
أكد حازم قاسم، المتحدث الإعلامى باسم حركة حماس الفلسطينية، أن هناك جهدًا كبيرًا يُبذل من قِبل الدول الوسطاء من أجل إيجاد مقاربات تسمح بالانتقال إلى تنفيذ مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، باستحقاقاتها المتمثلة بالوقف الكامل للعدوان والتعهد بعدم العودة للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وإطلاق عملية تبادل جديدة للأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة.
وقال «قاسم»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن المفاوضات الآن فى أوجها، موضحًا أنه كانت هناك جولة مفاوضات مع وفد حركة حماس بالقاهرة قبل أيام، برئاسة القيادى خليل الحية، فيما جرت أمس مفاوضات بالدوحة لاستكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذى تم توقيعه برعاية مصرية قطرية أمريكية، وضمان الدخول إلى استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق، التى يتنصل منها الاحتلال حتى الآن.
وشدد «قاسم» على أن حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، قائلًا: «يجب الدفع فى المرحلة المقبلة نحو استحقاقات المرحلة الثانية بكل تفاصيلها، وعدم السماح للاحتلال بالتنصل منها، ونعمل مع الوسطاء من أجل إتمام هذا الأمر».
وحول المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، قال المتحدث باسم «حماس» إن المصالحة الوطنية هى أوجب ما تكون فى هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن الحركة أبدت مرونة كبيرة فيما يتعلق بترتيبات البيت الفلسطينى فى مرحلة ما بعد انتهاء العدوان، أو ما يسمى بـ«اليوم التالى»، وطرحت تشكيل حكومة وفاق، وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية وحركة فتح.
وأضاف: «مصر عملت على بلورة مقاربات سياسية وإدارية تتعلق بإدارة غزة، سُميت بلجنة الإسناد المجتمعى، التى هى لجنة تكنوقراط بعيدًا عن السياسية وليس فيها أى شخصية تابعة لحركة حماس، بل هى شخصيات وطنية مهنية».
وتابع: «حماس بادرت بالموافقة الكاملة والشاملة المباشرة على هذا الطرح المصرى والرؤية المصرية، لثقتها فى أن الأشقاء فى مصر لديهم حرص على إنجاز هذه المقاربات ونزع الذرائع من الاحتلال، لعدم العودة إلى الحرب».
واستطرد: «حماس تقول بشكل واضح إنها ليست معنية بأن تكون فى ترتيبات اليوم التالى للحرب، شريطة أن يتم ذلك بتوافق وطنى، ويسمح بنزع الذرائع من الاحتلال، وإطلاق عملية إعمار حقيقية لقطاع غزة بعد الكارثة الكبيرة التى مر بها أهالى القطاع».
وأوضح «قاسم» أن «حماس» رحبت بشكل واضح بالخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، ورأت فيها مقاربة معقولة وواقعية فى مواجهة المخطط الخطير الذى يطرحه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى تحدث عن تهجير أهالى غزة وإخراجهم من القطاع.
وأردف: «هذه الخطة بالتأكيد لديها فرصة كبيرة للنجاح، ونحن تناقشنا مع الأشقاء فى مصر خلال اللقاء الأخير حول سبل تنفيذ هذه الخطة، وكيف يمكن أن تسهم حركة حماس فى إنجاحها».
ولفت «قاسم»، خلال حديثه لـ«الدستور» إلى أن الاحتلال لم يتوقف عن العدوان سواء فى غزة أو الضفة أو القدس، ولا فى أى مكان آخر حتى فى لبنان وسوريا، كما قتل أكثر من مائة فلسطينى مع إصابة المئات منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وشدد على أن الاحتلال عطّل العديد من بنود الاتفاق، ولم ينسحب من محور فيلادلفيا وفق المقرر تنفيذه فى اليوم الثانى والأربعين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فى انتهاك فاضح وواضح للاتفاق، مضيفًا: «الاحتلال قام مؤخرًا بإغلاق معبر رفح، مع استخدام سياسة التجويع ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات، رغم أن وضع غزة بالأساس كارثى بامتياز، وهناك بوادر مجاعة حقيقية تلوح فى القطاع».
واعتبر المتحدث باسم «حماس» أن ذلك الإجراء يعد نوعًا من الإرهاب الذى يستخدم لابتزاز المواقف السياسية، عبر منع إدخال المواد الأساسية المطلوبة للمدنيين، من الغذاء والمياه والوقود والكهرباء، ما ينافى كل القيم والأعراف الإنسانية، داعيًا لاتخاذ خطوات عملية رافضة لتهجير وتجويع أهالى القطاع.