تفاصيل مقتل سيدة ثرية إماراتية بعقار في الجيزة : الشقة فيها "مغارة علي بابا"
18.09.2020 04:24
اهم اخبار مصر Egypt News
الوطن
تفاصيل مقتل سيدة ثرية إماراتية بعقار في الجيزة : الشقة فيها
حجم الخط
الوطن

"دي ست طيبة ومش هتخوني".. نطق البواب الأربعيني تلك الكلمات، ردا على سؤال وجهه إليه صديقه الجالس بجواره في حجرة ضيقة داخل عقار بمنطقة الطالبية، كان الصديق قد سأله: "الست دي مش هتشك فيك"، لكن البواب حسم شكوكه وشكوك زميله، ثم نفَّث دخان الشيشة، وملامحه لا تخلو من شرود وقلق.

 

حدث ذلك يوم الأربعاء قبل الماضي، حيث اجتمع بواب عقار وصديقه لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة التى سيحققان بها "ضربة العمر" وهو اللقاء الذي انضمت إليه شقيقة البواب التى لاحظت قلق شقيقها وصديقه لكنها بددت مخاوفهما بقولها: "بقولكم إيه مفيش حلاوة من غير النار، واللى يخاف حلال فيه الفقر".

 

منذ ليل الأربعاء قبل الماضى حتى صباح السبت لم يلتق الثلاثة، مجرد حيلة للتمويه، كانت ساعة صفر تنفيذ ضربة العمر تقترب في نهار يوم السبت الماضى، وكان الهدف هو دخول شقة في الطابق الثالث بالعقار الذي يحرسه البواب، حيث تقيم سيدة خليجية ثرية تدعى "نفيسة" 58 سنة، بمفردها.

 

"مغارة علي بابا"، كثيرًا ما ردد البواب تلك الكلمات على مسامع شقيقته وصديقه، وصف مغرٍ لشقة السيدة الساكنة في الطابق الثالث، سال على أثره لعاب الجميع، لذلك كان القرار حاسما "هنكتفها، ونغمى عينيها ونقشط الشقة" هكذا أخبر البواب شريكيه قبل أن يصعد إلى الشقة.

 

كان البواب محل ثقة تلك السيدة، في زيارتها إلى القاهرة، كان هو من يتولى تلبية طلباتها، كانت تستأمنه على الشقة في غيابها الطويل خارج البلاد، لم تكن تبخل عليه بشيء، لدرجة أنها في أوقات سابقة كانت تترك له مفتاح الشقة في غيابها، ربما تحتاج الشقة إلى أى أعمال صيانة طارئة، ربما ظرف عاجل يحتاج إلى دخول البواب الشقة في غيابها (الفقرة السابقة وفقا لما ورد في التحريات).

 

لم يكن ما سبق كافيا لردع البواب عن مجرد التفكير في ايذاء تلك السيدة، لكنه ذهب إلى أبعد من ذلك، صعد إلى الشقة، وضغط جرس الباب، فتحت له السيدة الباب كعادتها، ابتسمت له بود وترحيب، ثم تقدمته إلى داخل الشقة، لكنه لم يغلق الباب، بل تركه مفتوحا لدخول صديقه وشريكته، التفت المرأة تنظر باستغراب لهم، فعاجلها البواب بدفعة قوية، ثم انقض عليها، وضربها بطفاية سجائر، قبل أن يسرع إليه صديقه ويوثقها بالحبال ويكمم فمها، لكنها لم تكن تحتاج إلى لاصق يكتم صوتها.. لقد صمتت للأبد.

 

إصابتها ضربة الطفاية بنزيف دموي في الدماغ تسبب في حدوث انهيار حاد في الوظائف الحيوية للجسم وهبوط في الدورة الدموية، تسبب في موتها (ما ورد في التقرير الطبى عقب العثور على جثة السيدة).

 

بسرعة كانت شقيقة البواب، تتنقل من حجرة لأخرى ومعها صديق شقيقها، يحملان كل ما خف ثمنه وغلا ثمنه، مجوهرات ومصوغات، نقود، بينما كان البواب يقف أمام الجثة لمح كاميرا سجلت كل ما حدث بالصوت والصورة، لذلك عدل خطته من عدم الهروب إلى الاختفاء تماما، وهكذا اختفى البواب عقب الجريمة.. وعقب أيام من البحث والتحرى تمكنت مباحث الجيزة من ضبط المتهم الذي أقر بجريمته، التي سجلتها الكاميرات البداية كانت ببلاغ تلقاه اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل العثور على الجثة.

 

حضر العميد طارق حمزة رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، وبصحبته المقدم مصطفى كمال وكيل فرقة المباحث، والمقدم إسلام السيد رئيس مباحث الطالبية، والمقدم خالد يسرى نائب المأمور، وانتقلوا إلى مكان الواقعة وهي شقة سكنية تم فتحها، وبالدخول إلى الشقة المكونة من 3 غرف وصالة وحمام عثر على جثة لسيدة "مكبلة اليدين والقدمين" داخل غرفة النوم، وتبين أنها تنتمي لدولة خليجية، في العقد السادس من عمرها وتدعى "نفيسة".

 

واستكمل فريق البحث معاينة مسرح الجريمة، وبدأت القوات تسجيل الملاحظات، وحضر فريق من المحققين والمعمل الجنائي إلى مكان البلاغ، وتبين أن الجثة ليس بها أي إصابات ظاهرية ولا يوجد بعثرة في محتويات الشقة، وأن الجاني المجهول دخل الشقة بطريقة مشروعة، ما يشير إلى أنه من المترددين على المجني عليها.. وقررت الجهات المختصة عرض الجثة على الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، بينما كلف اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث فريقًا من إدارة البحث الجنائي بالمديرية ووحدة مباحث الطالبية بالبحث عن مرتكب الواقعة، ولا تزال القوات تفحص عددًا من المشتبه بهم للوقوف على ملابسات الواقعة. 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.