تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في 30 يناير 2024 بذكرى رحيل الأنبا أنطونيوس «أب الرهبان»، مؤسس الحياة الرهبانية في العالم أجمع، وأطلق على اسمه دير فى ألمانيا.
ومن جهته قال القس مكاريوس بولس، راعي كنيسة الملاك ميخائيل بجنوب ألمانيا، في تصريحات خاصة لـ «الدستور»، إن القديس أنطونيوس الكبير الملقب (أبو الرهبان ) وقد لقب به لأنه أول من دخل البرية (الصحراء) ليتعبد إلى الله بالفقر الاختياري الكامل، ومن بعد ذلك اتبعه الألف في وقته إلى هذا الطريق من الصلاة والعبادة الدائمة.
وذكر أن القديس أنطونيوس ولد في بلدة قمن العروس التابعة لبني سويف حوالي عام 251 م. من والدين غنيين
وتابع: ثم مات والده واستلم ثروة كبيرة من المال والأراضي، وعندما نظر إلى والده الميت وتأمله قال:
تبارك اسم الله أليست هذه الجثة كاملة ولم يتغير منها شيء ألا توقف هذا النفس الضعيف؟!
فقال للجثة في تأمل فأين هي همتك وعزيمتك وأمرك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال؟؟ثم قال لنفسة:اخرج أنا من هذا العالم بكامل إرادتي ولا يخرجونني مثل أبي هكذا.
وأضح أنه بعد وفاة أبيه وأمه ترك وحيدا مع أخته الصغيرة وكان عمره تقريبا ٢٠ عاما وذهب إلأى الكنيسة كعادته وفي أثناء قراءة الإنجيل سمع الآية التي تقول: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي» (مت 19: 21).
وتابع: وكأن الله قد ذكر أنطونيوس بالقديسين الذين يتركون كل شيء من أجل اسمه القدوس وقد كانت مشاعر أنطونيوس وكأن الفقرة قرئت له خصيصا لم ينتظر كثير فذهب وباع أرضه التي كانت ثلاثمائة فدان من أجود الأراضي وكل ما كان يمتلك من أموال وقام بتوزيع كله على الفقراء والمحتاجين كما أوصى في التي سمعها في الكتاب المقدس.
أما عن أخته، فأوضح أنه أودع أخته في بيت لبعض العذارى المعروفات الأمينات لتنشاء في بيت للعذراي بفكر الله وفي طريق صالح.
وواصل: أن الشاب أنطونيوس سكن داخل البرية (الصحراء)، وكان يقضي كل وقته في الصلوات والصوم بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله، ثم سمع الله فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلًا متوشحًا بزنار صليب مثل الإسكيم (هو عبارة عن مصنوع من الحبل او الجلد يلبس ويكون بشكل الصليب) وعلى رأسه كو كلس (غطاء للراس).
وكان يجلس يضفر الخوص. قام الملاك ليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر. وفي النهاية، قال الملاك له: "اعمل هذا وأنت تستريح. صار هذا الزي هو زي الرهبنة، وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل.
واستكمل: ومن هنا بدأ الطريق الرهباني استقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة. هناك حاربته الشياطين علانية على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة ثم بداء يتتلمذ علي يده الكثير ليسلكون في هذا الطريق الملائكي.
وتابع: حوالي عام 305 م. اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم، وإن كان انتهى يعود مرة أخرى إلى وحدته في عزلة للتمتع بحياة الصلاة والعبادة ورحل في عام ٣٦٥ ميلادي عن عمر ١٠٥ سنة.
ماذا أضاف القديس أنطونيوس للكنيسة:
وتابع: هو أولا من خرج إلى طريق الرهبنة في العالم كله لذلك ملقب أنه أبو الرهبان، فإن هذا القديس هو مؤسس نظام الرهبنة (الوحدة)، فإن حياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية، خاصة نظام الوحدة في الجبال والمغاير للعبادة إلى الله والصوم الانقطاعي عن الطعام والشراب من الصباح إلى المساء والصلاة الدائمة في كل وقت مع المطانيات(السجود ) والعمل اليدوي في صناعة الخوص حتى يأكل الراهب بتعب يداه ولا يطلب من أحد ويوجد دير الأنبا انطونيوس وهو أول دير أنشئ في العالم في (البرية) الجبل الشرقي للبحر الأحمر.