صدر حديثا عن المركز الأرثوزكسي للدراسات الآبائية،الكتاب الخامس من سلسلة (في اللاهوت الأيقونوغرافي)، والذي يحمل عنوان "أيقونوغرافيا الثالوث القدوس - عتيق الأيام" للقمص متياس نصر منقريوس".
"أصدر المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، الكتاب الأول من كتابات القديس كيرلس الإسكندري "ضد يوليان الجاحد 1"، والذي يثبت فيه القديس كيرلس أنَّ الإعلان الإلهي يؤكد على أن الله ثالوث، من خلال أمثلة كتابية: كـ "حديث الله" بصيغة "المتكلمين" (الجمع)، في قصة خلق الإنسان؛ ونماذجية ظهور ثلاثة رجال لإبراهيم من حيث أنَّهم يمثلون صورًا "أيقونات εικόνες " غامضة للثالوث.
ويركز الكتاب على تلقف البعض هذا التأويل، واعتبره ظهورًا للثالوث، واستخدمه أيقونوغرافيًا - على الرغم من تحريم مجامع مسكونية ومحلية لتصوير أقنومي الآب والروح القدس، إلا أنَّه ظهرت ما تُعرف بـ "أيقونات الثالوث". (مثل أيقونة الروسي أندريه روبليف)، وتصاوير أخرى.
ويسرد الكتاب حقيقة الاعتراض على تصوير الآب كهلًا، والابن شابًا بحجره، وبينهما الروح القدس مثل حمامة، باعتبار أن في هذا فكرًا آريوسيًا إذ يجعل الابن أحدث عمرًا من الآب، فقدموا لنا رؤية دانيال عن "عتيق الأيَّام" (دا 7: 14)، والتي تذكر صراحة أن هناك "شبه ابن إنسان" قرِّبَ إلى "عتيق الأيام"، مما لا يدع شكًا في أنَّهما شخصان. انبرى التقليد الإسكندري الذي ينتحي تأويل الظهورات الكتابية، تأوي ًا خرستولوجيًا، ل وبالتالي فإن هذه الظهورات هي خرستوفانيات وليست ثيؤفانيات ثالوثية، دونما أي تجاهل لنماذجية الثالوث التي صاحبت بعض الأحداث.
وأظهر التقليد أنَّ "عتيق الأيَّام" هو ظهور للابن، ومع ذلك استمر أولئك في غيهم، واستخدموا ما قدمه بعض الآباء من أنَّ تلك الظهورات تحدث بقدر ما يستطيع الإنسان أن يحتمل ويستوعب. ولكنها ليست ظهورات لجوهر الله. ولمَّا كان الآباء قد وضعوا أسس تأويل الأدب الرؤيوي، مبنية على أن الكتاب المقدس يفسر نفسه بنفسه أولًا،ً ثم ل عدم خضوع الأدب الرؤيوي لمنطق عالمنا الذي نحيا به. لذلك جاء هذا الكتاب ليرد أيقونوغرافيًا، وليتورجيًا على ما عُرف بـ"بدعة تصوير الثالوث"
rfQgcELXOSlFVZC
UcWjkVEA