رئيس الولايات المتحدة يدافع، رسمياً، عن ماركة "ايفانكا ترامب"! التجارية
09.02.2017 11:14
اهم اخبار العالم World News
رئيس الولايات المتحدة يدافع، رسمياً، عن ماركة
حجم الخط

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاجم سلسلة متاجر نوردستورم، منتقدا قرار الشركة بالتوقف عن بيع الملابس التي تحمل ماركة ابنته ايفانكا، حيث نشر تغريدة، بعد لحظات من انتهائه من القائه كلمة امام المسؤولين عن تطبيق القانون الاميركي، هاجم ترامب الشركة التي قررت الاسبوع الماضي وقف بيع الملابس التي تحمل علامة ابنته نظرا لتراجع المبيعات، قائلا "نوردستروم ظلم ابنتي كثيرا. انها انسانة رائعة، تشجعني دائما على فعل الصواب! هذا فظيع"، وحرصا منه على أن تصل التغريدة إلى أكبر عدد ممكن، لم يكتف بإرسالها عبر حسابه الشخصي، وإنما أرسلها أيضا عبر الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة على تويتر.

وبذلك أثار الرئيس الأمريكي الجدل، مجددا، حول تداخل المصالح بين منصب الرئاسة والمصالح التجارية لعائلة ترامب.

استخدم ترامب تويتر، منذ فوزه المفاجئ في تشرين الثاني/نوفمبر، للهجوم على شركات مختلفة بدء من جنرال موتورز الى بوينغ، سواء لأن لها مصانع خارج الولايات المتحدة أو لأنها تفرض اسعارا غالية على الطائرات التي تبيعها للحكومة، وربما استهجن البعض هذا الأسلوب، ولكنه يمكن أن يصنف في خانة تطبيق سياسته وفي إطار تحرك رئيس البلاد بصفته، ولكن التغريدة الأخيرة كانت مختلفة لأنها تدافع عن جزء من امبراطورية عائلة ترامب، التي كان معارضون كثيرون قد نبهوا إلى أنها يمكن ان تكون مصدر تضارب كبير في المصالح بالنسبة للبيت الأبيض، كما أنها تلقي بالشك على ما أعلنه الرئيس بشأن نقل إدارة اعماله الى أبنائه، وانه ابتعد، تماما، عن إدارتها، كما طلب منه الجهاز الحكومي للأخلاقيات.

ويقول معارضوه ان اعمال ترامب لا تزال تطرح معضلة اخلاقية كبيرة، واشتد الجدل بعد أن أعلن مسئولون في البنتاغون، يوم الأربعاء، أنهم يفكرون في استئجار مكاتب في برج ترامب الفخم في مانهاتن للموظفين والمعدات التي ترافق الرئيس خلال زيارته، أضف إلى ذلك الدعوى القضائية التي رفعتها زوجة الرئيس ميلانيا ترامب في نيويورك، ضد صحيفة بريطانية قالت انها نشرت شائعات أضرت "بفرصة حياتها" لكسب الملايين من الدولارات مع زيادة شهرتها بعدما أصبحت السيدة الاولى.

البيت الأبيض اعتبر، على لسان المتحدث شون سبايسر، أن تهجم ترامب على نوردستروم هو دفاع عن فرد من عائلته، معتبرا أن قرار نوردستروم هو مسعى للإساءة الى اسم ايفانكا ترامب، بسبب مواقف سياسية محددة اتخذها الأب، ولكن الشركة ردت على هذا الادعاء، مؤكدة انها اتخذت قرارها لأسباب تجارية فقط، وقالت في بيانها "خلال السنة الماضية، وتحديدا خلال النصف الثاني من 2016، تراجعت مبيعات الماركة بشكل مضطرد الى درجة انه لم يعد من المنطقي بالنسبة لأعمالنا ان نستمر معها في الوقت الحالي"، وأضافت مؤكدة أن لديها "علاقة عمل ممتازة" مع شركة ايفانكا ترامب.

يذكر أن ونوردستروم هي إحدى الشركات العديدة التي شملتها دعوات للمقاطعة لكل من يسوق ماركة ترامب، في إطار حملة "غراب يور وولت" (اغلقوا محفظة نقودكم) التي يشنها ناشطون معارضون لترامب احتجاجا على سياساته، وواصلت الحملة الاربعاء استهداف متاجر كبيرة اخرى تابعة لشركات مثل "ميسي" و"بلومنغديل" و"ديلارد" لأنها تبيع منتجات ايفانكا ترامب.

الخبير في الاخلاقيات الحكومية في كلية الحقوق في جامعة كولومبيا ريتشارد بريفولت اعتبر أن استغلال ترامب "للمنبر القوي" الذي يمثله منصبه في البيت الابيض للدفاع عن مصالح ابنته التجارية "يخالف كل مفاهيم الالتزامات الاخلاقية لمنصب عام"، مضيفا "ما يعنيه هذا هو أنه لم يستوعب بعد تماما تبعات كونه أكبر موظف عام في البلاد".

ويمنع مرسوم تنفيذي صادر في 1989 على الموظفين الفدراليين استخدام المنصب العام لتحقيق مكاسب شخصية، وفق بريفولت، الذي أضاف أن أي انتقاد عام يوجهه رئيس في منصبه يمكن تفسيره على انه محاولة للتأثير على قرار الشركة فيما يتصل بأعمالها التجارية، وتابع بريفولت قائلا إن الرئيس "يعطي الانطباع بأنه يستخدم منصبه لترويج المصالح التجارية لفرد من عائلته".

ولكن تغريدة ترامب جاءت بنتيجة عكسية، وخلافا لشركات اخرى هاجمها على تويتر مثل لوكهيد مارتن وبوينغ وفورد التي انخفضت أسهمها، ارتفعت أسهم نوردستروم باكثر من 4% بعد هجوم ترامب.

وتكمن المفارقة الأخيرة في أن الرئيس الأمريكي يعتبر أن المحور الرئيسي في سياسته الاقتصادية من أجل توفير فرص العمل تقوم على الضغط على الشركات التي تصنع منتجاتها خارج الولايات المتحدة، بينما شركة ابنته ايفانكا ترامب تصنع الملابس في الصين.

 
اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.