أكد طفيل حسين، مدير الإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة، أن فشل المجتمع الدولي في حل أزمة السودان أمر صادم، خاصة أن الشعب السوداني يعاني بشدة جراء استمرار الحرب منذ أبريل 2023.
وقال طفيل حسين، في مقال له بصحيفة "تليجراف" البريطانية، إنه عمل في المجال الإنساني لمدة عشرين عامًا حتى الآن، وكان على الأرض أثناء الأزمات الإنسانية في أماكن مثل أفغانستان بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة، واليمن أثناء أزمة الغذاء، وأكثر من ذلك، لكن لا شيء أثر فيه أكثر مما رآه في السودان هذا الخريف.
وأوضح حسين أنه زار مخيمات اللاجئين في بورتسودان والقضارف، والتي يُفترض أنها أكثر المناطق أمانًا في البلاد، حيث تقع ولاية القضارف بجوار العاصمة الخرطوم، مركز العنف، وهي الخط الأمامي لأسوأ أزمة للنازحين داخليًا في العالم، وأصبحت مدينة للدموع على حد قوله.
وتابع: "في أحد المخيمات في القضارف، كانت الرائحة الكريهة وحدها كافية لإفقادي التنفس. لقد رأيت عشرين ألف شخص يعيشون في مكان واحد، ينامون على الأرض الباردة، بلا أسرّة، ولا خصوصية، ومرافق صرف صحي قليلة جدًا، فيما كانت هناك محطة مياه واحدة حيث كانت النساء والأطفال والرجال يصطفون لساعات للحصول على أقل القليل من الماء الذي يمكنهم الحصول عليه".
وقال المسئول الإغاثي إن خطر انتشار الأمراض كان مرتفعًا لدرجة أنه مُنع من التجول في المخيم.
وتابع: "تبذل المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية الموجودة كل ما في وسعها، لكن نقص التمويل وتقييد المساعدات وشاحنات الطعام من قبل الأطراف المتحاربة أمر شديد للغاية، ما يتركهم في مواجهة قرارات مستحيلة".
لصراع فى السودان خلق أسوأ أزمة جوع فى العالم
وقال طفيل حسين إن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مزق السودان، كما أن قصص انتهاكات حقوق الإنسان منتشرة؛ فقد جرت عمليات القتل الوحشي للمدنيين واغتصاب النساء، فيما دمرت الخرطوم، العاصمة التاريخية، بالكامل تقريبًا، ولم يتبق سوى عدد قليل من المنازل دون نهب، وتم القضاء على قرى بأكملها، وأجبر أكثر من 11 مليون شخص على الفرار، وهذا يعادل فقدان سكان لندن وبرمنغهام بالكامل منازلهم والهجرة عبر البلاد.
وحسب "طفيل" خلق الصراع في السودان أسوأ أزمة جوع في العالم، والآن ينتشر الجوع والمرض دون رادع في جميع أنحاء البلاد، ويقتلان أعدادًا أكبر من ضحايا العنف الوحشي للحرب، كما يعاني 25.6 مليون شخص، أي نصف السكان، من انعدام الأمن الغذائي، كما حدثت المجاعة بالفعل في منطقة دارفور.
وأوضح طفيل أنه مع التدخل الدولي الضئيل، لا توجد أي علامات على توقف العنف، وربما قرر العالم تجاهل السودان، لكن هذا لا يعني أن الصراع سيختفي، داعيا إلى تسليط الضوء على هذه الأزمة والمساعدة في وضع حد لهذا البؤس.