صراع "روسي تركي".. ماذا يعني تسليم الأكراد شمال سوريا للأسد؟
13.10.2019 20:15
Middle East News انباء الشرق الاوسط
مصراوى
صراع
حجم الخط
مصراوى

"عندما انتشر الإرهاب في العالم العربي، وكانت البداية من خلال سوريا والعراق، وقفت حينها معلنًا أن تلك الحرب هي حربنا، لأنهم احتلوا أرضنا، ونهبوا قرانا، وقتلوا أطفالنا واستعبدوا نسائنا"، هكذا يرى قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، أن الشمال السوري هو منطقة نفوذهم، وأن الدفاع عنه يقع ضمن نطاق مسؤوليتهم المباشرة.

في غضون 4 سنوات، تغيرت الأوضاع رأسًا على عقب، وبين ليلة وضحاها، يسلم الأكراد أنفسهم، أكبر وأهم قرى استراتيجية في الشمال السوري إلى الجيش السوري، بموجب اتفاق وقعته الأحد، مع الحكومة السورية وروسيا.

 

ماذا حدث؟

أعلن الرئيس الأمريكي منذ أيام، سحب قواته من الشمال السوري، معلنًا القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بنسبة 100%، وبالتالي لا حاجة لبقاء قواته في تلك الأرض.

لم تمر ساعات، حتى أعلنت تركيا، شن حملة عسكرية لاحتلال الشمال السوري، وطرد الأكراد منها، بحجة القضاء على التنظيمات الإرهابية، والحفاظ على أمن أنقرة.

اتهمت قوات سوريا الديمقراطية الولايات المتحدة بالتخلي عنها، حتى أن عبدي، قال لمسؤول أمريكي رفيع المستوى "تركتمونا لنذُبح".

استعانت تركيا ببعض التنظيمات والميليشيات المعارضة، والتي تصنفها الحكومة السورية على أنها تنظيمات إرهابية، لاحتلال الشمال السوري.

وتمكنت تركيا في 5 أيام من بدء عدوانها على الشمال السوري في حصار بعض المدن والبلدات الكردية، بعد قتل عشرات المدنيين، وتشريد أكثر من 100 ألف مدني من قراهم.

أدانت الدول العربي العدوان التركي على الشمال السوري، وطالبت بكل حزم، خروج القوات التركية من الأراضي العربية.

فيما أعلنت الولايات المتحدة عدم مباركتها للاعتداءات التركية على المدنيين والأراضي العربية السورية.

كما يبحث الاتحاد الأوروبي توقيع عقوبات على تركيا، بعدما رفضت تلبية مطالب زعماء دول التكتل الأوروبي بوقف العدوان.

 

تغير تاريخي

تحرس قوات سوريا الديمقراطية أكثر من 12 ألف سجين ينتمون لتنظيمات إرهابية، مثل داعش والقاعدة، فضلًا عن تحمل عبء أقارب هؤلاء.

وطوال فترة انتشار التنظيمات الإرهابية في سوريا، لم تطلب قوات سوريا الديمقراطية مساعدة الجيش السوري، بل لجأت إلى الولايات المتحدة التي قدمت لها وعودًا بمساعدتها على بسط نفوذها في المنطقة مقابل القضاء على داعش.

الغزو التركي غير محاور اللعبة في سوريا، وذلك وفقًا لقائد قوات سوريا الديمقراطية، الذي أكد أن التهديد الذي يشكله هجوم أنقرة على الأكراد فرض عليهم أن يجدوا حليفًا جديدًا.

وأكد عبدي، في مقاله بمجلة "فورين بوليسي"، أن الروس والنظام السوري قدما مقترحات يمكن أن تنقذ أرواح ملايين الأشخاص الذين يعيشون تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية.

إن ما يحدث حاليًا هو تغيير جذري في الأحداث، هكذا وصف ريزان حدو، المستشار الإعلامي السابق لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تضم في لوائها قوات سوريا الديمقراطية، الوضع الحالي بعدما وقعت "قسد" على اتفاق مع روسيا والحكومة السورية يقضي بسيطرة الجيش النظامي على بلدات عين العرب، وكوباني، ومنبج، وهما ثلاث بلدات رئيسية.

وأكد حدو، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى في الوقت الحالي لوضع حل لمعاناة الأكراد في الشمال، لافتًا إلى أن جهود التعاون مع الجيش السوري هدفها إيجاد حل جذري للوضع في الشمال.

في تلك الحالة، ستكون الدولة السورية ومؤسساتها السياسية والعسكرية هي التي تقود عملية مجابهة العدوان التركي، وذلك وفقًا لحدو.

بينما يرى المحلل السياسي الروسي، تيمور أخميتوف، أن الأكراد يحاولون في الفترة الحالية بعد تخلي الولايات المتحدة عنهم، الاستعانة بروسيا، نظرًا لأنها قد تشكل مركز ثقل يوقف العدوان التركي على الشمال السوري.

وأضاف في تصريحات لـ"مصراوي"، أن الأكراد بعد ضياع عفرين منذ عام مضى، أدركوا أن الجيش التركي قد يحتل الشمال السوري بأكمله، وبالتالي يسعون للبحث عن حليف قوي، بديل للولايات المتحدة.

 

هل المواجهة العسكرية محتملة؟

قائد "قسد"، أكد أن ما يفعله في الوقت الحالي بتعاونه مع الجيش السوري، هو تقديم "تنازلات مؤلمة" مع موسكو وبشار الأسد، قائلًا: "إذا كان علينا أن نختار بين الحلول الوسط والإبادة الجماعية لشعبنا، فسنختار بالتأكيد حياة لشعبنا".

فيما أكد المستشار الإعلامي السابق لوحدات حماية الشعب الكردية، أنه في حالة استمرار عدوان "جيش الاحتلال التركي"، فوق الأراضي السورية، فيمكن أن يشهد العالم معارك عسكرية بين حلفاء سوريا، وهما "إيران وروسيا".

وأوضح أن كل من سيعتدي على الجيش السوري، فهو بالضرورة عدو ضروري لروسيا وإيران، لافتًا إلى أن كل عدو خارجي هو "إرهابي".

وأضاف حدو، أن روسيا وإيران متواجدين في سوريا في الوقت الحالي بدعوة من الحكومة، لمساعدتها على التصدي لأي اعتداء يستهدف الشعب السوري، والدولة.

في المقابل، يرى المحلل السياسي الروسي، أن موسكو لن تخرط في معركة عسكرية مع تركيا، ولكن سيتم التنسيق بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق ما ربما مثلما حدث من قبل في إدلب.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.