يقف الملياردير الأمريكي بيل جيتس، حائرا أمام إحدى المشاكل الرئيسية التي يعاني منها شباب اليوم، وهي تدفق المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
وقال جيتس في لقاء تليفزيوني، إن المعلومات المضللة هي التي اضطررت، قليلا، إلى الخوض فيها والقول: حسنا، لقد سلمنا هذه المشكلة إلى جيل الشباب.
وأصبحت المعلومات المضللة أكثر شيوعا، حيث التقدم التكنولوجي مثل روبوتات الدردشة ذات الذكاء العام الاصطناعي يجعل من السهل توليد الأكاذيب ونشرها بسرعة.
وتم تصنيف المعلومات الخاطئة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي كأكبر خطر عالمي خلال العامين المقبلين في استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير.
ومن المحتمل أن يكون جيتس، وهو موضوع العديد من نظريات المؤامرة، أكثر دراية بالمعلومات الخاطئة مما كان يتمنى أن يكون. لكن محادثة مع ابنته فيبي فتحت عينيه على خطورة المشكلة، كما يقول.
وأوضح جيتس: إن سماع ابنتي تتحدث عن كيفية تعرضها للمضايقات عبر الإنترنت، وكيف عانى أصدقاؤها من ذلك كثيرا، سلط الضوء على ذلك بطريقة لم أفكر فيها من قبل.
ومن المقرر أن يتناول جيتس، الملياردير المشارك في تأسيس شركة مايكروسوفت، هذا الموضوع في سلسلة وثائقية قادمة من خمسة أجزاء على Netflix بعنوان "ما التالي؟ المقرر عرضه لأول مرة في 18 سبتمبر.
تقييد المعلومات المضللة
وفي عرض تمهيدي للمسلسل المقدم لبرنامج Make It، أخبر جيتس ابنته أنه يشعر بالأسف لعدم وجود حل مفيد لإبطاء انتشار المعلومات المضللة.
هناك قضايا أخرى، مثل القضاء على الأمراض أو تعزيز الطاقة النظيفة، لا يزال ليس من السهل حلها، ولكن لديها مسارات أوضح للحلول، كما يقول.
ولا يملك جيتس قرارا محددا حيال وقف انتشار المعلومات المضللة. فهو حساس تجاه الحجة المضادة القائلة بأن تقييد أي نوع من المعلومات عبر الإنترنت يمكن أن يضر بالحق في حرية التعبير، لكنه يوافق على ضرورة وضع بعض أنواع القواعد، كما يقول.
القوة لمن؟
وتعليقا على تصريحات بيل جيتس، قال المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات الشهير بـ"صائد الهاكرز"، إن منصات التواصل الاجتماعي بشكل عام، تخدم أهداف ملاكها، أو جهات أخرى متعاونة معها.
وأضاف حجاج لـ"الدستور"، أن منصات مثل إنستجرام وفيسبوك قامت بحذف المنشورات والحسابات التي كانت تنشر محتوى متضامن مع الفلسطينيين أو مندد بجرائم الاحتلال أكبر دليل أن هذه المنصات مسيسة.
وأوضح أنه من بين دول العالم لا توجد سوى ألمانيا التي وضعت أكواد أخلاقية للنشر على منصات التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أننا نفتقر لهذا الأمر في المنطقة العربية يجبر هذه المنصات على الامتثال لقواعدها، أو الالتزام بقاموس معين حول الإرهاب والتحرش وغيرها.
وتابع حجاج بقوله: لكي يكون لدينا كود في مصر أو المنطقة العربية يجب الاتفاق مع الشركة الأم لهذه المنصات، لا مع الأسف لا يوجد مكاتب تمثيل لها في مصر حتى نستطيع وضع كود أخلاقي.
وشدد على أن منصات التواصل الاجتماعي وحدها، لديها القدرة على محاصرة المحتوى المضلل أو الأخبار الزائفة، والدليل على ذلك أن خوارزمياتها تتعرف على المحتوى المتعلق بالقضية الفلسطينية وتحذفه على الفور.