شهدت الفترة الماضية تطورات كبيرة في العلاقات المصرية الروسية، سواء إن كانت على الجانب الاقتصادي أو التجاري أو التعليمي، وذلك ما تم إعلانه خلال الساعات القليلة الماضية، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم الروسية أن اللغة الروسية ستظهر كلغة أجنبية ثانية في المدارس والكليات المصرية.
اللغة الروسية بالمدارس
وعقب إعلان هذا القرار، سيطرت حالة من التوتر على أولياء الأمور خلال الساعات القليلة الماضية، متخوفين من صعوبة اللغة الروسية على الطلاب ومن وضعها بشكل إجباري وليس إختياريًا.
وأوضحت الوزارة في بيان لها عبر موقعها الرسمي: "اتفقت وزارة التربية والتعليم في روسيا ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر على إدراج دراسة اللغة الروسية في المدارس والكليات في مصر كلغة أجنبية ثانية، وتم تسجيل هذه الاتفاقية في محضر الاجتماع".
وأضاف البيان، أنه تم الاتفاق على هذا الأمر خلال الاجتماع الرابع عشر للجنة الروسية المصرية المشتركة للتجارة والاقتصاد والتعاون العلمي والفني.
البروتوكول يتضمن أيضا عددا من الإجراءات التي تساهم في تطوير التعاون بين روسيا ومصر في مجال التعليم العام والثانوي المهني والتعليم الإضافي.
تخوفات أولياء الأمور
وفي هذا الصدد، قالت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إن القيادة السياسية تتعاون مع الدولة الروسية في الفترة الحالية في الشأن الاقتصادي والتجاري والتعليمي، وهذا ما نسير عليه الأن، مشيرة أن قرار طرح اللغة الروسية للطلاب في المدارس والمرحلة الثانوية صعب جدًا، مؤكدة أن هناك تخوفات كبيرة أن تكون تلك اللغة إجباريا على الطلاب وليست إختياريا، فلكي نطبق هذا القرار يجب أن يكون هناك معلمون كفء في تلك اللغة وعلى دراية كاملة بقواعدها.
وأكدت الحزاوي – في تصريحات لـ" صدى البلد"، أن هناك عجزا كبيرا في عدد المدرسين بالمدارس، فيجب علينا أن نقوم بالقضاء على هذا العجز أولًا لكي نطرح لغات أجنبية جديدة على الطلاب، فاللغة الروسية كانت علاقتها بمصر دائمًا في السياحة، وليس هناك عدد كبير من المواطنين على دراية كاملة باللغة الروسية، وسوف يعاني أيضًا أولياء الأمور من ممارسة تلك اللغة مع الطلاب في المنازل.
وتابعت الحزاوي، أنه يجب على وزارة التربية والتعليم أن تهتم باللغة العربية أولًا، قبل أن تقوم بطرح لغة أجنبية جديدة، وبالأخص أن تلك اللغة لا يتعامل بها الكثير من المصريين على عكس اللغة الفرنسية والألمانية والإسبانية، مشيرة أن هناك عددا كبيرا من طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية لديهم أخطاء إملائية كثيرة في اللغة الأم وهي اللغة العربية، فكيف أن تقوم الوزارة بطرح عدد من اللغات الثانية دون الاهتمام باللغة الأم التي نعتمد عليها في تعاملات حياتنا اليومية بشكل كامل، ووصفت هذا القرار على حد قولها بأنه غير مدروس دراسة كافية.
واختتمت الحزاوي، أن وزارة التربية والتعليم، يجب أن تضيف اللغة الروسية بشكل إختياري إلى مراحل التعليم الأساسي، وفي حالة اختيار الطالب تلك اللغة تكون خارج المجموع لعدة سنوات قليلة حتى يتمكن الطالب من ممارستها والتمكن منها وإجادتها مثل باقي اللغات الأجنبية الأخرى، وتقوم أيضًا بتدشين عدد من الدورات التدريبية للمدرسين المختصين والذين سوف يدرسون تلك اللغة للطلاب، وأيضًا تدشين عدد من الدورات لأولياء الأمور أيضًا لكي يستطيعوا متابعة أولادهم في المدارس، مشيرة أن وزارة التربية والتعليم، لم تطرح تفاصيل كاملة حول تدريس مادة اللغة الروسية للطلاب خلال الفترة الحالية، فهي أعلنت أنه سوف يتم تدريسها بالمرحلة التعليمية الأساسية والثانوية، ونحن الآن ننتظر باقي التفاصيل لكي نكون على استعداد ونهيئ الطلاب في المنازل.