دير الأنبا بولا ينير ابتهاجاً بالاحتفال بعيده
07.02.2022 13:18
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
دير الأنبا بولا ينير ابتهاجاً بالاحتفال بعيده
حجم الخط
وطني

تحتفل الكنيسة المصرية في التاسع من الشهر الجاري بعيد القديس الانبا بولا أول السواح وتبتهج الكنائس وديره بالإناره وتزيين صورته وإقامه الاحتفالات في ذكراه العطره .

فقد ولد الأنبا بولا في مدينة الإسكندرية في سنة 228 م. ولما توفي والده ترك له ولأخيه الأكبر بطرس ثروة طائلة، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث. إذ اشتد بينهما الجدل أراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء. في الطريق رأى جنازة لأحد عظماء المدينة الأغنياء، فسأل نفسه إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئًا من أمور هذا العالم، فاستتفه هذه الحياة الزمنية والتهب قلبه بالميراث الأبدي، لذا عوض انطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالبًا الإرشاد الإلهي.
ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر عاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل، وكان الرب يعوله ويرسل له غرابًا بنصف خبزة كل يوم، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحيانًا، ويرتوي من عين ماء هناك.لقاء مع الأنبا أنطونيوس:

ظن القديس أنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البراري، فأرشده ملاك الرب بأن في البرية إنسانًا لا يستحق العالم وطأة قدميه؛ من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطرًا.
إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي انطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معًا، وقد ناداه أنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة، فقال الأنبا بولا: “الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا.”
في نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت انحلاله قد قرب. رجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية، وإذ أحضر الحلة وعاد متجهًا نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ.
بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة فوجد الأنبا بولا جاثيًا على ركبتيه، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلًا ثم اقترب منه فوجده قد تنيح، وكان ذلك في الثاني من أمشير (سنة 343 م). بكاه متأثرًا جدًا، وإذ صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا، ثم دفنه وهو يصلي.
حمل الأنبا أنطونيوس ثوب الليف الذي كان يلبسه القديس وقدمه للأنبا أثناسيوس الذي فرح به جدًا، وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، وقد حدثت عجائب من هذا الثوب.
تحّول الموضع الذي يعيش فيه القديس إلى دير يسكنه ملائكة أرضيون يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب.
معني السائح ومن هم السواح
السواح في الكنيسة يمثلون طغمة رهبانية هي من أعمق درجات الرهبنة زهداً و لكنها مع ذلك أقلها شهرة لأن هؤلاء الملائكة ـ السواح ـ كما زهدوا كل شئ زهدوا الشهرة أيضاً
كان الواحد منهم يعيش خمسون أو ستون عاماً أو يزيد لا يرى وجه إنسان عاشوا تائهين في البراري و القفار لا يعرف أحد أين هم و بما لا يعرفون هم أيضاً أين يوجدون
و كما نقرأ في سيرهم أنهم رهبان تدرجوا في الوحدة حتى سكنوا في البرية الجوانية في أماكن لا يعرفها أحد و لا يسكنها بشر! بحيث مرت عليهم السنوات و لم يروا فيها وجه إنسان و ربما انتقل بعضهم من عالمنا دون أن نعرفهم
و لم يكن لكل السواح عشرات السنوات في السياحة فبعض منهم مدته في السياحة كانت قليلة جداً مثل أنبا غاليون السائح و أنبا ميصائيل السائح اللذين قضيا سنوات قليلة تعد علي أصابع اليد و لكن الله شاء أن يرسل بعض الآباء القديسين إلي هؤلاء السواح في موعد وفاتهم لكي يدفنوهم و يعرفوا سيرتهم و يسجلوها لنا
هؤلاء الآباء الذين كتبوا سير السواح لم يكونوا سواحاً علي الرغم من أنهم ساحوا في الجبال إلي أن قابلوا السواح و لم يحيوا حياتها و إن كانوا قد اشتهوها
و تعددت مواهب هؤلاء السواح و كانت لهم قدرات روحية و جسدية فائقة من حيث الجوع و العطش و احتمال الآلام و كذلك الاختطاف بالروح من مكان إلي أخر
و يذكر بستان الرهبان أن مجموعات منهم كانت تختطف بقوة إلهية و يجتمعون ليلاً في إحدى الكنائس النائية و يقيمون خدمة القداس الإلهي و يتركون أواني المذبح و ملابس الخدمة بشكل يدل علي استعمالهم إياها بل قد كشف الرب لبعض الآباء القديسين الآخرين فرأوا بعضهم يحضرون القداسات بطريقة سرية ثم يختفون فجأة قبل نهاية القداس
سؤال
تناول السواح
القديس الأنبا بولا أول السواح، قضى في وحدته عشرات السنوات لا يرى وجه إنسان، فكان بعيداً عن أسرار الكنيسة
. ماذا إذن عن بعده عن سر التناول، هو وأمثاله من الآباء السواح؟ وهل يمكن أن يبتعد احد منا مثلهم عن التناول بلا ضرر؟
يقول قداسة البابا شنوده الثالث
لا تستطيع أن تقلد السواح، لأنك تختلف عنهم في الحالة وفي الدرجة
هم في درجة روحية عالية، وفي شركة عميقة مع الروح القدس، وفي صلة دائمة مع الله في حياة الصلاة والتسبيح
. وليس احد من أهل العالم في هذا المستوى الروحي.
وهم أيضاً ساكنون في البرية الجوانية، تائهين في البراري والقفار
. ولا يعرفون طريقاً إلى كنيسة يتناولون فيها من الأسرار المقدسة.
ولو أتيحت لهم فرصة للتناول من الأسرار المقدسة، لاستغلوها بلا شك
بدليل أن القديسة مريم القبطية لما حدث وقاد الله القديس زوسيما القس إليها، طلبت منه أن يناولها في الزيارة المقبلة
. وهكذا تناولت من الأسرار المقدسة قبل أن تنتقل من هذا العالم. وهنا يختلف السواح عن الذين يعيشون في المدن، وإلى جوارهم الكنائس، ولديهم الفرصة متاحة للتناول، وعلى الرغم من ذلك لا يتناولون …
والسواح حينما كانت تتاح لهم فرصة للاعتراف كانوا يعترفون
كما اعترف القديس تيموثاوس السائح بقصته وسقطته على القديس ببنوده الذي زاره قبل وفاته
. وكما اعترف القديس موسى السائح بكل قصته وكيف أضله الشيطان مرات عديدة بسبب بساطته. وكما اعترف أنبا غاليون السائح بأن الشياطين أضلوه وأخرجوه من وحدته متظاهرين أنهم سواح … ولولا كل تلك الاعترافات، ما وصلت قصصهم إلينا …
على أننا نقرأ في سير بعض السواح، أنهم كانوا يجتمعون معاً في بعض الأحيان، ويقيمون القداس الإلهي في كنيسة مهجورة في البرية ويتناولون
يحدث هذا طبعاً، إن كان بعضهم قد نال رتبة الكهنوت قبل أن يخرج للسياحة
كما نسمع في بعض الأوقات أنهم كانوا يحضرون خفية إلى كنيسة في المدينة، ويصلون فيها ويتناولون دون أن يشعر بهم أحد

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.