منذ نحو 3 أيام تعرضت فرقاطة سعودية لهجوم أسفر عن مصرع 3 من طاقمها وإصابة آخرين، وقال التحالف العربي إن الفرقاطة تم استهدافها بواسطة زوارق انتحارية، فيما قالت تقارير إخبارية أخرى إن الفرقاطة استهدفت بواسطة صاروخ أطلقه الحوثيون عن ميناء الحديدة.
من جهته، قال المتحدث باسم التحالف العربي باليمن، اللواء أحمد العسيري، إن استهداف الحوثيين للفرقاطة السعودية غرب ميناء الحديدة، عمل تخريبي يهدد الملاحة الدولية، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثيين تعمل بشكل عشوائي وتستهدف أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
ونقلت قناة "فوكس نيوز" عن مسؤولَيْن في البنتاجون، قولهم إن الهجوم على فرقاطة سعودية قرب ميناء الحديدة اليمني كان يستهدف سفينة أمريكية، أو على الأقل بروفة لتجربة هجوم مثل ذلك الذي استهدف عام 2000 المدمرة "Cole" التابعة لقوات الولايات المتحدة في عدن اليمنية وأسفر عن مقتل 17 شخصا.
التحليلات الأمريكية دفعت الرئيس، دونالد ترامب إلى إرسال مدمرة لتصل إلى مضيق باب المندب، من أجل حماية الملاحة هناك، ومرافقة القطع البحرية الأمريكية.
ميناء "الحديدة" القريب من مضيق باب المندب، يتواجد بالقرب من منطقة تشهد عسكرة وتواجداً للعديد من القوى الإقليمية في المنطقة بالقرب منها، نظرا لتحكمها في مدخل البحر الأحمر الواصل إلى قناة السويس، والتي تعتبر المعبر التجاري بين الشرق والغرب.
من بين القوى المتواجدة في المنطقة التي تتحكم في الملاحة بالبحر الأحمر، إيران وإسرائيل، حيث تتواجد إسرائيل في "أرخبيل دهلك، وهو مجموعة من الجزر الواقعة في البحر الأحمر بإريتريا.
ويقول معهد ستراتفورد للأمن في دراسة صادرة عنه عام 2012، إن إسرائيل تمتلك العديد من المراسي والأرصفة العسكرية البحرية في الأرخبيل، وخاصة في مدينة مصوع الواقعة على الشواطئ الإريترية، كما تعمل أيضا على تشغيل محطة تنصت على جبل الأمبيا، الذي يعد أعلى قمة جبلية بإريتريا.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الوجود الإسرائيلي في إريتريا بالمركّز والدقيق للغاية، مؤكدة أن المهمة الأساسية له تتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية في البحر الأحمر، وتعقب أنشطة الجانب الإيراني.
أما إيران، فتتواجد في منطقة باب المندب، للمشاركة في الجهود الدولية المكافحة للقرصنة في البحر الأحمر، وهو تواجد مهم بالنسبة لإيران لأنه يبقيها بالقرب أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، بالإضافة لى تسهيل نقل الأسلحة إلى الحوثيين عن طريق الوحدة 190 التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي يقودها بهنام شهرياري، بحسب ما ذكرت قناة "فوكس نيوز".
ويعتبر ميناء عصب الإريتري، الذي يبتعد كيلومترات قليلة من مضيق باب المندب وخليج عدن، من أهم نقاط التواجد الإيراني في تلك المنطقة.
ويقول معهد ستراتفور إن الجانب الإيراني يقدم أسلحة للحوثيين من خلال طريق للتهريب يبدأ من ميناء عصب الأريتري ويلتوي شرقا حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن إلى مدينة شقراء التي تقع على ساحل جنوب اليمن، ومن هناك تتحرك الأسلحة برا إلى شمال مدينة مأرب وسط اليمن وبعدها إلى محافظة صعدة على الحدود السعودية - اليمنية.
من جهتها، تشير صحيفة "معاريف" إلى أن الحرس الثوري الإيراني نجح في إنشاء قاعدة عسكرية في قطاع صحراوي منعزل في شمال إريتريا، بالقرب من الحدود مع جيبوتي، وتضيف صحيفة "الوطن" الكويتية أن إيران نقلت جنود ومعدات عسكرية إلى هذه القاعدة، كما نصبت منصات إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى في هذه القاعدة.
ويشير الخبير الاستراتيجي، حسام سويلم، إلى أنه في عام 2008 وصل التعاون الإريتري - الإيراني إلى الذروة عندما أعلن الرئيس الإريتري، أسياس أفورقى، في خطاب له بطهران دعوته للسلطات الإيرانية إلى إقامة قاعدة لهم فى منطقة القرن الأفريقى.
وأضاف سويلم أن طهران نجحت فى تحويل ميناء عصب الإريترى إلى قاعدة إيرانية، حيث قامت السفن الإيرانية فى البداية بنقل المعدات العسكرية والأسلحة الإيرانية إلى ميناء عصب، وشاركت فى هذه المهمة ثلاث غواصات (كيلو) إيرانية.
ويشير الباحثان الأمنيان في معهد واشنطن، ألكسندر ميلو و مايكل نايتس، إلى أن الإمارات وقعت عقد ايجار لمدة ثلاثين عامًا كجزءٍ من اتفاقية الشراكة المبرمة، لغرض إقامة قاعدةٍ عسكرية للإمارات في ميناء عصب العميق وغير النشط ومطار عصب المجاور الذي يتميّز بسطحه الصلب ويضمّ مدرجا يمتد على طول 3500 متر قادرًا على استقبال طائرات نقلٍ ضخمة، من بينها طائرات "بوينغ سي-17 جلوب ماستر 3" التي يقودها السلاح الجوي الإماراتي.
ويقول رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد حسين باقري، إن إيران تسعى لإنشاء قواعد بحرية في اليمن أو سوريا، نظرًا لأن موطئ القدم البعيد قد يكون أكثر قيمة من الناحية العسكرية من التكنولوجيا النووية، وهو ما يتوافق مع استراتيجية "الجهاد البحري" التي تتبعها إيران في منطقة البحر الأحمر.
ووصف العسكري الإيراني القواعد العسكرية البعيدة بأنها أهم من التكنولوجيا النووية بعشرات المرات.
ونظرا للإدراك السعودي لأهمة المنطقة، قررت الرياض إقامة قاعدة عسكرية في جيبوتي، الأمر الذي لاقى ترحيبا من السلطات هناك.