
كشفت دراسة جديدة أن الأبحاث العلمية تلقى تفاعلًا أكبر على منصة بلوسكاي مقارنةً بمنصة اكس المملوكة لإيلون ماسك، سواء من حيث الإعجابات أو إعادة النشر أو الردود أو حتى الاقتباسات المصاحبة لتعليقات أصلية.
وبحسب تقرير عبر صحيفة “الجارديان” البريطانية الدراسة، التي حللت 2.6 مليون منشور على بليسكي يشير إلى أكثر من 500 ألف مقال علمي خلال عامين ونصف، خلصت إلى أن هذه المنشورات أظهرت مستويات أعلى بكثير من التفاعل ودرجة أكبر من الأصالة النصية مقارنة بما تم رصده سابقًا على X (تويتر سابقًا).
تراجع عدد المستخدمين الناشطين
ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه المنصة الناشئة تقارير عن تراجع في عدد مستخدميها النشطين خلال الأشهر الأخيرة، رغم أنها شهدت طفرة ضخمة في أعداد المشتركين عقب استحواذ ماسك على X وعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
لكن على ما يبدو فإن المجتمع العلمي قد وجد في Bluesky بيئة أكثر ملاءمة، فخلال أغسطس، تضاعف معدل المنشورات اليومية المرتبطة بالعلوم مقارنة بشهر يوليو، وتجاوز بثلاثة أضعاف معدل مارس، وفق ما أظهره تحليل البيانات، رغم أن المنصة لم تكشف عن الأرقام الكاملة.
الفريق البحثي، ومعظمه من جامعة شيفيلد البريطانية، أوضح أن نحو نصف المنشورات العلمية على Bluesky حصلت على ما لا يقل عن 10 إعجابات، فيما تمت إعادة نشر ثلثها 10 مرات أو أكثر، بينما لا تتجاوز النسبة على X 4.4%.
كما ارتفعت معدلات الاقتباسات والتعليقات الأصلية بشكل لافت، حيث لم يقتصر سوى 6.3% من المشاركات على مجرد ذكر عنوان المقال والمجلة، ما يعكس تفاعلًا أعمق.
وقال إر-تي تشنغ، أحد مؤلفي الدراسة:"النقاشات العلمية على Bluesky ليست فقط أكثر أصالة، بل تحظى أيضًا بتفاعل أقوى من X، ما يجعلها بالفعل منصة موثوقة للتواصل العلمي.
وأكثر ما يلفت نظري هو نقاء الحوار العلمي هنا، إذ تكاد منصتي تمتلئ فقط بالباحثين والمجلات، خلافًا للمحتوى المختلط على X."
ورغم أن عدد مستخدمي بليسكي الذي تجاوز 38 مليونًا ما زال أقل بكثير من X، إلا أن مستوى النقاش العلمي المرتفع جاء نتيجة جهود منظّمة لبناء مجتمع أكاديمي مستدام بعد انهيار ما كان يعرف بـ"Science Twitter".
الأكاديمية الأمريكية تارا سي سميث، أستاذة علم الأوبئة، قالت إنها فقدت الاهتمام بـ X بعد تراجع التفاعل وزيادة حسابات الروبوت والمضايقات، رغم امتلاكها سابقًا أكثر من 130 ألف متابع.
وأضافت:"في Bluesky أستطيع خوض نقاشات مفيدة مع خبراء ومهتمين بمجالي، المنصة أصغر كثيرًا لكنها أكثر ملاءمة للحوار العلمي."
أما الباحث في الحفاظ على الأحياء البحرية ديفيد شيفمان فأكد أنه غادر X بسبب انتشار نظريات المؤامرة، معتبرًا أن:"Bluesky ليس أفضل مما كان عليه تويتر في أوجه، لكنه أفضل بكثير مما أصبح عليه الآن."
بينما أشار عالم الأحياء البحرية العميقة أندرو ثالر، الذي يتابعه 38 ألف شخص على بليسكي، إلى أن حجم المنصة الأصغر قد يكون ميزة:"الأهم أن المجتمع العلمي انتقل وواصل نشاطه هنا، وهذا ما يجعل العلم على بليسكي من أفضل ما يقدمه الموقع. شبكة أصغر لا تعني بالضرورة ضعفًا، بل قد تمنح تفاعلًا أعمق."