خلفت الفيضانات في كندا والانهيارات الأرضية الكبيرة، قتيلا وعشرات المفقودين، أمس، ما دفع السلطات الكندية إلى نشر الجيش في غرب البلاد في محاولة للسيطرة على خسائر الفيضانات والانهيارات الأرضية، وذلك بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت يومي الأحد والاثنين بانهيارات أرضية ودمرت الطرق والبنية التحتية وأغرقت مدنا بكاملها تحت الماء ما أجبر حكومة مقاطعة «بريتيش كولومبيا» الكندية إلى إعلان حال الطوارئ الأربعاءبدورها، قالت وزيرة الدفاع الوطني في كندا، أنيتا أناند، في مؤتمر صحفي: «أنقذ عناصر من سلاح الجو الملكي الكندي أكثر من 300 سائق سيارة ونحو 30 حيوانا أليفا، باستخدام ثلاث طائرات هليكوبتر». وأضافت أن هذه هي المرة الـ12 منذ بداية وباء فيروس كورونا المستجد التي يستجيب فيها الجيش الكندي لكوارث الطبيعية.
ويتوقع أن ينتقل حوال 120 جنديا كنديا إلى «أبوتسفورد»، على بعد حوالى 70 كيلومترا جنوب شرق فانكوفر، بحسب وكالة «فرانس برس»، فيما أكدت وزيرة الدفاع في كندا أن آلاف الجنود الآخرين مستعدون للتدخل عند الحاجة.
ومن المفترض أن تستمر العملية الطارئة في كندا بسبب الفيضانات إلى 30 يوما، وقال الجنرال واين اري قائد الجيش الكندي: «مع التغيرات المناخية، يجب أن نستجيب لحالات طوارئ داخلية أكثر تواتراً وشدة».
نفوق آلاف من حيوانات المزارع بسبب الفيضانات
ونفق الآلاف من حيوانات المزارع، في كندا نتيجة الفيضانات الشديدة، كما أن العديد من هذه الحيوانات محاصرة بمياه الفيضانات وفي حاجة ماسة إلى الغذاء والماء، وذلك بعد أن ضربت العاصفة الواقعة شمال غرب المحيط الهادئ مركزا رئيسيا للزراعة الكندية.
وضربت الأمطار الغزيرة مساحات شاسعة من مقاطعة «بريتش كولومبيا» بغرب كندا، ما أدى إلى هطول أمطار استمرت شهرًا في بعض المناطق، ما تسبب في فيضانات وانهيارات طينية ابتلعت مساحات من الطرق السريعة وإجلاء آلاف الأشخاص.
وتعد أبوتسفورد، إحدى أكثر مناطق الزراعة كثافة في كندا، من بين الأماكن الأكثر تضررا، حيث إن أبوتسفورد تضم أكثر من 1200 مزرعة، توفر نصف منتجات الألبان والبيض والدواجن التي يستهلكها سكان مقاطعة «بريتش كولومبيا» البالغ عددهم 5.2 مليون نسمة، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وأظهرت لقطات جوية اجتياح مياه الفيضانات عدة حظائر، فيما يتدافع المزارعون والسكان لإنقاذ حيواناتهم من ارتفاع منسوب المياه، ويلجأون إلى الزوارق البخارية والزلاجات النفاثة لسحب الأبقار المغمورة جزئيا واحدة تلو الأخرى إلى أرض مرتفعة.
البحث مستمر عن مفقودين نتيجة الفيضانات
ويواصل عمال الإنقاذ في كندا البحث عن أربعة أشخاص مفقودين في منطقة «بيمبرتون» في شمال شرق فانكوفر التي تضررت جراء انهيار أرضي أمس بعد شدة الأمطار والفيضانات، وذلك بعد أن عُثر في المنطقة نفسها على جثة امرأة.
وقال كريس مانسو، المتحدث باسم الشرطة الفدرالية في مقاطعة «بريتيش كولومبيا»: «عمليات البحث مستمرة في منطقة الانهيار الأرضي في بيمبرتون، نحن نفعل كل ما في وسعنا».
وفي أبوتسفورد، حذر رئيس البلدية هنري براون من أن خروج مدينته «من هذا الوضع لا يزال أمرا بعيدا»، وقال: «لست قلقا بشأن هطول الأمطار اليوم، ما يقلقني هو الأسبوع المقبل، نتوقع هطول بين 80 و100 ميلمتر من الأمطار».
وأجلي نحو 600 من سكان المدينة البالغ عددهم 162 ألف نسمة، إضافة إلى مئات آخرين تم إجلاؤهم من المنطقة في الأيام الأخيرة