
على طريق الوحدة، و سعيا لمزيد من الإنفتاح و الحوار و التعاون تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية، خلال لقاء قداسته مع المعهد المسكوني الشرق الاوسط عن أهمية الفكر و التواصل، فقال:الحياة تشمل جوانب رئيسية فالله خلق الإنسان عاقلا، يحتاج للتلمذة المستمرة، و عابدا يحتاج للاستمرارية، و عاملا يحتاج للعمل الدائم، مضيفا ان الله وضع العقل في الإنسان كمنارة تقود حياته مستشهدا بالمثل المصري العقل زينة، مؤكدا أن العقل لا يظل عقلا الا بالتلمذة و التعليم المستمر كل يوم.
و تابع قداسة البابا تواضروس الثاني قائلا:من يمتلك فكرة منفتحا سيسعى أن يكون له قلب منفتح، فصدقوني حرارة المحبة تجعل قلب الانسان يتسع الحب للكل، القلب المتسع يتسع للتنوع، موضحا أن الحياة ليست شكلا واحدا، و البشر ليسوا واحدا، و أن الله خلق كل شئ بابداع و ينتظر من الإنسان أن يكون له ثمرة، احترس ان تكون حياتك بلا ثمر، مطالبا قداسته كل واحد بالإجابة عن سؤال اين حياتك من ثمار الاحتمال و تواضع القلب و السلام؟.
هذا و أكد البابا في كلمته:ان القلب المتسع يتسع أيضا لضعف الاخر، يسامح و يصفح و ينسى، كذلك يتسع للمستقبل والفكر الجديد.. ينيرالطريق لغيره ويتجاوز عن مشكلات العالم، مشيرا ان كل واحد منا عبارة عن عالم صغير عليه ان يكون رسالة سلام، نسعى لنشر العيش المشترك، نعرف ونؤمن أن طبيعة الحياة هي التنوع، وهذا التنوع أراد الله به لكي يكون التكامل، على كل إنسان أن يتصالح مع نفسه و مع الله و مع الاخرين.
أضاف قداسته: ان الانسان هو ابداع الله الخالق ايا كان جنسه او دينه او لونه، مشيرا إلى أهمية الحوار و التواصل بين الجميع جميع الشعوب خاصا منطقتنا التي تحتاج إلى الحوار من أجل السلام و أكد البابا أن هذا الحوار يأسس علاقات تفاهم ومحبة، مؤكدا أن السلام ليس بالكلام بل بالعمل.
يذكر أن هذا اللقاء عقد بالمقر البابوي لوجوس بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون، بحضور نيافة الانبا يوليوس اسقف عام مصر القديمة و اسقفية الخدامات العامة والاجتماعية، القس باسليوس صبحي استاذ العهد الجديد بالكلية الاكليريكية الأرثوذكسية ومدرس بالمعهد المسكوني للشرق الأوسط، الدكتور زاهي عازار رئيس المعهد المسكوني للشرق الأوسط، إلسي وكيل السكرتير الإقليمي للإتحاد العالمي الشرق الأوسط، أيمن كرم السكرتير الإقليمي المشارك للإتحاد العالمي بمصر، واساتذة المعهد الدكتور جوزيف فلتس، والدكتور جون دانيال و طلاب المعهد، وبمشاركة المشاركين حاليا بلقاء الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة من 7 دول المشرق العربي للحوار المسيحي الإسلامي من أجل سلام المنطقة، في ختام الزيارة وزع قداسة البابا الهدايا التذكارية للحضور والتقت الجميع مع قداسته الصور بكل محبة ابوية.