افتتحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية نيابة عنها الدكتور أحمد كمالي، نائب الوزيرة اليوم، الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للنوع الاجتماعي لمجموعة العمل متعددة الأطراف للبنوك التنموية المعنية بقضايا النوع الاجتماعي للعام 2022 الذي يعقدها البنك بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي، تحت رعاية وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارة التعاون الدولي، والمجلس القومي للمرأة في الفترة من 16 إلى 19 من مايو الجاري بالقاهرة.
وقالت د. هالة السعيد إن القمة تشهد مشاركة رفيعة المستوى، باعتبارها ملتقى تنموي ومنصة للحوار وتبادل الآراء والخبرات بين ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وكذا المنظمات الدولية والإقليمية، والجامعات والمراكز البحثية المتخصصة، والتي تسعى جميعها لتعزيز التعاون لإيجاد الحلول والمعالجات لقضايا المساواة بين الجنسين.
وأشارت السعيد إلى ما يشهده العالم من متغيرات اقتصادية واجتماعية وبيئية متسارعة تؤثر سلباً على الجهود التي تبذلها الدول للتمكين الاقتصادي للمرأة، متابعه أنه من ثَمَ، تأتي أهمية تكثيف الاهتمام بقضايا تمكين المرأة في المجالات كافة في إطار تعزيز دعائم تحقيق "الهدف الخامس" من أهداف التنمية المستدامة الأممية 2030 المتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
أضافت السعيد أن التقارير تشير أن النساء شكلت ثلثي من فقدوا وظائفهم على مستوى العالم من جراء الجائحة، متابعه أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة توقعت أن يفضي تفشى جائحة كورونا إلى خسارة 1.7 مليون وظيفة في المنطقة العربية من بينها نحو 700 ألف وظيفة تشغلها النساء، بنسبة 41%.
وأكدت السعيد أن مصر اتخذت حزمة من الإجراءات لمساندة المرأة منذ بداية الجائحة، موضحة أن مصر أول دولة في العالم تصدر "ورقة سياسات حول الاستجابة السريعة لوضع المرأة أثناء تفشي كوفيد -19"، وذلك لمتابعة تأثيرات الوباء على النساء والفتيات، ووضع آلية استجابة تضمن إدماج النساء في مجالات صنع واتخاذ القرار أثناء إدارة الأزمة لتحسين آليات مراقبة الأمن الصحي والكشف والوقاية الصحية، وإطلاق مبادرات تدعم المشاركة الاقتصادية للمرأة.
وأضافت السعيد أنه تم العمل كذلك على تطوير إتاحة التمويل متناهي الصغر الموجَّه للمرأة، حيث قفز التمويل متناهي الصغر من 8.1 مليار جنيه عام 2019 إلى 9 مليارات جنيه عام 2020، حيث استحوذت النساء على 62% من إجمالي عدد المستفيدين بعدد 54 ألف مستفيدة.
وأشارت في كلمتها التي ألقاها عنها د.أحمد كمالي إلى أن كل تلك الجهود أثمرت عن مجيء مصرُ في المركزَ الأولَ في التقريرِ الصادرِ عن هيئةِ الأممِ المتحدة للمرأةِ وبرنامجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائي حول الإجراءاتِ التي اتخذتها الدول حول العالم لمساندةِ المرأةِ خلالَ الجائحة.
وتطرقت السعيد كذلك إلى تأثيرات ظاهرة تغيّر المناخ وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية التي تحول دون استفادة شعوب الدول النامية من جهود التنمية، موضحه أن خطورة ظاهرة تغيّر المناخ على تنعكس على الأصعدة كافة، بما في ذلك قطاعات اقتصادية رئيسية مثل الزراعة والموارد المائية والطاقة، والبنية التحتية، والتجارة وسلاسل التوريد والإمداد، إلى جانب الآثار على قطاعات الصحة العامة، والأمن الغذائي، والتعليم، وفرص العمل، وما يستتبعه ذلك من آثار سلبية على جهود الدولة لتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة.
وأشارت السعيد إلى استضافة مصر لقمة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغيّر المناخ COP 27 لعام 2022 في شهر نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ، موضحة أن مصر تستهدف من هذه الخطوة تحقيق تقدّمًا ملموسًا في مجالات الأولوية، كتمويل المناخ والتكيّف والخسارة والأضرار، مؤكدة أن التمويل يمثل حَجر الزاوية لتنفيذ التعهّدات الوطنية لدعم ما تَتَكبّده الموازنة العامة للدولة من أعباء لتمويل أنشطة التكيّف مع التغيَرات المناخية، عوضًا عن توجيهها للجوانب التنموية.
وأوضحت السعيد في الكلمة التي ألقاها عنها الدكتور أحمد كمالي أن الدولة المصرية تعمل على تهيئة البيئة التي تساعد المرأة على ممارسة حقوقها التي يكفلها الدستور، وتحقيقًا لذلك تٌمثلُ قضايا المرأةِ وجهود تمكيِنها سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا نقطةَ التقاءِ مُضيئة في جميعِ محاورِ رؤيةِ الدولة المصرية وبرامِجها التنموية، مشيرة إلى إطلاق دليل التخطيط المٌستجيب للنوع الاجتماعي الذي يهدف لدَمج البٌعد الاجتماعي في جميع الخطط التنموية.
وتطرقت السعيد إلى ما تعمل عليه الدولة من مشروعات ومبادرات لدعم المرأة وتمكينها والتي تضمنت المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري "حياة كريمة"، موضحة أن المبادرة تساهم في تحسين جودة الحياة لنحو 34 مليون سيدة لما توفره من خدمات الصحة الجيدة، والسكن اللائق، وفرص العمل، بالإضافة إلى المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، والذي جاءت محاوره لتحقق التمكين الاقتصادي للسيدات، وتقديم الحوافز المادية المشروطة بالالتزام بالضوابط التي تضمن صِحة المرأة وتحسين ظروفها المعيشية.