأنه "يوم حزين على الصحفيين الفلسطينيين عامة، وعلى العاملين في قطاع غزة بشكل خاص"، بعد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من الصحفيين أثناء أداء عملهم بالقرب من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
وأوضح الفرا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الهجوم شمل اغتيال المراسلين أنس الشريف ومحمد القيق، إضافة إلى المصورين والمونتير.
وأكد الفرا أن العملية جاءت بعد حملة تحريض واسعة ضد الصحفيين الفلسطينيين، خاصة أنس الشريف، الذي تلقى تهديدات مباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي لثنيه عن مواصلة عمله في تغطية الأحداث ونقل صورة المعاناة الإنسانية في غزة. ورغم ذلك، ظل الشريف صامدًا في شمال القطاع، موثقًا آثار الحرب والمجاعة التي تضرب الفلسطينيين جراء الحصار المشدد منذ أكثر من خمسة أشهر.
وأشار الفرا إلى أن اغتيال الزملاء الصحفيين جاء متزامنًا مع تهديدات إسرائيلية باجتياح مدينة غزة، في محاولة لوقف التغطية الإعلامية وكشف الجرائم بحق المدنيين، إلا أنه شدد على أن هذه المحاولات لن تنجح، قائلًا: "رحل أنس ومحمد، وقبلهما 232 صحفيًا فلسطينيًا، لكن التغطية لن تتوقف، وسنواصل ما بدأوه حتى كشف كل جرائم الاحتلال".
وأضاف أن الصحفيين في غزة يعملون منذ بدء الحرب في ظروف شديدة الصعوبة وبأدوات محدودة، حيث اضطروا للعمل من خيام ومواقع بدائية، ومع ذلك واصلوا نقل الحقائق للعالم.
مطالب من غزة لتوفير الحماية اللازمة للصحفيين الفلسطينيين
وطالب الفرا نقابات الصحفيين والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين، بتوفير الحماية اللازمة للصحفيين الفلسطينيين، مؤكدًا أن مهنتهم قائمة على المهنية ونقل الحقيقة، رغم تجاهل إسرائيل لكل القوانين الدولية التي تكفل حرية عملهم وتنقلهم.
وحول أخطر ما يواجهه الصحفي في غزة، أوضح: “التهديدات، وعدم توفر الحماية، والعمل في ظروف قاهرة مستهدفين من قبل الاحتلال الذي لم يكترث للمواثيق والأعراف الدولية”.
واختتم الفرا بأن الحرب المستمرة أودت بحياة أكثر من 237 صحفيًا فلسطينيًا منذ اندلاعها، في دليل على أن الصحفيين يقفون في "عين الاستهداف" في محاولة لطمس الحقيقة ومنع وصولها إلى العالم.