مع احتفال المسحيين في كل مكان بالعالم بعيد القيامة المجيد، ظهرت لأول مرة في تاريخ المغرب، مطالب المسحيين إلي العلن ، حيث طالبوا خلال لقائهم الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان المغربي محمد الصبار، بحرية اقامة الطقوس المسيحية بالكنائس الرسمية في عدم ظل عدم وجود كنيسة رسمية للمسحيين المغربيةن وايضا الاعتراف بالزوج الكنسي او المدني في المملكة، مؤكدين ان مطالبهم تتوافق مع الدستور والقانون.
مطالب مسيحيو المغرب
التقي وفد من استقبل الاثنين 3 أبريل 2017 الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان المغربي محمد الصبار ، عدد من أعضاء التنسيقية الوطنية للمغاربة المسيحيين، لبحث مطالبهم، في إطار سعي المغرب ليإظهار وجه التسامح مع الاديان والمعتقدات الأخري واظهاره بمظهر التعايشب بين الطوائف.
وتطالب التنسيقية التي تظم 21 عضواً، السماح بإقامة الطقوس المسيحية بالكنائس الرسمية، والزواج الكنائسي أو المدني، وتسمية الأبناء بأسماء يرتضيها الآباء لأبنائهم، والتعليم الديني يجب أن يكون اختياريا للمسيحيين المغاربة، والدفن عند الممات بالطريقة المسيحية.
و سَلمت التنسيقية، ورقة مطالب لللأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان المغربي محمد الصبار، يحمل مايلي : نحن المؤمنون المسيحيون من أصل مغربي؛ نتوجه لسيادتكم و عبركم لرئيس المؤسسة الدستورية للنهوض بحقوق الإنسان؛ المجلس الوطني لحقوق الإنسان بهذا الكتاب التواصلي. لقد وصلت تنسيقيتنا الوطنية للمغاربة المسيحيين إلى قناعة راسخة بان التقدم في إيجاد حلول لمطالبنا كمؤمنين مسيحيين مغاربة يمر عبر التواصل، العمل والمرافعة من خلال ما يتيحه الظهير الملكي المؤسس للمجلس الوطني لحقوق الإنسان. وقد ارتأينا أولا تقديم هذا الكتاب التواصلي خلال لقائنا بسيادتكم في افق تقديم مذكرة مفصلة تاخد بعين الاعتبار نتائج لقائنا الأول هذا.
ما يشجعنا علي اعتبار إن الظرفية مساعدة ومحفزة للعمل والمرافعة على ملفنا نحن المؤمنون المسيحيون المتشبثون بمغربيتنا والمستعدون للدفاع عن حوزة الوطن ضد أي محاولة للنيل منه؛ هو ما جاء في التصريحات الملكية الأخيرة المتعلقة بالمعنى المنطقي والمعقول لمفهوم إمارة المؤمنين، والتي تعتبر أن جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، هو أمير لكل المؤمنين؛ على اختلاف مللهم ونحلهم ودياناتهم؛ فقد سبق وان أشدنا في حينه بالتصريحات الملكية، غير المسبوقة، واعتبرناها إنصافا لنا نحن المغاربة المسيحيون باعتبارنا مؤمنين، واليوم نؤكد أن تصريحات جلالة الملك تكريس لحقنا في الاعتقاد المكفولة بمضامين و أحكام الدستور المغربي والتي تتماشى مع التزامات المملكة المغربية في إعمال المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
السيد الأمين العام؛
ان الاستعجال في التعاطي مع قضيتنا نحن المؤمنون المسيحيون من أصل مغربي تمليها:
بأننا أصبحنا لا نجد حرجا في الاعتراف بأننا مواطنون مغاربة نعتنق المسيحية، ولم نعد نشعر بالغربة في وطننا رغم التضييقيان المستمرة علينا، لكننا ممنوعون من القيام بشعائرنا الدينية في الكنائس التي هي حكر على الأجانب فقط
كوننا ليست لنا علاقة بالتنصير الذي نتهم به، فمعظم المسيحيين المغاربة إما هم مسيحيون أبا عن جد، أو أنهم وجدوا في هذا الدين ضالتهم أو مسيحيون بالفطرة
خوفنا كمسيحيين مغاربة من الاستهداف من طرف المتشددين الذين لا يقبلون بوجود من يصفونهم بالمرتدين عن الإسلام بينهم فنحن نشعر حاليا بالأمن في المغرب، وإن كانت بعض الاستفزازات التي تواجه بعضنا تؤثر على المستهدفين منا ؛ فخوفنا يجد مبرر له في عدم إعمال حنايا الدستور الخاصة بحرية الاعتقاد و عدم تطبيق توجيهات جلالة الملك محمد السادس المتعلقة بالمعنى المنطقي والمعقول لمفهوم إمارة المؤمنين، والتي تعتبر أن جلالة الملك محمد السادس، هو أمير لكل المؤمنين المغاربة.
السيد الأمين العام؛
حقوقنا مفقودة نحن المؤمنين المسيحيون المغاربة كمواطنين عاديين حيث إننا ليست لنا نفس الحقوق التي يتمتع بها المؤمنين المغاربة المسلمون و المؤمنين المغاربة اليهود. فنحن لا يمكنني دخول الكنيسة لأداء صلواتنا، ولا يمكننا أن ندفن في مقبرة مسيحية، لأنها حكر على الأجانب فقط و أبناؤنا يدرسون في مدارس مغربية بمناهج لا تتماشى وما يعتقدون، خاصة التربية الدينية التي لا تشير من قرب أو بعيد إلى وجود أقليات غير مسلمة في المغرب..
السيد الأمين العام؛
نحن المؤمنين المسيحيون المغاربة لنا مطالب إنسانية بسيطة لا تقبل التأجيل: السماح بإقامة الطقوس المسيحية بالكنائس الرسمية- الزواج الكنائسي أو المدني- تسمية الأبناء بأسماء يرتضيها الآباء لأبنائهم- التعليم الديني يجب أن يكون اختياريا للمسيحيين المغاربة- الدفن عند الممات بالطريقة المسيحية.
ان المملكة المغربية تضمن التعددية داخل الوطن الواحد، الذي نفخر أشد الفخر بالانتماء إليه، تحت قيادة أمير المؤمنين ملك المغرب محمد السادس و نعتبر أن إمارة المؤمنين حصن حصين لمواجهة التطرف الديني، ولضمان وحدة واستقرار بلدنا ومجتمعنا المتنوع.
وتقبلوا السيد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان تحياتنا الصادقة.
قناة مسيحية
وفي يونيو 2016 أطلق عدد من المغاربة المسيحيين، في خطوة لا سابق لها، قناة على موقع اليوتوب للتحدث عن معتقداتهم الدينية علنا للمرة الأولى بعد نشاطهم على الفيسبوك والإنترنت منذ زمن.
وتبث هذه القناة برنامجا يحمل عنوان "مغربي ومسيحي"، وهو عبارة عن حلقات قصيرة، يقدمها مغاربة مسيحيون من داخل المغرب وخارجه يشرحون إيمانهم ويردون على الفهم المغلوط للمسيحية والشائعات التي يروجها البعض ضدهم، بحسب تقديم البرنامج.
ويظهر على دعاية البرنامج عدد من المغاربة يتحدثون بلهجة عامية قائلين "اسمي عتيقة، اسمي يوسف، اسمي الزبير، اسمي إيمان، اسمي زينب" ومن ثم يقول كل منهم "أنا مسيحي ومغربي".
وإلى جانبهم، يظهر مغربي آخر يسمى "الأخ رشيد"، وهو مغربي اعتنق المسيحية منذ زمن وعرف بتقديمه برنامجا على الإنترنت بعنوان "سؤال جريء" انتقد من خلاله الإسلام والمسلمين و"غياب التسامح" مع باقي الديانات.
وبث هذا البرنامج حلقتين حتى الآن، أولهما قبل أسبوع وقارب عدد مشاهديها 170 ألفا، وتم بث الحلقة الثانية الأربعاء.
وضع المسيحيين:
من جانبه قال مصطفى السوسي، الناطق الرسمي باسم التنسيقية، إن طلب اللقاء جاء بعد اطلاع أعضائها، على الفصل 161 من الدستور المغربي الذي ينص على أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان مؤسسة وطنية تعددية ومستقلة، تتولى النظر في القضايا المتعلقة بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات وحمايتها، وبضمان ممارستها الكاملة، والنهوض بها وبصيانة كرامة وحقوق وحريات المواطنات والمواطنين، أفرادا وجماعات، وذلك في نطاق الحرص التام على احترام المرجعيات الوطنية والكونية في هذا المجال.
وأضاف السوسي في اتصال مع اليوم24 المغربي، أن عدد من الجمعية الحقوقية، نصحت التنسيقية بطرق باب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل إيجاد حلول لعدد من المشاكل التي يعانونها كأقلية في المغرب.
وأوضح السوسي، أن الصبار استمع إلى مطالبهم، ووعدهم بأنه ستكون من أولويات المجلس، لكن في نفس الوقت أخبرهم أن مطالبهم ستأخذ بعض الوقت.
وبخصوص ممارسة الطقوس المسيحية تأسف مسؤول تنسيقية المغاربة المسحيين عن عدم الاعتراف لحد ألان بالكنيسة الخاصة بالمغاربة ومازالت سرية وتقوم باجتماعاتها في البيوت،والحديث عن المراتب الكنائسية القيادية في الكنيسة مازال متأخرا،وأضاف أن عدد المغاربة المسحيين يفوق المليون ولم يعد يحتسب بالأرقام بل بالنسبة
المسيحية في المغرب
وبلغ عدد معتنقي الديانة المسيحية بالمغرب في 2012، 400 ألف مسيحي بحسب تقديرات غربيةن فيما يقدرهم مسؤول تنسيقية المغاربة المسيحيين، مصطفى السوسين بحوالي مليون شخص.
وحسب تقرير للدراسات بالولايات المتحدة بتعاون مع السفارة الأمريكية بالمغرب، أفاد واعتمادًا إلى استطلاع الرأي، بأن عدد المغاربة ممن تحولوا إلى المسيحية خلال الربع الأول من العام 2012 وصل إلى 8,000 شخص. وينتمي المسيحيين المغاربة إلى مدن مختلفة والى شرائح إجتماعية مختلفة، الشريحة الأكبر من معتنقي المسيحية هي من الشباب فضلًا عن وجود عائلات بكاملها اعتنقت الديانة المسيحية.
و يتكون المجتمع المسيحي المغربي من كنيستين رئيسيتين وهي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والبروتستانتية. معظم المسيحيين يقيمون في الدار البيضاء والمناطق الحضرية مثل الرباط.
القسم الأكبر من مسيحيي المغرب هم من ذوي الإصول الأوروبية خصوصًا الفرنسيّة والإسبانيّة ممن سكنوا إبّان الإستعمار، بالإضافة إلى سكان محليين من أصول مسلمة وغالبًا ما يمارسون شعائرهم الدينية بسرية وبكنائس خاصة فيهم وأغلبهم اعتنق البروتستانتية بشكل خاص.
تملك الكنائس المسيحيّة خاصًة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية العديد من المؤسسات الإجتماعية والتعليميّة. على سبيل المثال تضم مؤسسات التعليم الكاثوليكي بالمغرب ست عشرة مؤسسة موزعة على الأراضي المغربية، أربع مؤسسات بالقنيطرة، وخمسًا في الدار البيضاء، وثلاثًا في مدينة الرباط، وواحدة في مكناس، واثنتين بالمحمدية، وواحدة في مراكش.
المشهد المغربي:
صعاب ومشاكل كثيرة تواجه المسيحيين المغاربة، الأقلية الصامتة التي لا تستطيع الصلاة في الكنائس، فيجتمعون في كنائس سرية، في بيوت بعضهم. فهل بعد لقاء المسؤول الحقوقي المغربي، سوف يتغير موقف الدولة المغربية من مسيحي المغرب، ويخرجون لاول مرة بعد عقود طويلة من السرية الي العلن في غطار الدستور والقانون.