
ما إن صرح الشيخ سالم عبد الجليل تصريحاته الأخيرة المكفرة للأقباط، حتى قامت الدنيا ولم تقعد، وتلقى اتهامات بإثارة فتنة، تسعى الدولة بأزهرها وكنيستها لإخمادها، خاصة بعد التفجيرات الأخيرة لكنائس مصرية عدة.
ويبدو أن الدعوة السلفية، لم يرُق لها هدوء تلك الأزمة ولو نسبيًا، في انتظار أن يبت الأزهر ووزارة الأوقاف في أمر عبد الجليل، لتخرج إلى أنصارها ومريديها، عبر صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك ببيان عنونته بـ حول أسس التعامل مع غير المسلمين.
في البيان الذي تضمن خمسة عشر نقطة، جميعها تتفق مع ما قاله عبد الجليل، بداية من استشهادهم بالآيات القرآنية، التي تؤكد كفر عقدة الأقباط بحسب زعمهم:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وكذلك قول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}.
وفي بند أكثر توضيحي لفكرتهم، والتي جاءت مطابقة لما قاله عبد الجليل، يقول البيان: وأما الإسلام فلا تتم عقيدة التوحيد إلا بترك ما يضاده، وكما يُعلِّمُ المسلمون صغارَهم عقيدة الإسلام من خلال قوله تعالى ــ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ــ وغيرها من السور والآيات كثير.
وحاول في أحد بنوده أن يجمل الصورة نوعًا في محاولة منه لخلق حالة من التوازن، حين قال في الفقرة قبل الأخيرة منه: قال تعالى ـ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين ــ وكان هذا الجمع الدقيق بين هذين الشقين هو منهاج النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام وجموع المسلمين عبر أربعة عشر قرنًا من الزمان، لم يشذ عن ذلك إلا الخوارج الذين يظلمون المسلمين أكثر من ظلمهم لغيرهم، ومنهم الجماعات الإرهابية في زماننا مثل داعش ومن على شاكلتها.