ترأس المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، فجر اليوم، طقوس الصلوات داخل القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس.
الاستعداد لعيد الميلاد المجيد
وقال إن العالم المسيحي بأسره يستعد لاستقبال الأعياد الميلادية المجيدة، فالأنوار والأشجار المزينة منتشرة في كافة العواصم والمدن في الغرب، وقد شاهدنا الرئيس الأمريكي وهو يضيء شجرة الميلاد في باحة البيت الأبيض، وهنا يحق لنا أن نتساءل: أين هم هؤلاء القادة السياسيون في الغرب من رسالة الميلاد ومن رسالة صاحب العيد، أعني السيد المسيح له المجد؟.
ففي الوقت الذي فيه يحتفلون بإنارة شجرة الميلاد، التي من المفترض أن تذكرهم بأنوار الميلاد التي سطعت من مغارة بيت لحم، نراهم يبررون ويدعمون ويؤازرون العدوان الذي يتعرض له شعبنا.
كيف يمكن للمرء أن يدّعي أنه مسيحي وأن يقبل بأن يقتل أناس أبرياء وأن تدمر عليهم المنازل وأن يعيشوا حالة الرعب والخوف.
أين أنتم أيها الزعماء في الغرب من القيم المسيحية التي يبدو أنكم لا تعرفون منها إلا بعض الشعارات والمصطلحات، ولكنكم في الواقع بعيدون عن القيم المسيحية لأنكم تناصرون الظالم على حساب المظلوم، وأنتم شركاء في آلة الموت التي تستهدف شعبنا، خاصة في غزة.
كما وجّه نداء عاجلا بضرورة العمل على وقف العدوان والحرب الهمجية التي يتعرض لها أهلنا في غزة، وقال: إننا كنا نتمنى أن تستمر الهدنة ولكن يبدو أن الحرب عادت مجددا، ولذلك فإننا نبعث بنداء عاجل إلى كل الوسطاء، وإلى كل أولئك الذين هم قادرون على فعل شيء إيجابي، بأن يعملوا من أجل أن تتوقف هذه الحرب.
خمسون يوما وغزة تتعرض للقصف ونصفها مدمر، ناهيك عن الشهداء والأطفال والأبنية المدمرة والأحلام والطموحات التي طمرت تحت الركام، أما آن لهذه المأساة أن تتوقف، ومأساة غزة هي مأساتنا جميعا، ومعاناة غزة هى معاناتنا جميعا، ولذلك فإننا لن نستسلم لليأس وسنبقى نطالب كل أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم من مسئولين وشعوب بضرورة إنهاء هذه المأساة وهذه الكارثة التي لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري، والتي أدت إلى دمار وخراب وآلام وأحزان مروعة لا يمكن أن يقبلها أي إنسان عنده أخلاق وضمير وحس إنساني.